تعد مقالات المقارنة بين أبل والأندرويد هي الأشهر في كافة المواقع سواء العربية أو الأجنبية لأسباب كثيرة إما نفسية حيث يسعى كل طرف لإثبات أن اختياره لنظام تشغيل مبني على أسس منطقية وهذا النظام أفضل من منافسية أو لأسباب تقنية مثل قياس كفاءة المزايا الموضوعة في كل نظام. ولاحظنا أن في الكثير من هذه المقالات يقوم القراء بعقد مقارنات بناء على تجربتهم الشخصية مع الأنظمة لكن نجد أن البعض يقع في مغالطة وهي عقد مقارنات غير منطقية أو دقيقة. لأنه ببساطة تعتبر المقارنة بين iOS والأندرويد كأنظمة فقط شبه مستحيلة.

لماذا المقارنة بين الأندرويد و iOS مستحيلة وغير منطقية؟


عندما نتحدث عن iOS وأجهزته فإن الأمر بسيط للغاية؛ إنه الآي فون وشقيقه الأكبر حجماً والأصغر سناً الآي باد يعملون بالنظام الشهير والمعروف. لا اختلاف يذكر تقريباً سوى المعتمد على عتاد معين في الجهاز مثل اختلافات الآي فون والآي باد الحجمية أو الاتصال وكذلك مزايا مثل اللمس ثلاثي الأبعاد الموجودة في بعض الأجهزة.

أما الأندرويد فالوضع معقد للغاية؛ شركة جوجل تطلق تحديث لنظام الأندرويد وتقوم كل شركة بالتعديل على هذا النظام وإضافة أو حذف بعض المزايا. وذكرنا هذا الأمر عدة مرات سابقاً بأن نتاج هذا أن البعض قد يبدأ في إجراء مقارنات غير منطقية. فمثلاً يقول لك البعض “هذه الميزة موجودة في الأندرويد منذ أعوام فتقول له هذا غير صحيح فيقسم لك أنها موجودة في الأندرويد وكانت لديه في هاتف ليكن S6 مثلاً” وعندما عرضنا مقال يتحدث عن مزايا أندرويد 7.0 قبل عامين –هذا الرابط– فوجئنا بهجوم البعض لأننا ذكرنا أن جوجل أضافت ميزة تشغيل أكثر من تطبيق في نفس الوقت “تقسيم الشاشة” أو مواصلة مشاهدة فيديو بعد الخروج من التطبيق وقال البعض وقتها أننا “نكذب” ونذكر أمور غير صحيحة لكي نسخر من الأندرويد لأن هذه الميزة موجودة منذ سنوات. لكن هذا غير صحيح والحقيقة أن الشركات كانت تعدل على الأندرويد وتضيف ميزة تشغيل تطبيقين أو تقسيم الشاشة لتكون ميزة أساسية لبيع جهازهم وأشهر هذه الأجهزة عائلة نوت من سامسونج؛ لكن فعلياً جوجل لم تضيف هذه الميزة سوى في أندرويد نوجا 7.0؛ لكن لشيوع هذه الأجهزة ظن البعض أنها ميزة في الاندرويد نفسه.

هذا الأمر يتكرر عشرات المرات من المزايا لذا يمكننا اختصار الأمر أن المقارنة بين الآي فون وأي جهاز أندرويد سهله لأنه تقارن بشكل صريح بين عتاد ومزايا نظام معدل معين. لكن بالانتقال إلى نظام التشغيل فهنا مشكلة وهى: ما هو الأندرويد الذي تقارن بينه وبين iOS؟ ربما يرى البعض أن الإجابة هي المقارنة مع الأندرويد الخام لكنها غير منطقية لأن الأندرويد هذا نادر الوجود وربما تقل الأجهزة العاملة به عن 2% من هواتف الأندرويد لأنها تقتصر على أجهزة بيكسل وأجهزة أندرويد وان. لذا فإن كانت المقارنة صحيحة نظرياً لكنها غير منطقية لأنك تقارن مع أجهزة نادرة الوجود وخاصة في عالمنا العربي الذي لا تجد هواتف بيكسل به.

أمثلة سريعة على مزايا أندرويدية معروفة لكنها تضاف بواسطة الشركات ولا تدعمها جوجل نفسها في أجهزتها:

تسجيل المكالمات: تمنع اللوائح القانونية في معظم دول العالم تسجيل المكالمات وبناء عليه لا توفره جوجل؛ لكن الشركات الصينية قامت بإضافتها كجزء من النظام؛ وتسعى الكثير من الشركات الأخرى لإضافتها بواسطة حيله وهي توضيح بطريقة أو بأخرى للطرف الآخر أن المكالمة مسجلة. الأخبار تقول إن جوجل تدرس توفير التسجيل بشكل قانوني مثل الإخطار.

الشاشة الدائمة: ميزة انتشرت مؤخراً وهي أن تضيء شاشة الهاتف بشكل دائم بالتوقيت أو أي شيء آخر بشكل مظلم؛ وتشتهر في هواتف سامسونج S7-S9 وهاتف LG G5 وغيرهم. لكن فعلياً هي ميزة موضوعة بواسطة الشركات لا جوجل. ربما مستقبلاً تضيفها جوجل للنظام لكن حتى هذه اللحظة هى ميزة مضافة من الشركات فقط.

الإيموجي المتطورة: بعد أن قدمت أبل ميزة الأنيموجي أرادت سامسونج أن توفر ميزة شبيهة وأعلنت AR موجي تلاها عدة شركات منهم شاومي في هاتفها Mi 8 مؤخراً لكن فعلياً هذه المزايا هى من الشركات.

الذاكرة الإضافية: فعلياً لا تضع جوجل إمكانية إضافة كارت ذاكرة في أي من أجهزتها لكنها لا تمنع أيضاً من وجوده؛ وخلال السنوات الأخيرة بدأت تحدث الأندرويد بشكل يحسن من إدارة كروت الذاكرة هذه؛ لكنها لا تزال تنصح بعدم إضافتها لأنها كارثة على الأجهزة من حيث الأداء.

الشحن السريع: صدق أو لا تصدق فجوجل فعلياً تنصح الشركات بعدم توفير تقنيات شحن وخاصة تقنية كوالكوم 2.0/3.0/4.0 التي تعتمد عليها (سامسونج – سوني – LG – HTC – Mi – لينوفو – موتورولا) وغيرهم وتقول بشكل صريح في ملفات الأندرويد ودليل الاستخدام أنه إن أرادت شركة أن تضيف فيكون تقنية PD (نفس تقنية الآي فون 8/X) وبالفعل جوجل نفسها تدعم هذه التقنية في هواتفها. هذا الأمر غير مفهوم فما علاقة الشحن بنظام التشغيل لكن هذا ما تنصح به جوجل وتذكره صراحة.


كلمة أخيرة

الفارق بين ميزة من شركة وميزة من الأندرويد أن التي من جوجل نفسها تكون موجودة في كل الهواتف ومهما غيرت جهازك فستجدها. أما التي تضيفها سامسونج فإذا اشتريت هاتف هواوي فلن تجدها والعكس.

لكن لا يعني هذا أن مقالات المقارنة بين الأندرويد و iOS سوف تتوقف لكننا أردنا توضيح هذا الفارق فعندما نكتب مقال مثل “الأزرار العائمة” فهنا اخترنا ميزة في الاندرويد و سيجدها مستخدم شاومي أو لينوفو أو هواوي أو سامسونج وقريباً سوف ننشر الجزء الثاني من هذه السلسلة. لكن عندما توجد ميزة خاصة بشركة واحدة فسيكون المقال هو المقارنة بين ميزة “أبل” كذا وميزة “سامسونج” وليس ميزة “الأندرويد” كذا تماماً كما فعلنا في مقارنة الإيموجي المطور من أبل وسامسونج.

هل تتفق معنا أنه يصعب المقارنة حقاً بين الأندرويد و iOS؟ وأي شركة ترى نسخة الأندرويد الخاصة بها هى الأفضل في رأيك؟

مقالات ذات صلة