أتت آبل منذ أيام بهواتف رائعة ولكن لم يكن العرض هو نقطة قوتها مثل كل سنة… خصوصاً أن الكثير الكثير من المعلن كان معروفاً بالفعل وحتى لم نتفاجأ بعبارة “One More Thing” لأننا بالفعل نعرف ماهية هذا الشيء الإضافي. أيضاً لا أعتقد أن الكثير قد أعطى انتباهاً جيداً للآي-فون 8 مع أنه يتشارك الكثير من الخصائص مع الآي-فون X ولكن الجميع كان ينتظر الأخير. وحصلت حادثة الآي-فون الذي رفض أن يتم فتحه (غالباً بسبب أنه تم إعادة تشغيله قبلاً ولم يتم إدخال كلمة السر بعدها لأنه كان يظهر الرسالة التي تأتي في نفس الحالة مع هوية اللمس) ولكل هذه العوامل لم يكن الإبهار في التقديم، ولكن ماذا عن الأجهزة؟
التصميم
الشاشة: إعلان آبل للشاشة هو “It’s All Screen” بمعنى أن الهاتف هو كله شاشة، ولكن في الفيديوهات الدعائية تظهر حواف الهاتف بشكل واضح خصوصاً أنه الشاشة ليست منحنية وجوانب الهاتف شكلها مائل للخارج مثل الآي-فون 7.
ولكن قال بعض الذين حضروا المؤتمر أنه عند الاستخدام الفعلي للجهاز تبدأ هذه الأطراف بالتلاشي وتشعر ان الشاشة تملأ كل الجهاز فعلاً، وعلينا أن ننتظر لمعرفة هذا.
منطقة الكاميرا: شاشة الآي-فون تقوم بالالتفاف حول منطقة وجود نظام الكاميرات والسماعة وقد افترض البعض قبلاً أن آبل ستجعل أطراف هذه المنقطة سوداء دائماً في iOS حتى تخفي ذلك النتوء الأسود ولكن آبل لم تفعل هذا ولوحظ أيضاً أن هذا النتوء يظهر مع استخدام التطبيقات فكيف ستكون الألعاب؟ لحسن الحظ هناك اختيار يسمح بجعل هذه المنطقة سوداء عند استخدام بعض التطبيقات وعرض الفيديو فقط في وضع الشاشة الكاملة.
هوية الوجه
عرفنا بالفعل أن آبل كانت على وشك استبدال هوية اللمس بتقنية التعرف على الوجه ولكن تم طرح أسئلة كثيرة فهل يفتح بدون إدارتي؟ وهل يفتح إن لم أنظر للهاتف؟ وكيف أستطيع النظر للإشعارات؟ إلى آخره… ولكن آبل لم تنس كل هذا أثناء التصميم فالتقنية تعرف إن كنت منتبهاً للهاتف أم لا حتى لا يفتح عن طريق الخطأ او اذا كنت نائم وأيضاً يجب عليك السحب لأعلى كي تقوم بفتح الهاتف بدون قصد وهذا أكثر عملية ومشابه تقريباً لوضع الأصبع على هوية اللمس، وأهم شيء هنا أن هوية الوجه ليست سهلة الخداع بصور أو حتى بأقنعة مصممة في هوليوود.
كما أن آبل تستخدم التقنية لعدة أغراض أخرى منها الدفع والتقاط سيلفي أفضل و “أنيموجي” وكل هذا يشجع لاستخدام التقنية.
الكاميرا
شيء رائع أن آبل لم تستخدم حجم الشاشة والسرعة وهوية الوجه فقط لترويج الجهاز ولكن الشركة قامت بوضع عدة تطويرات مهمة في الكاميرا سنفرد لها مقالاً ولكن من أهمها هو تأثير العمق والذي كنت تحتاج لجهاز بلس للحصول عليه قبلاً وكان هذا يضع محبي الحجم الأصغر في حيرة، ولكن الآن الحجم أصغر بشكل ملحوظ مع الحصول على كاميرا أفضل حتى من تلك التي يحملها الآي-فون 8 بلس. ومع طريقة تحليل معالج آبل الجديد لهذا التأثير فيجب أن يكون أفضل بكثير من ذاك الخاص بالآي-فون 7 بلس والذي كان جيداً بالفعل. كما أن أحد أفضل الخصائص هي العمل على تقليل الضوضاء (التشويش) في الصورة باستخدام عتاد في الجهاز وليس فقط النظام مما سيحسن الصور كثيراً. هل تقترب آبل فعلاً من تعويض المستخدم المتوسط عن كاميرات DSLR تماماً؟ لا نطيق انتظاراً لتجربة هذه الكاميرا.
الشحن الاسلكي
تحدثنا قبلاً عن تبني آبل الشحن اللاسلكي في أجهزتها وقلت أني لن أكون مقتنعاً إن تبنت آبل أسلوباً مشابهاً للمتواجد في السوق، وبالفعل ما زلت جزئياً غير مهتم بالشحن اللاسلكي في المنزل على الأقل، ولكن آبل قد أبرزت عدة جوانب إيجابية تتعلق بالشحن اللاسلكي منها دعم تقنية Qi (تنطق تشي) المنتشرة ولذا من يحب التقنية يمكنه الاختيار من السوق بسهولة وليس مجبراً على ملحقات آبل الخاصة والتي تأتي غالية الثمن دائماً، ولكن ليست هذه هي الجانب الإيجابي الأبرز فكما تفعل آبل مع تقنياتها الجديدة سعت لدمج التقنية في الحياة اليومية وقامت بالاتفاق مع شركات ومتاجر لدعمها فعند دعمها يمكن الذهاب لمطعم ووضع الهاتف على الطاولة ليشحن وهذا بالفعل هو أفضل تخيل للتقنية يمكنني التفكير به.
أما بالنسبة لشاحن آبل المشترك فهو ربما يبدو عادياً للوهلة الأولى ولكنه يمثل تقنية رائعة بالفعل فليس هناك شيء مشابه في السوق حالياً وبالنسبة لمن يترك أجهزته للشحن ليلاً فهذا هو شكل رائع للشحن عبر استخدام سلك واحد ووضع جميع الأجهزة على الشاحن بسهولة وقد تعجب عدداً جيداً من مستخدمي الساعة وAirpods.
الواقع المعزز
تقنية الواقع المعزز هي من أهم ما يأتي مع iOS 11 وللعجب فإن آبل لم تستفد من كاميرا الآي-فون 7 بلس المزدوجة لتحسين الميزة ولكن ربما جاء هذا لكي تكون الميزة متاحة بشكل أفضل لأصحاب الهواتف 6S و 6S بلس حيث لا تحتوي على الكاميرا المزدوجة ولكن الآي-فون 8 يمتلك المسح ثلاثي الأبعاد كخاصية رئيسية وهنا لزم الاستفادة من ذلك حيث تقوم آبل باستخدام الكاميرا الأمامية لتحسين طريقة عرض المحتوى باستخدام موضع الوجه وطريقة النظر، كما أن آبل تسمح للتطبيقات بالاستفادة من نظام التعرف على الوجه كما عرضت آبل كيف أن سناب شات قامت بصنع فلاتر أفضل كثيراً باستخدام تقنيات تتبع الوجه. في الواقع يجب على مطوري الكثير من التطبيقات استخدام هذه التقنية في تطبيقاتهم لجعلها أفضل وربما كان المأخذ على آبل أنها لم تعرض تقنية الواقع المعزز مع تطبيقات غير الألعاب ولكن ننتظر هذا من المطورين.
ما يقودنا للأسعار والإتاحة
ربما أكثر شيء لم يشكل مفاجأة في المؤتمر هي الأسعار حيث أنه تم تسريبها قبل تسريب العديد من مواصفات الآي-فون نفسه، وتجد العديد من الكتاب والمختصين بالتكنولوجيا مقتنعين بأن آبل قد قامت بتسريب أسعار الآي-فون الجديد عن قصد لكي تجهز السوق للسعر الأكبر وأن سعر الآي-فون X (يبدأ) من ألف دولار للسعة الأقل وهي 64 جيجابايت.
الخلاصة
كانت المشاعر مختلطة في هذا الحدث الكبير بشكل أساسي لأننا كنا نعرف تقريباً كل شيء قبل أن تعلن عنه آبل وبعد إعلان آبل عن كل خاصية كنا ننتظر التالية والتي نعرفها بالفعل أيضاً ولكن بعيداً عن كل هذا وإن أخذنا بالحسبان كم الخواص في الآي-فون الجديد فهو معاكس تماماً لأجهزة سابقة مثل الآي-فون 7 والذي كان مثالاً لقول البعض أن آبل تعطي المميزات “بالقطارة” بل أتى الجهاز الجديد بخصائص كبيرة، ومع أننا لم ننبهر خلال المؤتمر بسبب المعرفة المسبقة فإن الانبهار الحقيقي قد يأتي عندما تمسك الآي-فون باليد وتجربته شخصياً. لذا هذا هو ما ننتظره فعلاً.