أبل كان لها السبق مع تقنية بصمة الوجه Face ID في الآي فون ومن عجز شركات الأندرويد أمامها بدأوا للترويج لتقنية “صورة الوجه” على أنها “بصمة الوجه” وشتان بينهما كما أوضحنا سابقاً –هذا الرابط-. ومؤخراً انتشرت أخبار أن أبل تنوي أن تقدم سبقاً جديداً وذلك بتقديم معالج هو الأكثر تطوراً على الإطلاق. وذلك مع معالج الآي فون القادم والذي يتوقع أن يصدر بتقنية 7 نانومتر وليس 10 نانومتر الحالي.
ما هي النانومتر ببساطة؟
نسمع كثيرا عن تقنية النانو متر، ولكن معظمنا لا يعلم حقيقة تلك التقنية أو ماهيتها. باختصار، النانومتر وهو وحدة لقياس الأطوال والأبعاد المتناهية في الصغر، وهو جزء من المليون من المليمتر، وتستخدم للتعامل مع تجمعات ذرية، وهي أبعاد أقل بكثير من أبعاد التجمعات البكتيرية والخلية الحية!!
ما علاقة تلك المسافات الصغيرة جداً “النانو مترية” بقوة وأداء المعالج؟
تتطلب عملية تصنيع المعالج وضع عدد من الترانزستورات بجانب بعضهم البعض على شريحة السيليكون. والنانومتر هو الرقم الذي يشير إلى المسافة التي تبعد بين هذه الترانزستورات. والترانزستورات هي التي تتحكم في تنفيذ العمليات المطلوبة في أي جهاز إلكتروني. وبالتالي كلما كان عدد الترانزستورات أكثر، كلما كان أداء الجهاز أسرع وأقوى في تنفيذ المهام المكلف بها.
للمقارنة فمعالج أبل A9 كان يعمل بتقنية 20nm كان يضم 2 مليار ترانزيستور وعندما انتقلت أبل إلى تقنية 10nm في الآي فون X مع معالج A11 جاء بـ 4.3 مليار ترانزيستور أي عدد الترانزيستور أصبح الضعف لكن بالنظر للأداء فأصبح 4 أضعاف!
التفاصيل الرسمية لمعالجات أجهزة الآي-فون القادمة
في شهر أبريل الماضي قالت شركة TSMC التايوانية، أكبر شركة لصناعة الرقاقات وأشباه الموصلات في العالم، أنها بدأت في إنتاج كميات كبيرة من معالجات آبل للجيل المنتظر من هواتف الآي-فون 2018 تدعم تقنية 7 نانومتر.
ويتوقع أن تطلق أبل مسمى A12 على تلك المعالجات التي تدعم تلك التقنية. وبالمقارنة مع المعالجات التي تستخدم تقنية 10 نانومتر ” أي الفجوة بين الترانزستورات تبلغ 10 نانومتر”، فإن معالج بتقنية 7 نانومتر، سيكون أصغر وأسرع وأكثر كفاءة بنسبة 20% على الأقل. وتقليل المساحة بنسبة 37% وزيادة 1.6 مرة في كثافة اللوحة. ليس هذا فحسب، بل سيستخدم معالج A12 طاقة أقل بنسبة 40% من المعالجات الحالية، وأفادت بعض التقارير، بأن بطارية الآي-فون X قد تكون أكبر بنسبة 10% من طراز العام الماضي. وبذلك تستمر الهواتف في العمل مدة أطول قبل إعادة شحنها. وتكون أبل قد بدأت بالفعل في القضاء على مشكلة البطاريات. وهو الأمر الذي ظلت صناعة التكنولوجيا تعمل من أجله لسنوات.
وبذلك تُعَدُّ شركة أبل واحدة من أوائل شركات الهواتف الذكية التي تستخدم تقنية 7 نانومتر في الأجهزة الاستهلاكية بشكل موسع. وتعمل شركة سامسونج حاليا على إضافة تلك التقنية على نطاق واسع في هواتفها القادمة في العام المقبل ويقال أن شركة كوالكم سوف تعلن بداية العام القادم عن معالج SD855 بتقنية 7nm. ولكن لكل شركة طريقتها الخاصة ومواصفاتها الدقيقة في عملية التصنيع، ولا يخفى على الجميع طريقة آبل في تقديم منتجها الخاص.
جدير بالذكر، أن شركة سامسونج قامت بتصنيع شرائح الآي-فون في الماضي وتقاسمت الإنتاج مع TSMC في شريحة A9 في آي-فون 6s. وبعد ذلك اتجهت شركة أبل إلى TSMC بالشراكة مع شركة SoC منذ ذلك الحين.
ماذا عن هواوي كيرين 980 الجديد
نظرياً فشركة هواوي أعلنت عن معالج 980Kirin والذي يعمل بتقنية 7nm أيضاً وتفاخرت الشركة به لكن بالأمس ظهرت فضيحة جديدة لهواوي وهى أن معالجها هذا والهاتف به خاصية خداع الاختبارات حيث يقوم الهاتف بالتعرف على أنه يتم اختباره وبالتالي يعمل بشكل أفضل من الطبيعي وقامت جهات متخصصة بتجاوز هذا الخداع وفوجئوا بأن أداء المعالج الفعلي واستهلاك الطاقة يكاد ينافس SD845 الذي هو من الأساس لا أقل أداء في غالبية الاختبارات (ليس كل لكن غالبية) من معالج أبل الحالي A11 فما بالنا بـ A12 الذي سيقدم للعالم نموذج حقيقي عن كيف يكون أداء معالج 7nm. وبالمناسبة اعترفت هواوي بالفعل أنها تخدع تطبيقات الاختبار لكنها بررت هذا الأمر بأن هذه التطبيقات ليست معبرة بالشكل الحقيقي.
وبتقديم تلك التقنية الجديدة، تكون أبل قد حققت قفزة أخرى هائلة في معالجات الهواتف الذكية هذا العام على طريقتها الخاصة، تاركة ورائها من يلهث للحاق بركبها.
هل تتوقع أن يأتي A12 بتفوق كبير ومذهل يعجز منافسيها؟ أم تتمكن كوالكم أن تلحق به بمعالج SD855 بداية العام؟
المصادر:
wccftech | theverge | bloomberg | cultofmac | news18 | 9to5mac