تعقد آبل عدة مؤتمرات على مدار العام، ولكن هناك حدثان مهمان تسلط عليهم الأضواء. حدث يتم فيه الكشف عن أجهزة الآي-فون الجديدة وهذا عادة يكون في سبتمبر، وحدث آخر في الصيف يدوم لأسبوع وهو خاص بالمطورين على مستوى العالم يرمز له باختصار WWDC الذي ننتظره غدا بمشيئة الله. يبدأ المؤتمر بعرض رئيسي كبير يبث على مستوى العالم. ويتم فيه معاينة أنظمة التشغيل المستقبلية لأجهزة آبل والكشف عن الخدمات والمنتجات الجديدة. فماذا في جعبة آبل لهذا العام؟ إليك بعض التوقعات التي تناولتها أشهر مواقع التقنية، فتابع معنا.
iOS و MacOS و tvOS و watchOS
تركز آبل في مؤتمر الغد على الإصدارات القادمة من أنظمة التشغيل iOS و macOS و tvOS و watchOS واستعراض المزايا الجديدة. وعادة ما يتم إطلاق نسخة تجريبية للمطورين غالبا ما تكون غير مكتملة وغير مستقرة، ويتم بعدها بأسابيع إطلاق الإصدار التجريبي العام.
iOS 12
لا يمكننا الجزم بالتغييرات القادمة في iOS 12 نظرا لقلة المعلومات المؤكدة حول ما ستقوم به آبل في هذا الإصدار. ولكن لا مانع من وجود بعض الشائعات التي تدور في مجملها حول الاستقرار والتحسين اكثر من التغييرات الجذرية. ومن تلك الشائعات:
تحسينات كبيرة في سيري
لا يخفى علينا أن سيري تمر الآن بمرحلة صعبة جدا، خاصة بعد تفوق مساعدي جوجل وأمازون عليها. لذا نتوقع حدوث تحسين كبير قادم لسيري سواء التعرف على الأصوات بشكل أفضل، واستجابة أسرع، وإجابات أكثر دقة، وقدرة على التعلم الآلي. سنتكلم باستفاضة أكثر في قسم سيري في هذا المقال.
التخلص من نافذة الصوت
تلك النافذة المزعجة التي تظهر على الشاشة عند رفع أو خفض الصوت وتحجب جزء كبير من المحتوى المعروض. ولا نعلم لماذا تبقي آبل على ذلك الشكل. تم اقتراح عدد من البدائل مثل مؤشر صغير في أعلى الشاشة أو على أحد الجانبين من النتوء لآي-فون X أو على الأقل شريط صغير في أي مكان يظهر بسرعة ثم يختفي.
إعدادات الكاميرا داخل تطبيق الكاميرا
إذا كانت تلك الشائعة صحيحة، فإن إجراء ذلك التعديل على تطبيق الكاميرا هو أحد أهم مميزات iOS 12. نود أن نرى تغييرا على تعديل تنسيقات الفيديو وتعديل الجودة وغير ذلك من الاعدادات داخل تطبيق الكاميرا.
وضع ليلي حقيقي
لا شك أن استخدام الوضع الليلي مرغوب لدى شريحة كبيرة من المستخدمين نظرا لراحة العين وخاصة في الليل وتوفير البطارية.
نتمنى أن نرى اعدادات خاصة بذلك الوضع حتى يتسنى لنا تخصيصها كما نريد مثل تشغيلها في وقت محدد، أو تشغيلها تلقائيا مع الغروب أو حسب الإضاءة المحيطة، أو حتى يدويا. كذلك نريد تعميم ذلك الوضع على جميع التطبيقات وعلى المطورين أن يعدلوا تطبيقاتهم وفقا لذلك.
التعديل على الايقونات بحرية
مثل نقلها في المكان الذي نريد دون أن يتم إعادة الترتيب التلقائي. مثلا أنت معتاد على وجود تطبيق الصور في مكان معين فنود أن يظل مكانه دون حراك حتى ولو قمت بحذف تطبيق بجانبه أو نقله إلى مكان آخر. وذكر أكثر من مصدر أنه من غير المتوقع أن تجري آبل تعديلات رئيسية في واجهة المستخدم أو التطبيقات الرئيسية.
تخفيف القيود على رقاقة NFC وتوسيع استخدامها
ذكرنا في أخبار على الهامش الخميس الماضي أن آبل سوف سوف توسع من استخدام شريحة NFC في الآي-فون وساعة آبل في نظام iOS 12، حيث يتم الآن استخدامها فقط في نظام دفع آبل Apple Pay، وعدد قليل من أنظمة النقل الشريكة مثل Suica في اليابان. ومن شأن التغيير في نظام iOS 12 أن يمهد للناس استخدام الآي-فون وساعة آبل في التفاعلات الحساسة للأمن، والعمل مع أنظمة النقل التي تدعم NFC وأنظمة ID وفتح أبواب السيارات والتحكم في المباني الذكية والمكاتب وغير ذلك. ويقال أن موظفي آبل في المبنى الجديد يستخدمون هذه التقنية بشكل موسع.
تحسينات عامة
ذكر موقع بلومبرج أن قائمة Digital Health في الإعدادات ستسمح للمستخدمين معرفة مقدار الوقت الذي يقضونه في استخدام التطبيقات على أجهزتهم الآي-فون والآي-باد.
وسيكون دور هذا التطبيق أكبر فبناء على طلب كثير من عملاء آبل منذ سنين، وجود مراقبة صارمة للوالدين على أبنائهم، فمن المتوقع أن تقدم لهم آبل شيئا بخصوص هذا المجال.
ويقال أيضا بأن مكتبة ARKit للواقع المعزز ستشهد تحسينات كبيرة بما في ذلك الألعاب متعددة اللاعبين في نفس مساحة الواقع المعزز.
ووفقا لما ذكره Mark Gurman المحلل في موقع بلومبرج، أنه سيتم نشر جميع السمات الجديدة والرئيسية على مدار العام بدلا من تكديسها في تحديث سنوي كبير مرة واحدة، مما يمنح المطورين الوقت الكافي لتحديث تطبيقاتهم لتتماشى مع التحديثات الجديدة، والحفاظ على معايير أعلى لجودة تلك التطبيقات. والحقيقة، أن آبل قامت بالفعل بتطبيق هذه الطريقة على استحياء منذ صدور iOS 11 حيث تم إصدار العديد من مميزاته الرئيسية في عدة تحديثات متلاحقة.
لا شك أن هناك قائمة كبيرة من الأشياء التي نود أن نراها في الاصدار الجديد، ولكن المجال لا يتسع لذكرها، وما علينا إلا الانتظار وسيتم التحدث عن كل ميزة جديدة بالتفصيل في وقتها إن شاء الله.
WatchOS 5
سيتم التوسع في إدخال مميزات جديدة تخدم مجال الصحة والرياضة. ربما نرى دعما لتمارين جديدة مثل اليوجا أو رفع الأثقال، وسيكون تتبع النوم إضافة رائعة. أما بالنسبة لتغييرات على واجهة الساعة فهذا غير متوقع على الإطلاق.
tvOS
من المتوقع ألا يحدث به تغييرات كبيرة، إلا أننا نريد دعم Dolby Atmos بالإضافة إلى التكامل مع HomeKit بشكل أفضل. ونظرا لاهتمام آبل الكبير في الاستثمار في البرمجة، فإن تطبيق التلفاز سيحتاج إلى تحديث كبير وعلى رأسه خدمة الفيديو التي تمكننا من الوصول إلى البرامج والعروض والمسلسلات الأصلية.
سيري Siri
بالنسبة لسيري وما يعتريها من ضعف مقارنة بمثيلاتها مساعد جوجل و Alexa، فحدث ولا حرج. وصراحة لم نسمع شيئا محددا ستقوم به آبل تجاه سيري التي تحتاج بالفعل إلى تحديث ثوري حتى تقوى على المنافسة، وعلى آبل أن تضغط أكثر لتطويرها. ولا نعلم وقتا مناسبا إلا ذلك الوقت.
في العام الماضي انتقلت تنمية سيري رسميا من قسم البرامج وخدمات الانترنت التابع لإدي كو نائب الرئيس الأول لشركة آبل لذلك القسم، انتقلت إلى فريق كريج فيديرجي نائب الرئيس الأول لشركة آبل للهندسة البرمجية المعني بتطوير أنظمة التشغيل المختلفة لدى آبل. وأعلنت آبل في أبريل الماضي أنها تعاقدت مع جون جياناندريا، الرجل الذي كان يعمل لدى جوجل ويدير جهود استراتيجية التعلم الآلي و آلية الذكاء الاصطناعي.
أجهزة الماك
أحيانا يتم الإعلان عن أجهزة ماك الجديدة في مؤتمر WWDC. في العام الماضي قدمت آبل العديد من أجهزة ماك الجديدة مثل جهاز iMac Pro إلى جانب تحديثات بسيطة لأجهزة MacBook و MacBook Pro. من المتوقع أن نرى تحديثات بسيطة نسبيا لتلك الأجهزة. فمن المتوقع أن نرى معالجات إنتل الجيل الثامن في MacBook Pro، ومن المتوقع أيضا عدم وجود تغيير كبير في التصميم، على الرغم من أن مستخدمي الماك يأملون في استبدال لوحة مفاتيح الفراشة ويبدو أن Touch Bar يحتاج إلى تحسينات أخرى، وربما يتم الاستغناء عنه.
ونأمل من آبل أن تقدم في أجهزة MacBook Pro الجديدة لوحة مفاتيح محسنة، عودة منفذ بطاقة SD، وجود منفذ أو اثنين من منافذ USB-A. ربما تكون هناك قائمة أشياء نود أن نراها في الأجهزة الجديدة والتي لن يأتي معظمها إلا في التحديث الكبير الذي سيشمل التصميم وربما يكون ذلك في العام القادم.
iPad Pro
هناك شائعات بأن iPad Pro الجديد سيأخذ بعض من تصميمات آي-فون X مثل الحواف الأقل حجما وكاميرا TrueDepth مع Face ID بدلا من زر الهوم. وربما لن يتم الإعلان عن هذا المنتج في مؤتمر الغد، خاصة بعد تقديم iPad جديد في مجال التعليم هذا الربيع.
سواء جاء الآي-باد الجديد بتصميم جديد أو لا، فإنه من المرجح أن يكون مزودا بمعالج A11X سيكون نفس الموجود في آي-فون 8 وآي-فون X ولكن مع مزيد من الأنوية. يحتوي معالج A11 المستخدم في آي-فون 8 و X على اثنين من وحدة المعالجة المركزية عالية الأداء، وأربعة أنوية ذات كفاءة عالية إضافة إلى أنوية للجرافيك. من المحتمل أن يشتمل معالج A11X على وحدة معالجة مركزية إضافية عالية الأداء، بالإضافة إلى اثنين أو ثلاثة أنوية للجرافيك. ولا شك أن مثل تلك التحديثات تجعل منه جهازا عالي السرعة والأداء.
أشياء لن يتم الإعلان عنها في مؤتمر WWDC
لن يتم الحديث عن أجهزة الآي-فون الجديدة، لأن لها حدثا منفصلا عادة ما يكون في سبتمبر. كذلك لن يتم الإعلان عن الأجيال الجديدة من AirPods و الجيل الرابع من ساعة آبل.
شيء آخر
من المحتمل أن تكشف آبل النقاب عن شيء جديد وغير متوقع في مؤتمر الغد كما حدث العام الماضي حين تم الإعلان عن iMac Pro و HomePod، وقبل ذلك بعامين تم الإعلان عن Apple Music. ولكن ليس هناك تأكيدات عن إعلان شيء جديد، وإن كان لا بد فقد يكون هناك HomePod منخفض التكلفة. وهناك شائعات بإعادة تصميم آي-فون SE 2 وعادة لا يتم الإعلان عنه في سبتمبر مع أجهزة الآي-فون الجديدة، وقد يتم الإعلان عنه في مؤتمر الغد، فقد حدث سابقا وأعلنت آبل عن آي-فون 4 في ذلك المؤتمر عام 2010. كذلك من المحتمل أن تقوم شركة آبل بإحياء ماك ميني من جديد. أو أن آبل تعمل على قلم جديد. أو الكشف عن سماعات أذن جديدة توضع فوق الأذن. كل هذه احتمالات للشيء المفاجئ الذي ستعلن عنه آبل غدا.
المصدر: