يتفاخر الكثير من مستخدمي أجهزة أبل أن أجهزتهم ليست مثل الأندرويد والويندوز التي تعد مرتعا ومجالاً خصبا للفيروسات من كل نوع حتى إن أحد أوائل التطبيقات التي نقوم بتثبيتها على نظام الويندوز هو برامج الحماية ولا يمكن بحال من الأحوال أن نتخيل ويندوز بدون برنامج حماية بالرغم من وجود جدار ناري عليه. أما الأندرويد فتجدنا نأخذ حذرنا الشديد وتعلن جوجل بشكل مستمر عن حذف الآلاف من التطبيقات من المتجر لما تحتويه من برمجيات خبيثه. لكن في حالة أنظمة أبل وخاصة iOS نجدها محمية ضد هذه التهديدات. فهل هذا حقيقي؟ ولماذا هى محصنة من الفيروسات؟


من المعروف للجميع، أن الفيروسات ما هي إلا عبارة عن برامج خبيثة، ولهذه البرامج مسميات عدة، منها:

Malware أو البرمجيات الخبيثة، عبارة عن فيروس يصيب عادة أجهزة الكمبيوتر عن طريق تثبيت برنامج ملغوم بتلك البرمجيات الضارة، ثم ينتشر هذا البرنامج في النظام عن طريق تكرار نفسه. ثم تنتقل من جهاز إلى آخر. وكانت هذه البرامج منتشرة بشكل واسع في السنوات الماضية وتعرضنا لها جميعا. ولكن هناك من هو أكثر شيوعا منها اليوم مثل:

Adware، عبارة عن برامج ملغومة بإعلانات. وهي شائعة جدا هذه الأيام خاصة على المواقع غير الموثوقة.

Spyware، وهي من برمجيات التجسس وتقوم هذه البرمجيات بمراقبة بياناتك وإرسالها إلى شركات الإعلانات. ويتم تصنيف هذه البرامج على أنها برامج مخترقه أمنياً وغالباً لا أحد يعلم أنه أصيب بها لأنها لن تخبرك بأنها تسرق بياناتك..

Ransomware، برنامج خبيث يقيد وصولك إلى نظام التشغيل، ويقوم بتشفير جميع الملفات على القرص الصلب ثم يطالبك بدفع مبلغ من المال لفك التشفير عن جهازك واستعادة ملفاتك.


إذا، هل يوجد مثل هذه البرمجيات على نظام iOS أو حتى غيرها من الفيروسات الأخرى؟ وماذا يفعل نظام أبل ليحافظ على سلامتك وأمنك من هذه البرمجيات الضارة؟ الإجابة هى لا يوجد أي من هذه البرمجيات أو غيرها من أنواع الفيروسات على نظام التشغيل iOS إطلاقا. والسبب في ذلك يرجع إلى الآتي:

التحكم في متجر التطبيقات

أبل تتعامل مع التطبيقات على متجرها بمبدأ “البستان المسور” وذلك الأسلوب يحافظ على أمان المستخدم بالكامل. فلا سبيل لتثبيت تطبيقات iOS إلا من خلال AppStore. على عكس نظام الأندرويد، فيمكنك تحميل تطبيقات من خارج سور البستان.

وتقوم أبل بمراجعة التطبيقات يدوياً من قبل مطوريها. وبالتالي إذا تم اكتشاف أي شفرات أو أكواد ضارة، فسيتم رفض التطبيق. وكل ما في متجر البرامج الآن آمن تماماً وإذا حدث خطأ من المراجعين وتم نشر تطبيق غير سليم فسرعان ما يتم حذفه.


منظومة Sandboxing

هذا التسمية معناها باختصار، عدم تجاوز أي تطبيق لحدوده. فلا يسمح لأي تطبيق أن يصل إلى البيانات من تطبيقات أخرى. بالإضافة إلى ذلك، يتم تشغيل التطبيقات ضمن مساحات محدودة على نظام التشغيل iOS لا يمكن تجاوزها، فلا يسمح له بالوصول إلى جذر النظام” “administrator، والذي يسمى root في أنظمة الأندرويد، وبالتالي لا يمكن للتطبيق أن يغير أو يعدل شيئا في إعدادات النظام ويسبب ضررا. يمكنك معرفة تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع من خلال هذا الرابط


التحديثات الدورية

تكلمنا في هذه النقطة مرارا وتكرارا، وقلنا أن أبل تصدر تحديثات متتالية لسد وتأمين الرقع الأمنية. وغالبا ما يحتل أحدث إصدار أعلى نسبة لما يتمتع به مميزات على رأسها زيادة الطبقات الأمنية.

ولا شك أن هناك محاولات مستميتة لاختراق نظام iOS. فهناك أمثلة على وجود بعض تلك البرامج في السنوات الماضية. ولكن سرعان ما تم حل تلك المشاكل من قبل أبل.

◉ في أوائل عام 2017، نشر موقع ويكيليكس معلومات تفيد بأن CIA الأمريكية استخدمت طرق وبرمجيات لاقتحام أجهزة iOS ولكن أبل سرعان ما قامت بسد وتصحيح تلك الثغرات.

◉ في سبتمبر 2015، كشفت أبل أن مئات من التطبيقات الصينية الصنع كانت تحتوي على أكواد ضارة وذلك لاعتمادهم على نسخة معدلة من بيئة التطوير Xcode معروفة باسم XcodeGhost. وتم حذف هذه التطبيقات من متجر البرامج تماما.

◉ قبل iOS 10.3 ، كان تطبيق سفاري غير محصن ضد النوافذ المنبثقة، ونتيجة لذلك قامت بعض المواقع الضارة بوضع رسالة على المتصفح تفيد بأن المتصفح مغلق وعليك مراسلة شخص يطالبك بالدفع لإلغاء القفل. وتم التغلب على هذه المشكلة في حينها من خلال مسح ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح ليعود للعمل من جديد، ثم قامت آبل بتصحيح تلك الثغرات في التحديثات التالية.

◉ كان Xsser mRAT أحد التروجنات الضارة التي تصيب الأجهزة المفقودة وفضح ما عليها من بيانات ومعلومات، وتم تصحيح تلك المشكلة أيضا.


ربما يحدث لجهازك بعض المشكلات تظنها للوهلة الأولى أنها فيروسات أو برامج ضارة، ولكن الفيروسات والبرامج الضارة بريئة من تلك المشكلات. كمشكلة إبطاء الأداء، أو انهيار بعض التطبيقات التي لم تتوافق مع التحديثات الجديدة، وغير ذلك من مشكلات.

يتضح مما سبق أن نظام iOS محصن جيدا ضد الفيروسات، ولذلك لا داعي لتثبيت تطبيقات الحماية التي فقدت الغاية التي أعدت لها. وبشكل عام أبل منعت هذا النوع من التطبيقات من التوفر في متجرها.


الجيلبريك وكسر الحماية

بالطبع كل ما سبق هو للأجهزة الطبيعية أما التي بها جيلبريك فهى تعامل مثل الويندوز أو الأندرويد حيث يمكنك تحميل أي تطبيق من أي مكان وكذلك يمكن لبعض التطبيقات الوصول لملفات النظام نفسه وبالتالي تعريض هاتفك للخطر. لذلك ننصح دائماً بتجنبه، أو أخذ الحذر. غير ذلك فنظام iOS يتمتع بحماية صلبة من الصعب اختراقها، وإن ظهرت بعض نقاط الضعف، فسرعان ما تقوم أبل بتصحيحها. فكن مطمئنا فآي-فونك آمن.

هل بحثت من قبل عن تطبيقات لحماية الفيروسات في متجر أبل؟ وهل تشعر بأمان حقاً منها مع iOS؟ شاركنا رأيك

المصدر:

makeuseof

مقالات ذات صلة