ذكرنا في مقال سابق تقرير عن مغادرة جوني ايف ،مدير قسم التصميم في أبل لأكثر من عقدين من الزمن. في هذا التقرير نلقي الضوء على 8 تصميمات ناجحة لجوني ايف ومثلها أخفق فيها ولم يكتب لها النجاح بداية من جهاز iMac G3 الذي أحدث ثورة حينها إلى الآي-فون مرورا بآي-بود Hi-Fi ولوحة مفاتيح الفراشة وماوس آبل Magic Mouse 2 التي لم تحقق أي نجاح يذكر. وهذا يدل على أن جوني ليس مثالياً بالرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها، ولكن لتوضيح الفرق بين من يريد النجاح والحفاظ عليه وبين من يقف عند أو عثرة أو فشل ويظنها النهاية.
جهاز iMac G3 1998
من المنتجات الناجحة، يعتبر جهاز iMac G3 من الأجهزة التي عززت ريادة جوني إيف للتصميم في أبل. كان كمبيوتر متعدد الإمكانيات كان أول لون له هو الأخضر الغامق وبعد فترة أطلقت الشركة ألوان أخرى. وكان يباع مع فأرة ولوحة مفاتيح من نفس لون الجهاز. وكان يطلق عليه “الكل في واحد” أى الشاشة واللوحة الأم ووحدة المعالجة المركزية وذاكرة التخزين وكل القطع الداخلية لجهاز الكمبيوتر فى صندوق واحد مع الشاشة. وجاء بشاشة مساحة 15 بوصة، ومعالج PowerPC G3 سرعة 233 ميجاهرتز. ورام تبدأ من 32 ميجا إلى 1 جيجا يتم الوصول إليها عبر باب أسفل الجهاز. ومزود بـ 2 ميجابايت ذاكرة رسومية. ومزود بقرص صلب سعته 4 جيجابايت، و كان يتميز بسهولة الاستخدام، وسرعة الاتصال بالانترنت “مودم بسرعة 56 كيلوبايت”، هذا غير فتحة لسماعة الرأس، وفتحة لادخال ميكروفون. وكان الجهاز موجه للسوق المنخفضة وكان سعره حينها 1299 دولار.
ماوس USB قرص الهوكي 1998
من المنتجات الفاشلة، كانت أول ماوس USB في العالم على شكل قرص الهوكي، إلا أنها للأسف لم تحقق نجاحا كبيرا، حيث أن الشكل المستدير والحجم الصغير جعلها غير مريحة في الاستخدام، هذا غير أنها كانت تتدحرج على كل جوانبها بسهولة، كذلك سلكها القصير. حتى أن البعض انتقدها وعدها من ضمن أحد أسوأ المنتجات التكنولوجية التي تم اختراعها على الإطلاق.
آي-بود 2001
من المنتجات الناجحة، تم اطلاقه في أكتوبر 2001 استوحي تصميمه من راديو الجيب Braun T3 الذي تم اطلاقه عام 1958.
كان الآي-بود يحتوي على مساحة تخزينية 5 جيجابايت. لم يدعم التوصيل عبر USB إلا في عام 2004 أي بعد أربعة أجيال منه، في هذا الوقت كان قد سيطر الآي-بود على الموسيقى المحمولة.
Power Mac G4 Cube 2000
من المنتجات الفاشلة، تم اطلاقه في 19 يناير 2000. وكان من الناحية التكنولوجية رائعا، بدأ سعر الجهاز من 1799 دولار وكان مرتفعاً كثيراً عن منافسيه في ذلك الوقت، وسبب ذلك الارتفاع في السعر هو الاهتمام بالتصميم ونقاء البلاستيك وقوته. كان هذا الجهاز على شكل مكعب 7 بوصة في 7 بوصة من البلاستيك الشفاف حتى يبدو لك الجهاز طافيا في الماء في وسط هذا المكعب. وكان يعتبر ثورة تكنولوجية من ناحية الشكل والتصميم وكان زر الطاقة الخاص به يعمل باللمس.
ليس هذا فحسب فقد كان هذا الجهاز يعمل في صمت تام إذ لم يكن مزود بأي مراوح للتبريد فقد اعتمدت أبل على طريقة الحمل الحراري “وهو أن الجزيئات الساخنة بعد أن تسخن تصعد إلى أعلى وتأتي جزيئات باردة من أسفل لتحل محلها إلى أن تسخن ثم تصعد وتأتي أخرى باردة وهكذا. وجاء هذا الجهاز بمعالج G4 450 ميغاهيرتز، و “رام” 64 ميجابايت، ومساحة تخزينية 20 جيجا.
ومن أسباب فشل هذا الجهاز أنه لم يحقق مبيعات كبيرة بسبب سعره المرتفع. كذلك حدوث تشققات في الغلاف البلاستيكي المحيط به. مما دفع جوبز لإصدار قرار بإيقافه بعد عام واحد فقط من صدوره.
سماعات آي-بود 2001
من المنتجات الناجحة، كانت مرفقة مع جهاز آي-بود وأصبحت واحدة من أوائل التقنيات الأكثر شعبية. ومع التطور على مدار الزمن أصبحت سماعات AirPods بتصميمها الحالي من أيقونات العصر الحديث، فأصبحت تشاهدها في كل مكان خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
آي-بود Hi-Fi 2006
كانت الكثير من منتجات آي-بود ناجحة إلا أن آي-بود Hi-Fi لم يكن كذلك. وهو عبارة عن مكبر صوت “سماعات” قدمته شركة آبل في 28 فبراير 2006 لاستخدامه كمشغل موسيقى يعمل بجهاز تحكم عن بعد ويمكن توصيله بالآي-بود. فشل هذا الجهاز بسبب السعر المرتفع مقارنة بمنافسيه إذ جاء بسعر 349 دولار، كذلك به وظائف محدودة جدا. ومن ناحية التصميم، اعتبر مكان وضع الآي-بود على الجهاز غير آمن مقارنة بالاجهزة الأخرى مثل Bose SoundDock حيث كان يتم وضع الجهاز في الجانب وتثبيته فوق 30 سن.
أوقفت آبل إنتاج Hi-Fi في عام 2007. أي بعد عام واحد فقط.
آي-فون 2007
بعد أن وضع الآي-بود آبل على المسار التصاعدي، جاء الآي-فون في يونيو 2007 ووضع آبل على قمة الهرم التكنولوجي، باختصار الآي-فون هو دجاجة آبل التي تبيض ذهبا على مدار 12 عاماً.
آي-فون 5C عام 2013
اعتبر هذا الآي-فون من الأخطاء التي وقعت فيها أبل، الهاتف تم إطلاقه إلى جانب آي-فون 5S بسعر منخفض. لكن مميزات آي-فون 5S وخاصة فتح الهاتف ببصمة الاصبع هو ما جعل معظم المستخدمين يعزفون عن شراءه لصالح 5S. وكذلك كان تصميم الهاتف وصنعه من البلاستيك لا يوحي أنه من تصنيع أبل وإنما مجرد نسخة مقلدة في الصين، لذلك عزف العالم عنه، حتى فئة الشباب فضلوا عدم استخدامه.
MacBook Air 2008
من المنتجات الناجحة، يتميز هذا الجهاز بالنحافة والخفة البالغة واعتبر الكمبيوتر المحمول الأكثر نحافة في وقته حيث يبلغ سمكه 1.93 سم في المنطقة الأكثر سماكة و 0.4 سم في المنطقة الأقل سماكة كما يبلغ وزنه 1.36 كجم. ومن أجل الوصول إلى هذا الحجم الصغير فإنه لا يحتوي على قارئ أسطوانات. كذلك يحتوي على معالج أنتل كور 2 ديو، ونظام القفل المغناطيسي وغلاف من الألومينيوم.
بالرغم من أن نحافته أثرت على حجم مكوناته كقرص صلب صغير والمعالج صغير والبطارية صغيرة، إلا أنه كان السبب في اختراع فئة جديدة من أجهزة الكمبيوتر المحمولة النحيفة مثل “ultrabooks” من انتل ثم بعد ذلك Surface Pro من ميكروسوفت و ASUS ZenBook و HP Spectre x360 و Dell XPS 13 وغيرهم من الأجهزة الأخرى.
Mac Pro 2013
أقرت أبل أن إعادة تصميم Mac Pro لعام 2013. حيث تم تصميمه على شكل سلة مهملات كما وصفه حينها فيل شيللر كدليل على أن الشركة ما زالت قادرة على الابتكار! لكن لم يؤت هذا التصميم أكله بسبب المشكلات الناتجة عنه خاصة ارتفاع درجة حرارته.
ساعة آبل 2015
أول خط انتاج جديد منذ وفاة ستيف جوبز، تعتبر ساعة أبل أكثر الساعات الذكية شعبية خاصة مع تركيز أبل على الأجهزة المحمولة والصحة. لا شك أن النسخة الأولى من الساعة كانت بطيئة وينقصها الكثير إلا أن آبل عملت على تدارك هذا الأمر حتى أصبحت الساعة رمزا للأناقة ومشهدا مألوفا في كثير من دول العالم المتقدم.
تقنية 3D Touch أو الضغط المقوى
فكرة هذه التقنية رائعة، فهي تقوم بعمل زر الفأرة الأيمن لفتح مزيد من الخيارات، وكانت تعرف قديما باسم Force Touch أو الضغط المقوى على ساعة آبل ثم عرفت بعد ذلك بتقنية 3D Touch أو اللمس ثلاثي الأبعاد. لم تحقق تلك التقنية الاستخدام الواسع ربما لعدم التوسع في استخدامها وعدم تقديم خيارات أكثر، حتى تم تجاهلها من قبل الكثيرون. في النهاية بدأت ابل في تجاهلها ويتوقع أن يتم استبدالها بميزة هابتيك تاتش في أجهزة 2019.
محرك النقر Taptic Engine 2015
جهاز صغير موجود في ساعة آبل والآي-فون وماك بوك منذ عام 2015 وهو عبارة عن محرك صغير يهتز ويوفر ردود فعل يشعر بها المستخدم عند الضغط على أشياء معينة على أجهزتك. مثل زر الهوم في آي-فون 7 و 8 ولوحة اللمس على جهاز Mac، يعتبر أيضا من التصميمات الناجحة.
لوحة مفاتيح الفراشة
اتخذ اعتماد النحافة في الأجهزة منعطفا نحو الأسوأ من خلال لوحة مفاتيح الفراشة، التي تم تقديمها مع ماك بوك في عام 2015. أبلغ العملاء عن مشكلات مختلفة مثل تكرار الأمر مرتين من بعض المفاتيح أو تعليق بعضها أوتوقفها عن العمل اطلاقا، كذلك دخول الغبار أسفلها بسهولة الأمر الذي تتطلب تفكيك الجهاز بأكمله لاصلاحها. تم تسليط الضوء على هذه القضية بعد أن نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالا حول المشكلة، مما أدى إلى اعتذار شركة آبل والعمل على حل تلك المشكلات.
سماعات AirPods 2016
سخر الكثير في البداية من تصميمها، لكنها سرعان ما غيرت المشهد لصالحها وأصبحت ذات شعبية جارفة. وأصبح هذا المفهوم من السماعات هو “الموضة” التي يسعى الكثيرون لاقتناءها.
Magic Mouse 2 لعام 2017
يبدو أن آبل تواجه صعوبات في صنع ماوس مريح، بالرغم من أن ماوس ماجيك الأول كان رائعا إلا أنه لم يكن مريحا أيضا. كذلك ماوس ماجيك 2 احتوى تصميمه على خطأ، وهو جعل منفذ الشحن في الأسفل مما يعني استحالة استخدام الماوس أثناء الشحن.
بالرغم من اخفاق أبل في تصميم بعض المنتجات إلا أنها لم تتوقف عند ذلك الحد مثل غيرها من الشركات، ولكن خلفته وراء ظهرها وقامت بالاصلاح والتحديث حتى قفزت قفزات تسابق فيها الزمن وتسابق فيها سرعة التقدم التكنولوجي ومواكبة العصر. كذلك الحال بالنسبة لنا علينا أن ننظر للأمام ونقفز ولا ننظر خلفنا طويلا أو أسفل منا حيث العقبات التي تؤخرنا عمن سبقونا بالسنين الضوئية.
ما رأيك في تصميمات جوني إيف؟ واذا لم نذكر احد تلك التصميمات التي لم تحقق النجاح المطلوب فأخبرنا بها في التعليقات.
المصدر: