لم تبدأ شركة أبل فجأة وأصبحت أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية؛ فأبل لها تاريخ قديم أكثر من 40 سنة فيهم تعرضت لفشل ذريع كاد يؤدي إلى إفلاس الشركة. في تاريخها الطويل هذا دخلت عدة مجالات. الآن إن سألت أي شخص فيما تعمل أبل سيقول لك في حاسبات Mac والأجهزة الذكية كالآي فون والآي باد والساعة والبعض قد ينسى حتى تلفاز Apple TV لكن الحقيقة أن أبل حاولت في الماضي أن تعمل في مجالات أخرى لكنها فشلت بشكل ذريع مما أجبرها أن تخرج من هذا المجال. أحياناً حاولت عدة مرات أن تعيد الكرة وتدخل هذا المجال مرة أخرى لكن سرعان ما تفشل وتوقف المنتج وتنتظر سنوات وتعيد مرة أخرى المحاولة. لذا قررنا كتابة سلسلة مقالات عن مجالات عملت فيهم أبل وفشلت. والبداية مع السماعات لكننا لن نبدأ مع HomePod.



المحاولة الأولى

عندما أعلنت أبل العام الماضي عن سماعتها HomePod ربما ظن الكثيرون “وأنا منهم” أنها أول سماعة من أبل. لكن لاحقاً فوجئت بأن هذا الأمر غير صحيح تماماً فتاريخ أبل مع السماعات لم يبدأ من 2017 مع هوم بود بل بدأ في عام 1993 أي قبل ربع قرن “25 سنة” مع هذه السماعة.

في عام 1993 “وقتها كان ستيف جوبز خارج أبل” قامت الشركة بإنتاج السماعة في أعلى وأطلقت عليها اسم “تصميم أبل” نعم هذا هو اسم السماعة الرسمي “تصميم أبل” AppleDesign Powered Speakers والتصميم السابق يبدو مألوفاً لمن هو في الثلاثنيات والأربعينيات فعندما اشترينا حواسب ونحن صغار كان هذا من تصميمات السماعات وقتها. السماعة كانت ثقيلة للغاية حيث يبلغ وزنها 2.2 كيلو وهو وزن مرتفع للغاية حيث يساوي وزن 12 آي فون X وكذلك فإن أثقل حاسب MacBook محمول حالياً لدى أبل يزن 1.83 كيلو. لكن بالطبع في وقتها كانت سماعة رائعة. شاهد فيديو قديم لشخص يستعرض السماعة.

لمن يحب التفاصيل التقنية فإن السماعة كانت بقوة 40W وهى قوة عالية ويدعم صوت 150Hz إلى 20kHz وضغط صوت “sound pressure level” يصل إلى 90 ديسبل عند مسافة نصف متر 90Hz. السماعة قوية حتى بمقاييس زماننا الحالي فتخيل قبل 25 سنة.

في العام التالي قامت أبل بإصدار الجيل الثاني منها والذي جاء بتصميم معدل وتم تقليل الوزن بمقدار 1 كيلو كامل مع المحافظة على قوة السماعة 40W.

بالنسبة لنهاية السماعات فغير معروفة؛ بحثت طويلاً لأجد تاريخ قرار أبل بإيقافهم فلم أصل إليه؛ فقط قررت أبل إهمالهم بدون ضوضاء فلا أحد اهتم بهذه السماعات وقتها وعندما عاد جوبز عام 1996 كانت السماعات من المنتجات التي قرر إهمالها وإلغاءها. والسماعات ستجدها معروضة على مواقع مثل eBay بأسعار 70-80 دولار الآن لمحبي المنتجات القديمة. وبالمناسبة لم أتمكن من الوصول لسعر البيع في 1993-1994 فإن كان أحد يعرفه فليشاركنا به في التعليقات.


المحاولة الثانية

بعد استقرار ستيف جوبز في أبل واهتمامه الكبير وقتها بالموسيقى أعلن عن الآي تيونز في يناير 2001 ثم أعلن عن سماعات من أبل لتستمتع بالموسيقى التي يقدمها الآي تيونز لذا كشف عن سماعة “أبل برو” وكانت بسعر 59$ وقتها وبالتعاون مع شركة Harman Kardon الرائدة في مجال السماعات. السماعة جاءت بقوة 20 وات وحققت شعبية جيدة وحتى يومنا هذا؛ في المصادر ستجد كاتب في موقع MacWorld الشهير والمتخصص في أبل يقول أنها أفضل سماعة قدمتها أبل في تاريخها بل يراها الكاتب تفوق صوت السماعة المدمجة في iMac 5K ذو عدة آلاف من الدولارات.

الغريب أنني لا أجد مرة أخرى حديث متى أعلنت أبل إيقافها؛ لكن يبدو أن السبب الرئيسي هو أن ستيف جوبز قرر تجاهل السماعة. وبالمناسبة شركة Harman Kardon هى جزء من شركة Harman التي تملك علامات تجارية شهيرة منها JBL و AKG وقامت سامسونج العام الماضي بالاستحواذ على هذه الشركة.


المحاولة الثالثة

مرة أخرى أصر ستيف جوبز أن في إمكان أبل تقديم شيء مختلف في مجال السماعات لذا أعلن عن جهاز غريب ومختلف قدمته أبل في فبراير 2006 وهو عبارة عن “سماعات” تقوم بتركيب جهاز الآي بود الخاص بك فيها لبث الموسيقى بصوت عالي. الجهاز فشل بشكل كبير حيث بلغ سعره 349$ وهو سعر يفوق منافسيه في ذلك الوقت وكذلك قلة الوظائف التي يوفرها مثل عدم توفر راديو وقلة أزرار ووظائف جهاز التحكم عن بعد الخاص به مما دفع أبل لإيقاف الجهاز في 2007 أي العام التالي مباشرة.

وبفشل المحاولة الثالثة للسماعات والثانية له لم يكرر ستيف جوبز حتى وفاته محاولات إنتاج سماعة لأبل إلى أن عاد تيم كوك للمحاولة


المحاولة الرابعة الآن

بعد 10 سنوات من إيقاف ستيف جوبز مشروع سماعة أبل بعج فشل iPod Hi-Fi أعلن تيم كوك عن سماعة أبل HomePod وتوفرت في الأسواق قبل شهرين؛ قصة فشل السماعة بدأت من قبل صدورها حيث فشلت أبل في توفيرها في الموعد الذي وعدت به وكذلك تسببت في مشاكل في الاثاث الخشبي لدى العملاء وتركت بقع بيضاء؛ بالنسبة للمبيعات فإن السماعة خلال أول شهرين حققت فشل ذريع والعديد من المصادر تتحدث أن أبل طلبت من الموردين إبطاء وأحياناً إيقاف التصنيع حتى تتخلص من المخزون لديها. وذكرت صحف شهيرة أن موظفي أبل ببعض الفروع قالوا أن مبيعات السماعة في فرعهم تقل عن 10 سماعات في اليوم. سبب الفشل وهو أنها تقدم “لا شيء” فهى سماعة ذكية بسعر 349$. عند مقارنتها بالسماعات بسعرها فإنها تفشل في الجودة الصوتية؛ وعند مقارنتها بالسماعات “الذكية” الأخرى فتحقق سيري فشل ذريع في منافسة مساعد جوجل أو مساعد أمازون “أليكسا” الرائع وهم يأتون بأقل من سعر سماعة أبل. لذا فمن يريد سماعة لن يختار أبل؛ ومن يريد “ذكية” لن يختار أبل. بالطبع المحاولة لم تفشل فإذا تمكنت أبل من تطوير سيري بشكل سريع فهنا ستعود السماعة للحياه فهنا اختبارات أشارت إلى أن جودة صوت سماعة أبل تتفوق على السماعات “الذكية” أي إذا جعلت أبل سيري أفضل هنا سيكون لها فرصة


توضيح هام

◉ تم تجاهل سماعة أبل AirPods نظراً لكونها سماعة أذن.

◉ تم تجاهل سماعة أبل i-Sub بالرغم من كونها من تصميم جوني إيف مع هيرمان أيضاً وقبل السماعة Pro لأنها كانت إصدار خاص لكن هذا كان شكلها.

هل كنت تعلم بتاريخ أبل في السماعات؟ وهل تتوقع النجاح لسماعة HomePod أم تلحق بأجيالها السابقة الفاشلة؟ شاركنا رأيك

المصادر:

moma | wikipediamacworldًWiki | wikipedia

مقالات ذات صلة