لكل منتج في العالم أسباب تدفع البعض لاقتنائه؛ والقاعدة الشهيرة هي لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع. وبالطبع الشركات لا تعمل على ميزة واحدة تسويقية لمنتجاتها فمثلاً أبل جزء من سر قوتها الدعاية القوية وكذلك إعطاء انطباع أنك من فئة معينة اجتماعية؛ وبالطبع عامل الأمان وجودة التطبيقات. لكن أبل تبيع ما بين 200-250 مليون آي-فون سنوياً فهل يكفي مجرد شعور اجتماعي أو تطبيقات جيدة لجذب كل هذا العدد؟ أم أن هناك سبب رئيسي وهو الخلطة السرية بين المزايا؟
الآي فون أم هواتف الأندرويد
دعني أسألك عدة أسئلة واسمح لي أن أتولى الرد عليها بالإنابة عنك؛ الأسئلة ستكون عن أفضل أجهزة أبل وأحدثها وهو X:
◉ هل يمتلك X أفضل شاشة في هاتف؟ ببساطة لا، تفوق عليه سامسونج S9 وقريباً سوف يصدر سامسونج نوت 9 بشاشة أفضل كذلك، وهناك عدة هواتف أخرى تملك شاشة أفضل.
◉ هل يملك X أفضل كاميرا في العالم؟ لا بالطبع حيث في الصدارة هواوي P20 برو ثم HTC U12+ ثم هواوي P20 ثم سامسونج S9+ ثم شاومي Mi 8 ثم جوجل بيكسل ثم الآي فون X في المركز السادس.
◉ هل يملك X أفضل مساعد شخصي؟ مرة أخرى الإجابة هي لا حيث تتفوق جوجل في جودة الرد على الأجوبة من سيري.
◉ هل يملك X أسرع شبكات LTE؟ الإجابة هي لا فبالرغم من امتلاك الآي فون شرائح اتصال متقدمة لكن صراع أبل و شركة كوالكوم جعلها تقلل أداء الشريحة ويتفوق هواتف أخرى مثل S9 عليه بسهولة في كل اختبارات الأداء.
◉ هل صيانة X بأسعار جيدة؟ لا بالطبع حيث يعد X من أغلى الأجهزة في العالم بالصيانة فربما يسقط منك أرضاً فتتحطم الشاشة والغلاف الزجاجي فتجد أبل تطلب منك ما يقارب 50% من سعر الجهاز مقابل إصلاحه.
◉ هل الآي فون يملك نسخ بأكثر من شريحة أو ذاكرة؟ ترفض أبل مبدأ الذاكرة (ونتفق معها وكذلك تؤيد جوجل هذا الأمر) وكذلك لا تصدر أي جهاز به شريحتي اتصال.
◉ هل يملك X أفضل بطارية؟ أيضاً لا فهناك الكثير من الأجهزة تفوقت عليه كما في الصورة التالية ويجب ملاحظة أنها قديمة وصدرت أجهزة حديثة بعده وتفوقت عليه أي أصبحت القائمة أطول.
◉ هل يمتلك X أفضل شحن سريع؟ نعم يمتلك شحن سريع مثل باقي الهواتف لكن جميع الشركات تضع لك الشاحن السريع مجاناً أو يكلفك 10$ مثلاً. أبل سوف تكلفك 50+ دولار لتشحن هاتفك بسرعة.
◉ هل شاشة X هي أكبر نسبة لشاشة؟ لا فالآي فون متأخر بشدة في هذا المجال والصورة التالية تظهر المقارنة بين الآي فون X ومنافسه من سامسونج.
إذا فعندما تسأل عن الأفضل في كل مجال فغالباً لا تكون الإجابة الآي فون X. نعم هناك مجالات يتفوق بها الآي فون مثل السرعة بالمعالج الأسطوري A11 لكن غالباً لا تحسم أبل المركز الأول. فلماذا إذا يذهب ربع مليار إنسان سنوياً لشراء آي فون؟ هل تخدعهم أبل بالدعاية؟ لا فهناك سر سحري كما ذكرنا يدعى “التوليفة المثالية“.
سر يميز أبل فقط
هل تذكرون الامتحانات أثناء الدراسة والنتائج نهاية العام؟ هل يمكن أن تتفوق في مادة واحدة فتكون النتيجة أنك الأول في دفعتك؟ لا يحدث هذا الأمر فأنت تحصل على درجة مرتفعة في كل المجالات لكي تكون محصلتك النهائية مرتفعة. فمثلاً في الكاميرا يتفوق هواوي P20 برو لكن هل يستطيع هواوي في قياس الأداء التفوق على S9 ولن نقول X لأنه خارج المنافسه في سرعة المعالج؟ ماذا عن الشاشة؟ ماذا عن انتشار متاجر شركة “هواوي تواجدها ضعيف جداً في أمريكا وعدة دول”؟
صورة لمتاجر آبل حول العالم
الأمر نفسه في سامسونج S9 فهو يمتلك شاشة وكاميرا أفضل بشكل بسيط من X لكن ماذا عن التحديثات؟ وسعر إعادة البيع؟ هل يمتلك نفس قوة التطبيقات؟ هل شاحنه السريع بنفس كفاءة X أم يستخدمون تقنية QC 2.0 في زمن يوجد به QC 4.0.
إذا فسر نجاح وقوة الآي فون أنه يقدم لك توليفة عبقرية بين المزايا؛ فبالرغم من أنك قد لا تحصل على الأفضل في كل مجال لكن مجموع ما حصلت عليه يتفوق على غالبية المنافسين. وبالطبع لا تنس أن تضيف العوامل النفسية والوجاهة الاجتماعية إلى معادلة المزايا.
منافس وحيد لكنه ليس خطيراً
هناك جهاز واحد تقدمه شركة بنفس فلسفة أبل وهى تقدم جهاز بنفس التوليفة العبقرية. إنها عائلة هواتف Pixel من جوجل. هواتف رائع في التصميم والأداء والتصوير وتحصل على تحديثات بشكل سريع وحتى أنهم يدعمون تقنية الشحن السريع PD أيضاً “نفس شحن الآي فون السريع وشحن ماك بوك”. لكن هذا المنافس على الرغم من أنه من شركة عملاقة مثل جوجل لكنه ليس خطيراً لأن جوجل تمتلك شبكة توزيع ضعيفة للغاية. الهاتف يتوفر بكميات محدودة وفي عدد قليل من الدول. ولا تجده لدى الباعة وكذلك ليس في أي مكان مثل الآي فون.
كلمة أخيرة
تمنحك أبل درجات مرتفعة في معظم مجالات القياس تقريباً أما المنافس فغالباً يركز على ميزة أو ميزتين يحققون الدرجة الكاملة فيهم ويتفوقون على أبل بشكل واضح لكنهم يرسبون في باقي المزايا. ولذا يستمر الآي فون في مركز قوة. هذا المركز يمكن أن تهدده جوجل إن تمكنت من نشر أجهزتها بشكل حقيقي وفي كل دول العالم. لكن إن لم يحدث هذا الأمر فلا خطورة على الآي فون إلى إشعار آخر. من كان يبحث فقط عن ميزة محددة ليكن التصوير مثلاً فبالطبع لن يكون الآي فون هو خياره الأول وربما حتى ليس الثاني. لكن من يبحث عن هاتف شامل متوازن فهنا تتفوق أبل.
لاحظ أن هذا المقال نتحدث عن فروقات في العتاد لتوحيد القياس ولم يتم أخذ نظام التشغيل في معايير القياس
هل تتفق معنا أن سر نجاح أبل هو تقديم مزيج من المزايا الرائعة؟ وإذا كان لديك رأي مختلف عن سر نجاح أجهزة أبل فأخبرنا به في التعليقات.
المصادر: