نعلم أن النظر إلى شاشة الهاتف أو الجهاز اللوحي أو شاشة الكمبيوتر أو حتى التعرض لإضاءة المصابيح ليلاً يؤثر سلباً بشكل أو بآخر على العين ومن ثم النوم، ومع علم أكثرنا بذلك الأمر إلا أننا لا نتوقف. إعلم أن تأثير ذلك الأمر خطير جداً ولا تستهين به بأي حال من الأحول حفاظاً على صحتك وصحة الآخرين من حولك وخاصة الصغار. تابع المقال وشاركه حتى تستفيد وتفيد.
الضوء الأزرق يعد من أحد الأسباب وراء وجود اهتمام متزايد بالنظارات الواقية أو التطبيقات أو الأدوات أو الإضافات التي يمكن أن تمنع أو تقلل ذلك الضوء وعزله من الطيف الضوئي، والتي يقول عنها الخبراء إنه ذات تأثير سلبي على عدة أمور وخاصة النوم.
هذا الضوء لا يبدو بالضرورة أزرق. يقول تشارلز تشيزلر، مدير قسم أمراض النوم والاضطرابات النفسية في مستشفى بريجهام في بوسطن، إنه أي الضوء الأزرق جزء من أي ضوء أبيض ساطع.
ويقول أيضاً: “إن تعرضنا للضوء بين غروب الشمس وشروقها، ربما يكون ذلك سبباً من أسباب خلل النوم في مجتمعاتنا“. ويشمل ذلك الضوء الصناعي بكافة أنواعه، لأن الضوء الذي ينبعث من الأجهزة الالكترونية التي ينبعث منها هذا الضوء الأزرق مثل شاشات LED في الهواتف الذكية وكذلك الأجهزة اللوحية وشاشات الكمبيوتر وأجهزة التلفاز الحديثة، تمثل مشكلة كبيرة على النوم.
وتشير عدة دراسات إلى أن استخدام النظارات والتطبيقات التي تساعد على حجب الضوء الأزرق مثل الوضع الليلي عند أبل أو استخدام برامج وتطبيقات f.lux بالأندرويد قد يعمل على تحسين النوم في بعض الحالات، لكنه لن يعالج الأرق بمفرده. ويقول الخبراء أيضاً، إنه ما زلت هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتطوير تلك الأدوات لتعمل بشكل مثالي.
كيف يؤثر الضوء على النوم
لفهم كيفية تأثير النظارات أو البرامج التي تساعد على تقليل أو إلغاء الضوء الأزرق على النوم، فلا بد فهم دور الضوء في المقام الأول.
لدى كل واحد توقيتاً داخلياً يعمل على مدار اليوم يعرف باسم إيقاع الساعة البيولوجية، هذا التوقيت من ضمن وظائفه، أنه يحدد متى نشعر بالنعاس ومتى نشعر باليقظة. ويحدد هذا الإيقاع الضوء والظلام، فإذا حل الظلام يتم إطلاق هرمون يسمى الميلاتونين الذي يشير إلى أنه قد حان وقت النوم.
يقول السيبيديس رودريجيز، المدير الطبي لمركز الصرع العام، مركز أمراض النوم بجامعة نيويورك: إن الضوء عامل منشط، وعندما تتعرض المستقبلات الحسية في أعيننا للون الأزرق في الصباح، فإن ذلك يرسل إشارة إلى الغدة الصنوبرية في دماغنا ليتم إيقاف إنتاج الميلاتونين، وبالتالي يستيقظ الانسان وينشط إلى أعماله ومهامه اليومية. ومن المفترض أن يعود إنتاج الميلاتونين مرة أخرى مع حلول الظلام، نظرياً قبل ساعتين من النوم. ” سبحان الله هذه المدة تقريبا هي مدة صلاة المغرب والعشاء، تزيد أو تنقص قليلاً” أي يفضل النوم بعد صلاة العشاء مباشرة كما أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم {وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ} [النور:58]، كما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم، يمكنك الاطلاع على هذا التقرير –رابط– أو البحث في هذا الأمر.
وعندما تكون مظلمة في الخارج ولكنها مضيئة بالداخل، فإن ذلك من شأنه أن يسبب خللا في النظام الفسيولوجي لجسم الانسان، وبالتالي يتأخر إنتاج مادة الميلاتونين المسببة للنعاس، مما يجعل من الصعب الخلود للراحة والنوم، وفقا لما ذكرته الدكتورة ماريانا فيجيروا، مديرة مركز أبحاث الإضاءة في جامعة رينسيلار بوليتكنيك. كلما كانت الإضاءة أكثر سطوعاً، زادت قدرتها على قمع إطلاق مادة الميلاتونين، وهذا هو السبب في أن الأضواء الساطعة من الهواتف والأجهزة الأخرى خاصة في المساء لها تأثير ضار على النوم.
وتقول أيضا: “إن دورة الساعة البيولوجية غير الكاملة لا تتسبب في عدم الحصول على قسط كاف من النوم فحسب، بل تزيد من خطر الإصابة بأمراض سرطانية مختلفة.
كيفية تنظيم الضوء الأزرق لتحسين النوم
ذكرت الأبحاث المختلفة بعض النقاط التي تساعد بقدر أو بآخر على تقليل التعرض للضوء الأزرق وبالتالي تحسين النوم. ومنها:
التعرض لضوء الشمس
أول شيء يجب عليك فعله للتأكد من أن الضوء لا يبقيك مستيقظاً في الليل هو الحصول على ما يكفي من أشعة الشمس خلال النهار، وقد يكون لهذا تأثير وقائي جيد، كما تقول فيجويرو؛ هذا غير الحصول على فيتامين د، ولكن عليك أن تكون حذراً.
وتقول أيضاً: أن التعرض لمستويات الإضاءة النهارية الأعلى تساعدك على النوم بشكل أفضل، ونقصد بذلك ضوء الشمس الأكثر إشراقاً من أي جهاز نستخدمه. كما تساعد على أن تكون أقل حساسية لضوء المساء. فالأشخاص الذين يقضون وقتا أطول في الخارج ويحصلون على مزيد من التعرض للضوء أثناء النهار، يتمتعون بنوم أفضل، خاصة إذا حصلوا على هذا الضوء في وقت مبكر من اليوم. وقد تساعد نافذة المكتب أو الغرفة التي تتواجد فيها على ذلك قليلا، طبقا لإحدى الدراسات.
تقليل إضاءة الشاشة ليلاً
تشير الأبحاث إلى أن الحد من التعرض للضوء الأزرق في الليل يساعد كثيراً في تحسين النوم، خاصة إذا كان الشخص يتعرض لضوء المساء كثيراً أو ينظر إلى الشاشة قبل النوم. فهذا مهم بشكل خاص للشباب الذين هم أكثر حساسية للضوء الأزرق.
ووجدت دراسة قارنت بين مشاركين بمتوسط عمر 23 سنة مع مشاركين آخرين بمتوسط عمر 61 سنة، فوجدت أن الأصغر سنا كانوا أكثر تأثرا بالضوء الأزرق. وتقول فيجيرو، أن الأصغر سنا هم الأكثر تأثرا بمعنى ان المراهقين تحت سن العشرين هم أكثر حساسية والأصغر منهم 7 أو 8 سنوات أكثر حساسية من المراهقين. فانتبهوا على أولادكم.
ويقول الخبراء: يتعين عليك عدم النظر إلى أي شاشة قبل النوم بساعة أو ساعتين على الأقل، للحصول على نوم مثالي. وإذا لم تستطع فعليك باستخدام النظارات أو التطبيقات أو الأدوات اللازمة لمنع ذلك.
جرب نظارات خاصة
تعتبر النظارات التي تمنع الضوء الأزرق خيارا أفضل من التطبيقات بمفردها، وفقا لأوسترين، لأن النظارات المناسبة ستمنع كل الضوء في الطيف الأزرق سواء من الشاشات أو حتى المصابيح.
ويقول أوستن إن نظارات Uvex Skyper كانت الأكثر فعالية طبقا لتقرير اختبار المستهلك عام 2016. ولا تكلفك سوى عشرة دولارات أو أقل. يمكنك الاطلاع على أسعارها في أمازون من خلال هذا الرابط.
استخدام البرامج التي تمنع الضوء الأزرق ليلاً
إذا لم تتمكن من الابتعاد عن الشاشات ليلاً ولا تستطيع الحصول على نظارات مخصصة. فإن البرامج التي تعمل على تغيير الضوء المنبعث تبدو مفيدة نوعا ما، وفقا للخبراء على الرغم من قلة الأبحاث في ذلك الأمر.
عليك باستخدام برنامج f.lux للويندوز والماك والاندرويد و iOS (يحتاج جيلبريك في أبل وروت في الأندرويد) واذا كنت تستخدم متصفح جوجل كروم فقم باستخدام هذه الاضافة Night Shift. كذلك استخدام الوضع الليلي في الآي-فون، ويفضل جدولته ليبدأ تلقائياً عند حلول المساء من خلال الإعدادات – شاشة العرض والإضاءة – Night Shift – ثم تفعيل مجدول واضبطه من الغروب إلى الشروق أو حدد الوقت الذي تريده، ثم اجعله أكثر دفئاً، مثل الصورة التالية.
وعليك إيقاف السطوع أيضاً وتهدئة الإضاءة إلى أدنى حد، لأن الضوء البرتقالي الذي ينتج من خلال هذا التطبيق إذا كان ساطعاً كثيراً فإنه يقلل من إنتاج مادة الميلاتونين.
واذا لم تجد فرقاً أو لم تؤثر تلك الطرق على نومك، فعليك الذهاب إلى طبيب متخصص ليفحصك، فالأمر قد يتعدى إلى أسباب نفسية أو فسيولوجية أخرى.
المصدر: