دائمًا ما تكون التفاصيل الداخلية لعالم الشركات والأعمال مثيرة، خاصةً عندما تكون متعلّقة بشركة مثل أبل، الشركة التي عشقنا منتجاتها وخدماتها وأوصلنا عشقنا هذا إلى متابعة كل صغيرة وكبيرة عنها. واحدة من الحقائق الخاصة بالسياسات الداخلية لأبل هي أن ستيف جوبز كان ناقد دائم لخليفته تيم كوك ، وهذا حسبما ادّعت بعض التقارير الصادرة عن منصّات إعلامية موثوقة وهذا الأمر وإن كنت تتساءل عن سبب حديثنا عن هذا الأمر اليوم فهو بدافع الإمعان في تاريخ أبل أولًا وبسبب “اقتباس” لجوبز قد تم كشفه وذلك بعد موته بسنوات، وهذا ثانيًا.
” تيم كوك ليس برجل المنتجات ” -ستيف جوبز
هذا ما قاله المؤسس المشارك السابق والمدير التنفيذي لأبل -وهو ستيف جوبز- في وقت من الأوقات، تيم كوك ليس برجل المنتجات “Tim is not a product guy” ونرجو منك المعذرة على الترجمة الحرفية بالطبع. كما يمكنك أن تستنتج فستيف جوبز كان يظنّ أن تيم كوك لن يستطيع توجيه الشركة لتقديم منتجات مدهشة وخاطفة للعين والقلب كما كان الأمر سابقًا.
هذه المقولة -أو الاقتباس- قد تم كشفها على يد والتر إيزاكسون كاتب السيرة الذاتية لستيف جوبز وذلك حينما كان في لقاء مع CNBC، كما أضاف إيزاكسون قائلًا أن جوبز قد أخبره الكثير من الحكايا والمعلومات أثناء جلساتهم لتحضير السيرة الذاتية وهي التي حققت انتشارًا واسع ومبيعات ضخمة بالمناسبة.
إذن، الآن -وحسب تصريح إيزاكسون- ستيف جوبز كان يرى في تيم كوك أنه لن يُخرج منتجات رائعة ومدهشة.. لماذا قال هذا؟ وما كان السبب؟ السبب هو ببساطة أن هذه المقابلة كانت تتمحور حول جوني إيف بعد تركه لشركة أبل كمدير لقسم التصميم.
الفروقات بين تيم كوك وستيف جوبز
في أيام جوبز الأخيرة وعندما يكون في مكتب الشركة في كوبرتينو كان يذهب في منتصف اليوم إلى ذلك القسم من الشركة ذو الباب الضخم المغلق وهو قسم التصميم وبمجرّد أن يدخل يبدأ في التنقّل بصحبة جوني إيف ويناقش معه تصميم المنتجات بالكامل حيث أنهم لم يهتموا فقط بالهاتف نفسه بل أيضًا بالشاحن الخاص به، تصميم العلبة وحتى طريقة لفّ سلك الشاحن! كلًا من جوبز وإيف قد أحبوّا التصميم وكلاهما كانا رجال المنتجات. -والتر إيزاكسون
على الناحية الأخرى تماماً فتيم كوك كان خبير بالإدارة والعمليات حيث أن منصبه السابق في أبل قبل ان يصبح المدير التنفيذي كان مدير العمليات وكان معروفًا داخل الشركة باهتمامه باللوجيستات والعمليات وليس المنتجات.
أضاف إيزاكسون قائلًا: الآن ما يمكنك رؤيته هو أن أبل تؤدي بشكل ممتاز كشركة إلا أن اهتمامها بالمنتجات لم يعد كما كان هذا لأن الأمر في السابق كان عبارة عن شخصين يؤمنان بجمال المنتجات وهم جوبز وإيف يكفي أن نعلم أن كلاهما قد تعاونا على تصميم بعض منتجات أبل الأيقونية سويًا وهي الآي-بود، الآي-باد، الآي-فون وأيضًا Apple Campus نفسه.
اقرأ أيضًا: [7] عباقرة صنعوا أبل: جوني إيف – آي-فون إسلام
أضاف إيزاكسون موضحًا أنه لم يقم بالحديث عن انتقاد جوبز لتيم كوك هذا في سيرة جوبز الذاتية لأنه وببساطة يريد أن يجعل الأمور بسيطة بين جوبز وكوك خاصةً بالنسبة للقرّاء. فيما يلي اللقاء كاملًا:
هل تنهار أبل بدون جوني إيف وستيف جوبز؟
لا، إن كان تيم كوك ليس “رجل المنتجات” فهو مدير تنفيذي ناجح لأبل وهذا حتى الآن، إضافة إلى ذلك فإنهيار شركة بحجم أبل هو أمر في غاية الصعوبة ولا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها. منتجات أبل هي واحدة من أكثر المنتجات التقنية امتلاكًا للمعجبين المتعصبين وهم إما يتم وصفهم بـ”Apple Fan Boys” وهذا الأمر لا يمكن أن يتم من تلقاء نفسه بل ما جعله ممكنًا هو جودة منتجات الشركة وخدماتها وأيضًا الاهتمام بالتفاصيل.
وفي النهاية نذكرك بأنه عند وفاة ستيف جوبز كانت قيمة أبل السوقية 346 مليار دولار لكنها الآن 1180 مليار بالرغم حتى من عشرات ومئات المليارات التي قامت بتوزيعها على المساهمين والتي إن إضيفت للقيمة فسنجد أن أبل الآن تساوي 4 أضعاف قيمتها عند وفاة ستيف جوبز قبل 8 سنوات. مما يجعلنا نرى أن جوبز ربما لم يكن محقاً في نظرته لتيم كوك.
المصدر: