تحاول أبل مرة أخرى أن تقنعنا بأن آي-باد برو أحدث أجهزتها، يعد بديلاً مناسباً للكمبيوتر الشخصي. وقامت بنشر العديد من الفيديوهات الترويجية لتلك الفكرة. وفي الأيام القليلة الماضية، تقول أحدث الشائعات، أن آي-باد برو الذي يعمل بنظام iOS سيدعم ماوس! وتتمثل الفكرة في توصيل ماوس USB-C للآي-باد. وبالتالي يمكنك استخدام ماوس بكل أريحية ويكأنك تستخدم جهاز ماك أو ويندوز. ولكن كيف ستبدو هذه الميزة؟ وهل سيكون ذلك مفيداً أكثر من اللمس؟ أم سيكون مربكاً بعض الشيء؟
ماوس USB-C للآي-باد !
أولاً تبدو فكرة ماوس سلكي يتصل بالآي-باد، سخيفة بعض الشيء في ظل التقدم اللاسلكي الكبير الحالي. فإذا كان الأمر صحيحا وهناك دعم للماوس، فبالتأكيد سيكون الاتصال لا سلكيا عن طريق البلوتوث. لذلك فكرة USB-C مرفوضه منطقياً.
استهزاء وترحيب
وكما هو معتاد عندما تصدر أبل شيئاً جديداً. تجد من يتهكم ويستهزيء وتجد أيضاً من هو مرحب ومحبذ للفكرة. وبالتأكيد سترى بعض العناوين الإخبارية التي تتهكم على دعم الماوس لنظام iOS مثلاً “إن غاب القط العب يا فأر” إشارة إلى عدم ايجاد طرق بديلة عن الماوس أكثر سهولة وانتاجية، بمعنى “إن غاب التفكير وتوقف، الجأ إلى ماوس”. أو “فاااار بجانب الآي-باد، اقتلوووه” وهكذا من هذا القبيل.
وممن الممكن أن ترى عناوين إيجابية مثل “أخيراً الماوس يدعم الآي-باد”. وماذا بعد؟ هل سينجح المتهكمون ويقتلون الماوس؟ أم سيمرح الماوس ويلعب؟ وإذا تم دعم الماوس بشكل فعلي للآي-باد وأصبح حقيقة، فلك أن تتخيل تجربة مستخدم رائعة وأكثر فائدة. فمثلاً، عندما تكتب على لوحة المفاتيح الحالية، وأردت أن تحرك مؤشر التتبع، فعليك أن تسحب بإصبعين على لوحة المفاتيح لتحريك هذا المؤشر لأي مكان تريد. المشكلة هنا، أن تحريك المؤشر غير متوفر إذا كنت تستخدم لوحة مفاتيح خارجية. فكأن وجود الماوس مع لوحة مفاتيح خارجية سيجعل الأمر متكاملا، فتستطيع أن تحرك المؤشر من خلال الماوس وتفعل ما تفعله على الماك أو الويندوز. فكل من يكتب كثيراً على الآي-باد سيحب هذا الأمر كثيراً ويؤيد دعم الماوس.
مثالاً آخر، يمكنك استخدام اللمس أو الأسهم في لوحة المفاتيح الخارجية للتمرير مثلاً خلال قائمة نتائج البحث في Spotlight أو صفحات الإنترنت أو في الإعدادات أو غير ذلك. وإذا تم دعم الماوس سيمكنك التمرير باستخدام عجلة الماوس فقط تماماً كما في الماك أو الويندوز.
كيف سيبدو دعم الماوس؟
دعنا نفترض أن توصيل الماوس سيعمل على الآي-باد بنفس الطريقة التي على الماك. بمجرد توصيل الماوس سيظهر المؤشر على الشاشة. ويمكنك النقر هنا وهناك والنقر مع السحب للتظليل أو للنقل والنسخ وغير ذلك. ولكن بالنسبة لتشغيل التطبيقات وفتح الروابط، هل يتعين عليك النقر نقرا مزدوجا لتشغيلها؟ أو ستعمل من خلال نقرة واحدة؟
ولكن هذه ستعد مشكلة. إذ تحتوي الواجهات التي تستند في عملها إلى الماوس مثل الماك أو الويندوز على آليات عمل مختلفة تماما عنها في نظام iOS. حيث أن الأنظمة التي تعتمد اعتمادا كلياً على اللمس مثل iOS لها واجهاتها وبرمجياتها الخاصة. فمن هو معتاد على استخدام أجهزة الماك أو الويندوز سيجد أن استخدام الماوس أمر عادي، بخلاف من هو معتاد على الآي-فون أو الآي-باد واللمس، فسيجد أن النقر المزدوج أمراً سخيفاً. وماذا عن النقر بزر الماوس الأيمن؟ هل يمكنك من الوصول إلى ميزات اللمس ثلاثي الأبعاد؟ من المحتمل أن يتم ذلك.
ماوس افتراضي في إمكانية الوصول
لدى نظام iOS بالفعل نوعا من الدعم للمؤشر على واجهة المستخدم وإن لم يكن مثل مؤشر الماوس. من خلال استخدام خاصية “التحكم في التبديل”، في قسم “إمكانية الوصول” من الاعدادات . حيث يمكنك التأشير على كل قسم في واجهة المستخدم للتنقل في أي مكان والنقر على ما تريد. لكنها في الحقيقة ليست مثل مؤشر الماوس.
إذا تم دعم الماوس إلى نظام iOS، فإن إخفاؤه داخل اعدادات إمكانية الوصول يعد فكرة جيدة، وبهذه الطريقة، يمكن تغيير ذلك الاعداد في أي وقت والتحكم في استخدامه من شخص لآخر.
الخلاصة
لم لا يكون هناك ماوس للآي-باد بجانب اللمس ويكون بمقدور المستخدم الانتقال من الماوس إلى اللمس والعكس. ومؤشر الماوس يعد أفضل من الطريقة الحالية من ناحية التحديد والقص واللصق والنقل إلى تطبيق الملفات، وكذلك التعامل مع ميزة السحب والافلات. وكل ذلك سيتم بيد واحدة. هذا غير أن استخدام الماوس على الآي-باد بالتأكيد سيجذب الكثير من العملاء الجدد لنظام iOS.
مقطع تخيلي لميزة السحب والافلات في تطبيق الفوتوشوب على آي-باد برو
المصدر: