تقنية الواقع الافتراضي VR وكذلك المعزز AR تحظى بشعبية كبيرة في الجانب الترفيهي حتى أن أبل نفسها تستعرض بعض الألعاب بها في مؤتمراتها. لكن إذا نظرنا إلى ما وراء تطبيقات الألعاب والترفيه، سنجد أن هناك حاجة ماسة إلى أن تقضي كل مؤسسة بعض الوقت في التفكير في كيفية استغلال مكتبة AR الخاصة بالواقع المعزز واستخدامها بشكل واسع في الأنشطة التجارية الخاصة بتلك الشركات. فهل سيكون لتلك التقنية أثر في نمو قطاع الأعمال بشكل كبير في المستقبل القريب؟ أم إنه من الصعب دمجها في الأعمال التجارية الآن؟
عندما أطلقت أبل حزمة ARKit الخاصة بالواقع المعزز، لم تلقى صدى واسعاً وقام البعض بتجربتها من باب الفضول وقاموا بتشغيلها مرات تعد على أصابع اليد. وذكرنا في أكثر من مقال أن المستقبل سيكون لتلك التقنية والتي تستثمر فيها أبل مليارات. إذ أن هذا التركيز الكبير والاهتمام البالغ من الشركات على تلك التقنية والعمل على تطويرها بشكل مستمر، يؤكد على أنهم يرمون إلى ما هو أبعد من مجرد استخدامها في لعبة أو تطبيق ترفيهي. والمثير أنه في الآونة الأخيرة زاد الطلب على تلك الخاصية من قبل الشركات التي تبحث عن طرق جديدة تكنولوجية للوصول إلى العملاء والتأثير عليهم.
تهافت الشركات على استغلال تقنية الواقع المعزز
منذ أن أطلقت أبل حزمة ARKit، قامت على الفور باستخدامها بعض الشركات الكبرى مثل IKEA للأثاث المنزلي, وقامت باستغلالها من خلال إنشاء تطبيقات خاصة بها. ومؤخرا قامت باستخدامها شركة Curry’s المتخصصة في بيع الأجهزة الإلكترونية المنزلية ومقرها لندن. حيث يستفيد المستهلكون من رؤية منتجاتهم في منازلهم قبل شراءها، وبالتالي يكون هناك تواصل وقرب مستمر بين تلك الشركات وعملائهم. وبهذا يتم تغيير الفلسفة القديمة للبيع بالتجزئة، حيث أصبحت تلك البيئة مقرا أصبح فيه التاجر والمستهلك حلفاء يتم من خلاله معرفة احتياجات الناس وتلبية متطلباتهم. وهذا ما جعل أبل تقدم عليه “البيع بالتجزئة” بشكل كبير بالرغم من التنبؤات بأنها ستفشل في هذه الخطوة. والحقيقة، آبل بذلك ركزت على أهمية العلاقة طويلة الأجل بينها وبين العملاء.
وبتركيز الشركات على العلاقة المباشرة بينها وبين العملاء، نجد شركة مثل STM المتخصصة في إنتاج حقائب لأجهزة الكمبيوتر واللاب توب والأجهزة اللوحية والهواتف. قد أطلقت تطبيق يدعم الواقع المعزز على نظامي iOS والأندرويد يتيح للمستخدمين فعليا تجربة الحقائب وضبطها على أجهزتهم قبل شراءها. والمثير للاهتمام هنا، هو ادعاء الشركة بأن استكشاف المنتجات بتلك الطريقة أدى إلى زيادة المبيعات بنسبة 30% عبر الإنترنت. هذا يعد صعبا خاصة في البيع بالتجزئة، ولكن على ما يبدوا أن مستخدمي الإلكترونيات يحبون استخدام التكنولوجيا في كل شيء.
لا مشكلة مع وجود تقنية الواقع المعزز
هناك بعض الصناعات، وخاصة الثقيلة منها، فإنه يصعب تقديم وحدات صناعية تجريبية للعملاء لاختبارها. ولذلك قدمت منصة Showpad تسهيلات من خلال تطبيقات تدعم الواقع المعزز لإتاحة تجربة المعدات الثقيلة وتخصيصها وضبطها بشكل رائع قبل وصولها الحقيقي.
وبالتالي تعمل هذه الخدمات على استكشاف بيئة العمل وما يناسبها وفهم حقيقي للمشكلات والعمل على حلها قبل وقوعها.
بالطبع سيتوسع استخدام الواقع المعزز خاصة في الطب والتعليم والاتصالات وحتى مراقبة الحركة الجوية. وسيصبح لزاما على الشركات دمجه في تعاملاتها وبناء علاقات مع العملاء أو بينها وبين الشركات الأخرى. ومن المتوقع أن تصل القيمة السوقية للواقع الافتراضي والواقع المعزز إلى ما يقرب من 142.4 مليار دولار بحلول عام 2023 وفقا لتقرير أعدته BCC Research.
هل تتوقع دخول تقنية الواقع المعزز بشكل واسع في الأعمال التجارية مستقبلا؟ وهل ستكون عملية ومفيدة؟ أخبرنا في التعليقات.
المصدر: