بعيداً عن الصراع المحتدم بين أبل وفيسبوك حول الخصوصية وبيانات مستخدمي الآي-فون، هناك عدو خفي يعمل في الظلام مثل الفامبير أو مصاص الدماء يتغذى على دماء أقصد بيانات المستخدمين، جوجل المنافس الحقيقي لأبل والذي يعمل على اتباع خطاها بالنسبة لخصوصية المستخدمين وهذا ما يتضح من التحسينات في أندرويد 12 وتشفير الرسائل و privacy sandbox أو صندوق الخصوصية، ولكن لا تدع هذه المظاهر تخدعك، لأن الحقيقة أن جوجل هي أكبر شركة لديها بيانات للمستخدمين وتوظف تلك البيانات من أجل شبكة الإعلانات التي تديرها عبر خدماتها المختلفة وأشهرها يوتيوب ومحرك البحث الشهير. لذلك ينصح الكثيرون بأن تحذف تطبيق خرائط جوجل من الآي فون لهذه الأسباب.


بيانات الموقع

كانت بيانات الموقع أحد الأشياء التي يتم استغلالها لمراقبة المستخدم وتتبعه لسنوات إلى أن وفر لنا نظام iOS أولاً ثم نظام الأندرويد بعد ذلك، خيارات لتقييد تلك الميزة ومنع العديد من التطبيقات والألعاب من الوصول لتلك البيانات التي لا تحتاجها بالفعل لكي تقوم بوظائفها.

ولكن بفرض أنك قمت برفض وصول جمع التطبيقات إلى خدمات الموقع في إعدادات جهازك؛ فإنك لا يمكنك فعل الأمر نفسه مع تطبيقات الخرائط والتي تحتاج بالفعل للوصول لبيانات الموقع من أجل أن تقوم بعملها بالشكل اللازم. ومع ضعف خرائط أبل في وطننا العربي فإن الكثير من مستخدمي الآي فون يعتمدون على خرائط جوجل. في الأسطر التالية سنخبرك بالخصوصية بخصوص الخرائط؛ فعلى الرغم من أن تطبيق أبل للخرائط وجوجل كلاهما تطبيقات خرائط؛ لكن تعاملهم مع بياناتك يختلف.


خرائط جوجل

الصورة السابقة توضح أن جميع البيانات التي تقول خرائط جوجل أنها قد تجمعها مرتبطة بهويتك الشخصية، هذه هي الطريقة التي يعمل بها جوجل، كل شيء مرتبط ببعضه البعض لبناء ملفك الشخصي الذي يضم كافة البيانات المختلفة عنك.

وتقول جوجل “تطبيق الخرائط مصمم لحماية معلوماتك، نحن نقدم عناصر تحكم لإدارة الإعدادات الخاصة بك بسهولة واستخدام التقنيات الرائدة في الصناعة مثل الخصوصية التفاضلية للحفاظ على أمان بياناتك، كما نستمر في جعل خرائط جوجل هي الطريقة الأفضل والأكثر دقة للتنقل واستكشاف العالم وتوفير معلومات غنية عن الأنشطة التجارية المحلية وأفضل بحث وتنقل في فئتها وميزات مفيدة ومعلومات حول أوقات الزحمة والانتظار في المطاعم والمحلات بشكل مباشر”.

بالطبع، توفر جوجل خدمات رائعة للمستخدمين ولكن هناك خط فاصل بين استخدام البيانات وانتهاك الخصوصية وتحديدًا عندما يكون نموذج عملك مبني في الأساس على بيانات المستخدم والإعلانات المستهدفة، ويمكنك التأكد من وصولها للبيانات عندما تقوم بالضغط على قسم الخصوصية لديها حيث تشير جوجل إلى أنه يمكنك إيقاف تطبيق الخرائط من جمع البيانات على جهاز الآي-فون الخاص بك عن طريق تحديد وضع التصفح المتخفي، وهذا يعني أن أي بيانات يتم جمعها وفقا لتسمية الخصوصية الخاصة بها لا ترتبط بأفراد أو حسابات محددة.

لكن هذا الوضع (التصفح المتخفي) الذي من المفترض أن يكون أكثر خصوصية له آثار خطيرة مثل عدم وجود سجل مواقع أو مشاركة أو سجل بحث أو حتى قيود على التنقل أو الخرائط الغير متصلة بالإنترنت أو الأماكن التي تزورها، ولكن على الجانب الإيجابي، ستتوقف جوجل عن تخزين سجل موقعك الشخصي والجدول الزمني.


خرائط أبل

لطالما كانت خرائط جوجل هي الخيار الأول والمفضل لدى معظم مستخدمي الآي-فون لأنها الأكثر شعبية على متجر آب ستور والأفضل من حيث الوظائف والميزات مقارنة بتطبيق خرائط أبل الذي لم يكن على قدر المنافسة أمام تطبيق جوجل، ولكن الآن مع الإعلان عن نظام iOS 15، ترغب أبل أن يفكر هؤلاء مستخدميها مرة أخرى في خرائط أبل والابتعاد عن خرائط جوجل.

وتقول أبل “الشركة ملتزمة ببناء أفضل خريطة في العالم، كما أن iOS 15 يأخذ الخرائط إلى أبعد من ذلك بطرق جديدة تماما للتنقل والاستكشاف، كما سيختبر المستخدمون تفاصيل محسّنة بشكل كبير في المدن والأحياء والمناطق التجارية والمباني مع طرق وتسميات جديدة ومعالم مخصصة وهناك الوضع الليلي الجديد وهو توهج ضوء القمر”.

لكن للأسف غالبية المزايا والوظائف الجديدة في الخرائط لا تتوفر في 95% من كوكب الأرض؛ فيكفي أن تعلم أن خرائط أبل الجديدة متوفرة في 6 دول فقط الآن؛ وأنك حتى إن كنت تعيش في ألمانيا وفرنسا فلن تجد الخرائط الجديدة؛ ما بالك بالوطن العربي؛ لذا يمكننا تجاهل الوظائف الجديدة الرائعة القادمة في خرائط أبل مع iOS 15. لكن لا يمكننا أن نتغاضى عن الخصوصية والتي تعد العامل الحاسم لتفوق خرائط أبل على خرائط جوجل والفكرة هي أن بإمكانك الحصول على وظائف شبيهة بالتي توفرها جوجل دون المساس بخصوصيتك أو الدفع مقابل بياناتك على عكس نموذج أعمال جوجل القائم على بيانات المستخدمين، لذا لا تغرك ما تعلن عنه جوجل من ميزات خصوصية قيود جديدة على غرار ما فعلته أبل، فبينما تحاول جوجل اللحاق بأبل عندما يتعلق الأمر بخصوصية المستخدمين، إلا أن الدوافع والنتيجة النهائية المحتملة مختلفة تماما للشركتين.

في النهاية إن كنت تستخدم الخرائط فقط في التنقل؛ فغالباً ستقدم لك خريطة أبل الوظيفة؛ لكن إن كنت تعتمد عليها لمعرفة تفاصيل متاجر وحالة المرور بدقة؛ ففي الغالب ستضطر للانتقال لخرائط جوجل؛ لكن دع خصوصيتك في ذهنك.

أيهما تستخدمه على جهازك، خرائط أبل أم جوجل ولماذا، أخبرنا في التعليقات

المصدر:

forbes

مقالات ذات صلة