قررت أبل خلال مؤتمر كشف النقاب عن آي-فون 12، ازالة الشاحن والسماعة من علبة الجهاز الجديد كخطوة من شأنها تقليل البصمة البيئية للشركة. هذا ما قالته أبل… لكن سرعان ما واجهة أبل نقد وسخرية كبيرة؛ وبما أننا دائماً نوضع في خانة المتهم بحب أبل وأننا نعرض فقط ما يمدحها (رغم أن هذا غير حقيقي) فقد قررنا نشر هذا المقال الذي يجمع أشهر السخريات والنقد وحتى نظريات المؤامرة التي تحدث عنها النقاد بشأن… للتوضيح فهذا المقال ليس رأي موقع آي-فون إسلام لكنه رأي معارضين ونقاد لأبل وقررنا نشره لكم لكي نفتح باب النقاش؛ ربما يكون لآي-فون إسلام مقال آخر للتعليق لاحقاً عن هذا الأمر. لذا فتعرف معنا على النقد وهل يرى البعض أن نقطة النفايات الإلكترونية ويساعد على جعل العالم أفضل.


لماذا تخلت أبل عن ملحقات الآي-فون

قالت ليزا جاكسون، نائبة رئيس البيئة والسياسات والمبادرات الإجتماعية في أبل خلال مؤتمر إطلاق آي-فون 12 من فوق سطح مبنى الشركة وخلفها الأشجار الخضراء التي زرعتها أبل وخلايا الطاقة الشمسية التي تغطي المكان بسبب البيئة” يمتلك العملاء بالفعل أكثر من 700 مليون سماعة رأس سلكية، والعديد منهم انتقل لتجربة السماعات اللاسلكية”, أيضا “هناك أكثر من ملياري محول طاقة لأبل في العالم فضلا عن مليارات المحولات الخاصة بطرف ثالث، ولهذا أبل تخلصت من تلك العناصر في علبة الآي-فون، لتقليل انبعاثات الكربون وتجنب التعدين واستخدام مواد ثمينة”.

مع تضمين عدد أقل من الملحقات، تكون علبة الآي-فون أصغر، وتقول ليزا جاكسون “أدت التغييرات التي أجريناها على آي-فون 12 إلى خفض أكثر من مليوني طن متري من الكربون سنوياً هذا الأمر مثل إزالة 450 ألف سيارة من الطرق كل عام”.

بالطبع هذه الخطوة من أبل مرحب بها مادامت نية أبل تقليل تأثيرها البيئي ولكن هل فعلا جهود أبل كما تزعم لها تأثير على أزمة النفايات الإلكترونية المتزايدة التي تهدد العالم؟


ما هي النفايات الإلكترونية

النفايات الإلكترونية هي الأشياء التي لم يعد لها قيمة أو وصلت لنهاية دورة حياتها أو تم التخلص منها، وتشمل البطاريات والأجهزة والهواتف والشاشات والكابلات، ووفقا لتقرير تم بالتعاون مع منظمة Global E-Waste Monitor و روديجر كوير رئيس برنامج الدورات المستدامة، أنتج العالم حوالي 53.6 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية العام الماضي، وسوف يستمر هذا الرقم في الارتفاع ليصل إلى 74 مليون طن متري بحلول عام 2030 أي ضعف الكمية التي تم تسجيلها في العام 2014.

وتلك الخردة تحتوي على بقايا لمكونات قيّمة مثل الحديد والنحاس والذهب ووفقا للتقرير السابق فإن قيمة المواد الخام في النفايات العالمية خلال 2019 بلغ حوالي 57 مليار دولار وللأسف ينتهي بالكثير من تلك الخردة في بلدان نامية.

إذا النفايات الإلكترونية ليست خطراً علينا؟ بالطبع هي خطر على العالم لأنها تحتوي أيضاً على مواد سامة، حيث يشير نفس التقرير لوجود حوالي 50 طن من الزئبق و 71 ألف طن من البلاستيك وتلك العناصر سامة وتؤثر بشكل كبير على صحة الأشخاص والبيئة.


إدعاء أبل

تروج أبل بشكل روتيني لجهودها المستمرة لتقليل المكونات السامة في أجهزتها، في تقرير التقدم البيئي لعام 2020، قالت الشركة أنها أمضت 4 سنوات في البحث وتطوير بديل البولي فينيل كلورايد PVC وهي مادة مستخدمة في عملية تصنيع أسلاك الطاقة، المادة البديلة ليست خالية من السموم ولكن أبل تدعي أن لديها مخاطر سُمية وبيئية أقل.

ولكن، هل تعلم أن المخلفات الخاصة بأجهزة الشحن القادمة من الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وما إلى ذلك يصل نسبتها إلى 0.1% من اجمالي النفايات الإلكترونية، وهذه النسبة تُشكّل ما يقرب من 54000  طن متري من المخلفات الإلكترونية، مما يعني أن مخلفات أبل وحدها تُشكّل فقط حوالي 25000 طن متري أو 0.05% من إجمالي الزيادة في النفايات الإلكترونية سنويا.

بالإضافة لذلك، يقول “كوير” إن عدم وجود محول شحن في علبة الآي-فون لا يعني أن الناس لن يحتاجوا إليه بعد الآن، قد يستخدم الأشخاص ما يتوفر لديهم في المنزل، ولكن هناك الكثير ممن سوف يشتري محولات من أبل مما يعني أنها سوف تقوم بتعبئة تلك المحولات وشحنها بشكل منفصل عن أجهزة الآي-فون وهذا سوف يؤدي لزيادة الآثار السلبية على البيئة.


أبل تتلاعب بنا

زعمت أبل أن علبة الآي-فون أصبحت أصغر مما يعني شحن المزيد من أجهزة الآي-فون في المرة الواحدة على المنصة النقالة، ولكن ما لا يعرفه الكثير أن أبل تقوم بالشحن بناءا على الطلب وليس على ما يمكن للمنصة تحمّله، إذا كانت متجر لأبل يبيع 100 جهاز آي-فون، فسوف يشحنون نفس الرقم حتى بعد إطلاق الجهاز الجديد، لن يتم وضع 200 جهاز فجأة لأن المنصة قادرة على تحمل هذا الرقم بل يتم الشحن بناءاً على الطلب.

أيضاً لا تستخدم أبل كابل شحن عالمي متوافق مع كافة أجهزتها، بعكس معظم الشركات التي تحولت إلى كابل من نوع USB-C للشحن والتوصيل ونقل الملفات، حيث يمكن لكابل USB-C شحن سماعة الواقع الافتراضي لفيسبوك وشحن هاتفك الذكي من سامسونج أو كروم بوك ولكن مع أبل الوضع مختلف تماماً، هناك حاجة لكابلين مختلفين لتوصيل جهاز آي-باد برو و الآي-فون وهذا يؤدي للمزيد من النفايات الإلكترونية.

نفس الأمر العام الماضي، تضمن آي-فون 11 محول طاقة بمنفذ من نوع USB-A، واليوم يأتي آي-فون 12 بكابل USB-C إلى لايتنينج فقط وهو غير متوافق مع المحول، ما لم يكن لديك محول من نوع USB-C تابع لطرف ثالث، سوف تحتاج لمحول جديد.

لم تقتنع بعد، إليك شيء آخر، هل تعلم أن الإتحاد الأوروبي كان يرغب في تفعيل مبادرة شاحن موحد يمكنه شحن جميع الهواتف، بالطبع أبل هي من رفضت الفكرة بشكل قاطع  بحجة أن المبادرة سوف تخنق الابتكار، أرأيت الشركة المتهمة بالاحتكار وقتل المنافسة على منصاتها قلقة من خنق الإبتكار لأن العالم يريد إنقاذ الكوكب ولكن مادام إنقاذ الكوكب سوف يكون على حساب مصالحها وأرباحها، فلا يوجد لدى أبل سوى كلمتين “تباً للبيئة”.


هل تهتم أبل بالبيئة

إذا كانت أبل مهتمة فعلاً بإنقاذ البيئة وتقليل النفايات الإلكترونية؛ كان بإمكانها أن تسمح للمستخدمين بإصلاح أجهزتهم الخاصة بدلاً من تحريم الأمر واعتباره جريمة عظمى حيث مارست أبل ضغوطا ضد التشريعات التي طلبت منها السماح للعملاء أو مراكز غير تابعة لها بحق الوصول للموارد المطلوبة من أجل إصلاح أجهزة الآي-فون بأنفسهم.


إزالة الشاحن ليست فكرة جديدة

فكرة ازالة الشاحن من علبة الهاتف ليست بالجديدة، حيث يقول جورج باباريزوس مدير إدارة المنتجات في شركة كوالكوم “ظهرت تلك الفكرة منذ سنوات كوسيلة من أجل تقليل أسعار الهواتف التي تقع تحت الفئة المتوسطة ولكن لم يتم العمل بها لأن معايير ومنافذ الشحن لم تكن موحدة في تلك الفترة”.

ولكن في وقتنا الحالي، توحد العالم بأكمله حول موصل USB-C والذي يمكن أن تجده في أجهزة اللابتوب بنظام ويندوز وأجهزة الماك وفي هواتف الأندرويد وسماعات الرأس وأجهزة الآي-باد وأجهزة أخرى كثيرة، مُقترنة بمعيار توصيل الطاقة المفتوح لشحن البطارية، تسمح أحدث المواصفات للمحولات بإخراج ما يصل إلى 100 واط ، مع القدرة على تقليص حجمها إذا كان الجهاز المتصل لا يقبل هذا القدر من الطاقة.

أيضا، يدعم بروتوكول Quick Charge 5 الجديد من كوالكوم معيار PD ويمكنه إخراج 100 واط كما تدعي شركة كوالكوم أنها تستطيع إعادة شحن الهاتف بالكامل في 15 دقيقة فقط. المحولات المضمنة في العديد من الهواتف اليوم ليست كافية لإعادة شحن الأجهزة الأكبر التي تستهلك الكثير من الطاقة ، ولكن مع وصول المزيد من أجهزة الشحن عالية الطاقة ، كما يقول باباريزوس، ستتمكن من حمل محول واحد لشحن هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي أو كمبيوتر محمول بكل سهولة.


وجهة نظر

يمكننا أن نستنتج عدة أسباب جعلت أبل تتخلى عن شاحن الآي-فون الجديد، أول تلك الأسباب بيع الشاحن وملحقات آبل الأخرى بشكل منفصل ومن ثم تحقيق هامش ربح كما أن إزالة الملحقات سوف يقلل من التكاليف بعد دعم شبكات الجيل الخامس ولن تضطر أبل لزيادة سعر الجهاز الجديد، والسبب الثاني هو تقليص حجم علبة آي-فون 12 وبالتالي أصبح بإمكان أبل تعبئة وشحن المزيد من أجهزة الآيفون القادمة من الصين بنفس السعر الذي كانت تدفعه من قبل مما يعني انخفاض تكاليف شحن الآي-فون والسبب الثالث هو تجهيز مستخدمي الشركة لفكرة التحول للشحن اللاسلكي خلال الفترة المقبلة والسبب الرابع والأخير هو الإهتمام بالبيئة والذي ليس ضمن أولويات الشركة الأمريكية التي لا تهتم سوى بكيفية الهيمنة على سوق الهواتف الذكية وتحقيق الأرباح من مستخدميها الأوفياء.

في النهاية، سوف تحذو باقي الشركات المصنعة للهواتف الذكية حذو أبل ولكن ليس الآن، لأنها سوف تنتظر لترى رد فعل المستخدمين وكيف كان تأثير هذا الأمر على أرباح الشركة الأمريكية، لذا أتوقع مع بداية العام الجديد سوف تظهر هواتف الأندرويد بدون ملحقات في العلبة والسبب الظاهري بالطبع من أجل حماية البيئة.


كلمة أخيرة من آي-فون إسلام

مرة أخرى لمن لم يقرأ المقدمة؛ هذا المقال يجمع أشهر النقد لشركة أبل في نقطة الشاحن ودعوى الحفاظ على البيئة ويقصدوا بهذا المقال أن أبل تخدع العملاء. نشر هذا المقال لا يعني أننا متفقون مع كل ما ذكر فيه لكننا نريد أن نعرض الرأي الآخر دائماً وحتى أننا نشرناه بالصور الساخرة أيضاً؛ وبالطبع لا يعني قولنا أننا غير متفقون مع كل ما ذكر أننا نقصد أن كل المذكور غير صحيح. إنما أردنا فقط نريد أن نسمع رأي متابعي آي-فون إسلام ثم لاحقاً يكون هناك مقال لتوضيح رأينا في هذا الموضوع. فأخبرونا رأيكم.

ماذا عنك؟ كيف ترى سبب تخلص أبل الحقيقي من شاحن آي-فون 12؟ شاركنا رأيك في التعليقات

المصدر:

wired

مقالات ذات صلة