أعلنت أبل قبل أيام عن نتائج الربع المالي الرابع Q4 لعام 2019 وبدأت عامها المالي الجديد والذي يبدأ شهر أكتوبر من كل عام. ومنذ الكشف عن هذه الأرقام وسهم أبل يرتفع طوال ال 3 جلسات المتتالية بالرغم من أن النتائج قد تبدو سيئة. فما سر هذا الأمر وماذا أخبرتنا نتائج الأعمال عن واقع الشركة ومستقبلها؟



العائدات والأرباح أقل

كشف نتائج الأعمال للسنة عن بعض النقاط السلبية وهى كالتالي:

◉ تراجعت إجمالي عائدات الشركة  لتصبح 260.17 مليار دولار مقابل 265.59 مليار العام السابق.

◉ ارتفعت مصاريف التشغيل الخاصة بأبل لتصبح 34.46 مليار دولار من 30.9 مليار العام السابق.

◉ تراجعت تكلفة البيع “Cost Of Sales” لتصبح 161.78 مليار مقابل 163.75 مليار.

◉ انخفض صافي أرباح الشركة ليصبح 55.25 مليار مقابل 59.5 مليار دولار.

◉ حقق الآي فون أسوء تراجع في تاريخ أبل حيث حقق 142.3 مليار مقابل 164.8 مليار أي انخفاض 13.6% في حين أن كل التراجع في العائدات هو 2% فقط.

ما سبق اختصاراً يعني أن إجمالي المبيعات انخفض وإجمالي الأرباح انخفضت ودجاجة أبل التي تبيض ذهباً “الآي فون” تتراجع مبيعاتها… فلماذا إذاً زاد سعر السهم؟


تفاؤل لـ 2020 بالرغم من التراجع

بالرغم من أن الأرقام قد تبدو سلبية لكن الشركة يبدو أنها نجحت في نقطة هامة وهى “أفضل من التوقعات”. نعم فالعام الماضي كان مظلماً للغاية وتوقع الجميع الأسوء لكن جاء السوء بشكل أقل من المتوقع ولننظر سوياً للتفاصيل:

1

الصين: تراجعت مبيعات أبل في الصين 8.26 مليار دولار بينما إجمالي تراجع المبيعات هو 5.4 مليار وهذا يعني أن أبل شعبيتها تزداد حول العالم والتراجع فقط في الصين والذي في الغالب لم يحدث بسبب مشكلة في أبل بل الحرب الاقتصادية الصينية الأمريكية.

2

الآي فون: أسوء تراجع يحدث في تاريخ أبل بالآي فون فبالرغم من أن العام السابق له كانت الأجهزة التي تباع هى X بسعر 1000$ و 8 بسعر 700$ والآي فون 8 بلس بسعر 800$ (سامحونا في 1 دولار إضافي الذي أضفناه للتسبيط) أي يمكننا افتراض مجازاً بأن متوسط السعر 833$ (جمع الثلاثة ثم القسم على 3) بينما العام المنتهي الأجهزة التي تباع هى Xr بسعر 800$ والآي فون Xs بسعر 1000 دولار والآي فون Xs Max بسعر 1100$ أي أصبح المتوسط النظري 966.66$ أي زاد المتوسط النظري 16%. فتكون المفاجئة هى تراجع العائدات؟ عندما يصبح الآي فون بسعر أغلى ويحقق نتائج أقل فهذا يعني أن المبيعات قلت بشكل كبير ربما يزيد عن 20% للهواتف الثلاث الأساسي.

ولكن العام الجديد يمنحنا تفاؤل؛ فالآي فون 11 و 11 برو يحظون بشعبية ضخمة ومبيعات تفوق التوقعات… الغالبية أحبطت بـ Xs و Xr ولم يرون جديد وكانوا مثار للنقد بينما 11 فالنقد له تقريباً غير موجود. وهذا يعني أن الآي فون سيتحسن.

3

تحسن الآي باد: أظهرت الارقام زيادة مبيعات الأي باد لأول مرة منذ سنوات بل وزادت 15.7% وهذا يعني أن أخيراً أبل تمكنت من وضع الآي باد في طريقة الصحيح مرة أخرى فأبل باعت منه بقيمة 21.2 مليار وهذا أكبر من رقم 2018 الذي كان 18.38 وأكبر من رقم 2017 الذي كان 19.22 وأكبر من رقم 2016 الذي كان 20.62 مليار. وهذا يطمئن مستقبل الجهاز نسبياً.

4

الأبحاث تزداد: بلغت إنفاق أبل على قطاع الأبحاث R&D معدلات غير مسبوقة لها ففي 2014 أنفت 6 مليار وفي 2015 أنفقت 8 مليار ثم في 2016 أنفقت 10 مليار وفي 2017 انفقت 11.6 مليار وفي 2018 أنفقت 14.2 مليار وها هو يصل إلى 16.2 مليار في 2018. الزيادة المستمرة تعني أن الشركة لديها أفكار لمنتجات جديدة دائماً.

5

الإكسسوارات تنجح: الهواتف الذكية عالمياً ومنذ عامين وهناك تراجع في إجمالي المبيعات… الجميع بدأ يشعر بالملل وأصبحت الأجهزة رائعة ولا حاجة لتغييرها سنوياً. المستقبل في قطاع الأجهزة سيكون في منتجات مثل الساعات الذكية ومثل السماعات الذكية وغيرها. وفي هذا القطاع أبل حققت نمو 40% في العائدات. وهذا مؤشر أيضاً يطمئن المستثمرين.

6

الخدمات: القطاع الأساسي بعيداً عن الأجهزة والذي له مستقبل واعد. وهنا أيضاً أبل تبلي بشكل جيد. عائدات 46.29 مليار بينما إجمالي مبيعات الآي باد والماك معاً 47 مليار أي تقريباً الخدمات مثلهم سوياً. وهذا القطاع حقق نمو 6% وهذا قبل إضافة قطاعات جديدة مثل Arcade ومثل Tv+ وغيرها من الخدمات التي سيتصب أموال إضافية في جيب أبل. ولا تنس النمو المتزايد في الدعم العالمي لـ Apple Pay


الخلاصة

إذا كنت تشعر بالتشتت مما سبق فيمكننا اختصاره كالتالي في 2020:

الآي فون: يشعر بضغط كبير لكن نجاح 11 وتوقعات طرح SE2 تجعلنا سنرى تحسن.

الآي باد: في الطريق الصحيح لأول مرة منذ سنوات.

ماك: سيبدأ عصر جديد وإنطلاقه مع Mac Pro وتوقعات بنسخة 16 بوصة وتحديث iMac وغيرها.

الملحقات: ستحسن أبل كامل السلسلة وستطلق Tags وربما سماعة HomePod أخرى.

الخدمات: في تحسن مستمر والمستقبل لها واعد.

الصين: تحاول أبل نقل الصناعة خارج الصين لتحمي نفسها من الأزمة.

فيمكننا القول بأن التلميحات والتسريبات بشأن مستقبل أبل كانت لأول مرة هى الأداة التي أنقذتها؛ فلولاها لكان الجميع يشعر بالخوف. لكن الآن الشركة وصلت لقيمة سوقية 1.14 ترليون دولار ولا يزال هنام تفاؤل بشأن 2020 واعد. ستحتاج الشركة أن تطمئن المستثمرين بشأن المستقبل بشكل فعلي وليس فقط “شائعات بأن هناك أمور قادمة” أي عليها عدم التأخر في طرح التحديثات وأن تكون متقنة بدون خلل.

أخبرنا رأيك في نتائج العام المالي لشركة أبل؟ وهل ترى الشركة في طريقها إلى 1.5 ترليون أم تواجه عقبات وتتراجع لسبب أو لآخر؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

المصدر:

Apple

مقالات ذات صلة