انتهى مؤتمر أبل وبدأت رحلتنا في تمحيص وتفصيل كل ما تم الإعلان عنه، وإن سألتني شخصيًا فسأخبرك إن أكثر ما نال إعجابي في المؤتمر هي تقنيات الكاميرا الجديدة وهذا أولًأ، أما ثانيًا وبلا شك فهو الجيل الجديد من معالج A Bionic الخاص بأبل حيث أنه وأثناء فعاليات المؤتمر قال بن سامي ساخرًا: أبل أحرجت جميع الشركات بالمعالج الجديد ومن رأيي أنا فالإحراج كله يذهب لشركات مثل كوالكوم والتي تتخصص في المعالجات والشرائح.

بالعودة للحديث عن المعالج الجديد فسنجد أن مواقع تقنية كبيرة قد وصفت الأمر بأن أبل تنافس نفسها فقط بمعالجات A وبداية من A12 Bionic على وجه الخصوص ومن الحقائق المضحكة هي أن معالج A12 الذي تم إطلاقه العام الفائت ما زال يتفوّق على معالج Snapdragon 855 من كوالكوم، وهو المعالج الرائد من الشركة لهذا العام ومتاح في أجهزة أندرويد الرائدة. على كل حال، لندعنا من كل هذا ونبدأ في “تفصيص” المعالج الجديد:


أداء معالج Apple A13 Bionic الموجود في هواتف آيفون 11

ما توصّلت إليه أبل هذا العام هو إنجاز واضح خاصةً لو أخذنا أن دورة التطور في المعالجات والمكوّنات الدقيقة هي بطبيعتها بطيئة، المعالج الجديد A13 Bionic سيتيح لأجهزة آيفون 11 أن تبقى عصرية وقادرة على تشغيل كل شيء وأي شيء لسنوات طويلة جدًا وهو أمر يقع في صالح كل من سيفكّر في شراء أحد الهواتف الجديدة خاصةً إن علمت أن أداء A13 Bionic يساوي ضعفيّ أداء معالج مثل SD 845 والذي كان المعالج الرائد لعام 2018 في هواتف أندرويد!

مقارنة بين المعالج الجديد A13 وبين أقوى المعالجات في السوق أي ضمنيًا مقارنة آيفون 11 مع أقوى الهواتف في السوق. (هل لاحظت أمر مضحك؟)


أهم المميزات والمواصفات في معالج A13 Bionic

فيما يلي نبتعد عن الفقرات الطويلة ونعرض عليكم في نقاط أهم المواصفات والمميزات المتعلّقة بالمعالج الجديد وهي التي تم الإعلان عنها في المؤتمر:

1- المعالج الجديد سيضمّ 8.5 مليار ترانزيستور.

2- المعالج يعمل بمعمارية 7 نانومتر من الجيل الثاني.

3- يأتي المعالج بأربعة أنوية موفرّة للطاقة وهي التي تعمل بشكل مستمر وتتولى عملية معالجة المهام البسيطة للحد من استهلاك البطارية.

4- استهلاك قليل جدًا للطاقة وهو المعالج الأقل استهلاكاً للطاقة في العالم حاليًا حيث أنه أفضل من الجيل السابق A12 بما يصل إلى 20%.

5- يقدّم زيادة في قوة المعالجة المركزية وقوة المعالجة الرسومية CPU/GPU بنسبة 20%.

6- دعم تقنيات تعلّم الآلة بما يصل إلى 1 تريليون عملية في الثانية الواحدة!


ملحوظة هامة: لفظ “معالج” هو لفظ مجازي للتبسيط بينما A13 Bionic هي شريحة Chip أو ما يطلق عليها SoC–System on a Chip نظرًا لأنها تضم المعالج المركزي CPU والرسومي GPU وأحياناً تضم أنظمة أخرى مثل أن تضم معالج ثانوي لأداء وظيفة ما أو تقدّم دعمًا ما لعلميات الاتصال.


توفير الطاقة في معالج A13 Bionic

لو لاحظتم فالتركيز الأكبر في المعالج الجديد منصبّ على توفير الطاقة أو الاستهلاك الأقل للبطارية وما يساعد المعالج -أو الشريحة كما أسلفنا الذكر- على هذا هو أنها تأتي بدقةّ تصنيع 7 نانومتر من الجيل الثاني وأهم ما قامت أبل بإضافته على هذه المعمارية هو أنها أضافت 4 أنوية لإدارة المهام اليومية المعتادة دون إطلاق الطاقة الكاملة للمعالج.

من المميز أيضًا من حيث هندسة هذا المعالج هو أنه من الممكن أن تقوم أبل بتخصيص أجزاء معينة من الشريحة لقيام بعملية محددة وهذا الأمر في حد ذاته سيتيح استخدام المئات من نطاقات الفولت Voltage Domains وذلك للوصول لأعلى فعالية ممكنة.

خلاصة الأمر: المعالج الجديد سيضم هذه التحسينات:

• النواتين الأساسيتين يحصلان على سرعة أعلى بنسبة 20% واستهلاك طاقة أقل بنسبة 30% مقارنة مع الجيل السابق.
• الأنوية الأربعة الإضافية ستكون أسرع بنسبة 20% وتستهلك طاقة أقل بنسبة 40%.
• الـ Neural Engine سيكون لديه ثمان أنوية وسيكون أسرع بنسبة 20% وأقل استهلاكًا للطاقة بنسبة 15%.


تقنيات تعلّم الآلة في المعالج الجديد

ذكرت -أو إدّعت- أبل في المؤتمر أن معالج A13 هو أفضل معالج على أي منصة في العالم من حيث استخدام تقنيات تعلّم الآلة Machine Learning وذلك نظرًا لأنه أصبح يمتلك مسرّعات مستقلّة خاصة به داخل الشريحة وهو الذي سيتيح للهاتف أن ينجز مهام تعلّم الآلة الأكثر شيوعًا والتي تعرف بـMatrix Multiplication أسرع بستّ مرّات هذا إلى جانب سعة العمليات التي يوفّرها والتي تصل إلى تريليون علمية كما أسلفنا الذكر.

ما رأيك إذن؟ أحد المتابعين على صفحتنا على الفيسبوك وصف المعالج بأنه مثل سيارة بورش تسير في شارع ضيق حدود سرعته هي 4كم/س! هل تتفق معه؟ صحيح أنك قد لا تستفيد بسيارة بورش -أو بورشة- في شارع ضيق محدود السرعة، لكنها حتمًا ستفيدك على الطرق السريعة!

المصدر:

PhoneArena

مقالات ذات صلة