شاء الله أن يتواجد الآن في غزة أحد مطوري تطبيقات آي-فون إسلام السابقين، والذي طور لنا العديد من التطبيقات المفيدة مع بدايات الآي-فون، شاب فلسطيني من أفضل الشباب أخلاق ومن أفضلهم طباعاً، تواصلت معه لأعرف أحواله الآن في غزة وكيف هو وضعه وأهله واسئله أن يكون على اتصال دائم معي لأطمئن عليه.
فأجاب…
“الحمد لله. كلنا بخير. ولكن بلغت القلوب الحناجر.”
بلغت القلوب الحناجر
تذكرت فوراً الآية وقصة غزوة الخندق، وراجعت الآية…
“إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا“
(وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَناجِرَ): نبت القلوب عن أماكنها من الرعب والخوف، فبلغت إلى الحناجر.
(وَتَظُنُّونَ باللَّه الظُّنُونا): ظنونا مختلفة، ظنّ المنافقون أن محمدا وأصحابه يُستأصلون، وأيقن المؤمنون أن ما وعدهم الله حقّ، أنه سيظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
نسأل الله عز وجل أن نكون من المؤمنين الذين يعلمون أن ما وعدهم الله حق، وأن الله سوف ينصر أهلنا في فلسطين وسوف ينصر دينه “لا يضرهم من خذلهم”
قال (ﷺ): «لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك» (متفق عليه).
البعض يتثاقل نُصرة هؤلاء المُرابطين ولو بالكلمة، بل بعضهم يستنكر ذلك ويقول: “ماذا تصنعُ الكلمة؟” مُتناسياً أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمرنا بمُصارعة الباطل ولو باللسان. لعلَّ بعضكم لا يُدرك حتّى عظيمَ ما يقوم به هؤلاء المُرابطون وعظيمَ أجرهِ عند الله.
روى ابن حبّان وغيره بإسنادٍ صحيح عن أبي هريرة أنّه كان في الرِّباط ففزعوا إلى الساحل ثم قِيل لهم: لا بأس، فانصرفَ الناسُ وأبو هريرة واقفٌ (لم يتحرّك كباقي الناس) فمرَّ بهِ إنسانٌ فقال: ما يوقفكَ يا أبا هريرة؟ فقال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه و سلم يقول:
“مَوقِفُ ساعةٍ في سبيل الله، خيرٌ من قيام ليلة القدر عندَ الحجر الأسود”.
جمبع الحقوق محفوظة لكل من يعمل جاهداً على نصرة أخواننا في مواقع التواصل الاجتماعي: