في الفترة الماضية حدث هجوم كبير على متجر البرامج وطريقة إدارة أبل. ومع أن جوجل أيضاً تقع على بقعة الضوء لكن أبل تعتبر التركيز الأكبر للقضايا والشركات. غالباً بسبب أن متجر البرامج هو مدر الأرباح الأكبر ولأن أبل تصنع أجهزة الآي-فون بينما جوجل لا تدخل في خيال الأغلب كصانع للأجهزة. ومع توالي القضايا والقوانين خسرت أبل في بعض الأوقات وتم كتابة قوانين ضدهم وتقديم تنازلات لصالح المطورين والحكومات. فهل يؤثر هذا على متجر البرامج أو دخل أبل؟

هل تقلل القضايا وتغييرات متجر البرامج أرباح أبل أو سيطرتها؟


آخر التنازلات

ضمن آخر التنازلات التي قامت بها أبل وبعد إصدار قانون ضدها من الحكومة في كوريا الجنوبية، قررت الشركة للسماح لتطبيقات مثل نتفلكس أو سبوتيفاي وغيرهم من البرامج التي تسميها أبل “القارئ” أن تقوم بوضع رابط للمستخدم في التطبيق ليدله على موقع الاشتراك دون استخدام الشراء من داخل التطبيق الخاص بأبل. وبذلك لا تدفع الشركة نسبة من الاشتراك لأبل.

كما أن أبل وافقت في إحدى القضايا ضد سياسات متجر البرامج على دفع 100 مليون دولار كمصالحة في القضية وتخصيص حوالي 60 مليون سنوية لعمل صندوق لدعم صغار المطورين كي يتم التصالح وإيقاف القضية. ومع أن التصالح لا يعني اعترافاً بالذنب لكن هو اعتراف ضمني بأن الشركة تريد إيصال حسن النية تجاه أجزاء من القضية ودعم صغار المطورين لتجنب دفع تعويضات أكبر لكبار المطورين مثل Epic والذين يحتجون أن أبل تؤذي صغار المطورين.


ما هي تطبيقات “القارئ”

هذه تطبيقات مثل نتفلكس وOSN وAudible للكتب الصوتية. أي أنه تطبيق يقوم بعرض خدمة موجود على الويب. وهذه فقط هي المسموح لها بعرض رابط واحد لوسائل دفع خارج متجر البرامج.

لكن لا يمكن ذلك لتطبيقات الألعاب مثل فورتنايت وMinecraft وغيرهم.

وحتى هذا التغيير لن يؤثر كثيراً على دخل متجر البرامج، حسب تقديرات بنك مورجان ستانلي الاستثماري، فإن هذا قد يؤثر على دخل أبل العام بمقدار 1-2% فقط.


أبل مستعدة لتقديم تنازلات لصغار المطورين

لنبدأ بتعريف ماهية “صغار المطورين”. هم المطورون الذين يحصلون على ريع أقل من مليون دولار سنوياً من المتجر. وهم يمثلون 98% من المطورين في متجر البرامج ولذا أبل دائماً تطلق عليهم الغالبية العظمى من المطورين. وهم الذين قامت أبل بتقليل حصتها من الشراء من داخل التطبيقات لهم. من 30% إلى 15%. وهؤلاء المطورون هم من تتعهد أبل بمساعدتهم بعد كل قضية. وقد يبدو أن الشركة سوف تقوم بخسارة أرباحها أو تغيير قواعد المتجر بشكل جذري. فهم معظم المطورين أليس كذلك؟

نعم هم معظم المطورين. لكن كل هؤلاء المطورين يجلبون فقط 5% من دخل متجر البرامج. حيث أن دخل أبل يعتمد بشكل أساسي على 2% من المطورين والذين يمثلون الشركات الكبرى ويجلبون ما يوازي 95% من دخل المتجر.


التغييرات مدروسة جيداً

سمحت أبل الآن للمطورين جميعاً بعرض وسائل دفع مختلفة للمستخدمين. لكن ليس في التطبيقات. بل يمكن لصاحب لعبة مثلاً إرسال بريد إلكتروني لك يخبرك فيه بطرق الدفع الخارجية. أو استخدام رقم هاتفك إن كنت أعطيته للتطبيق. لكن ما زال من الممنوع على معظم التطبيقات عرض أي روابط داخل التطبيق. وإن أرادوا بيع شيء داخل التطبيق فعليهم استخدام دفع أبل.


المتجر أكبر وأقوى من التغيير

متجر البرامج كبير جداً ويخدم عدداً مهولاً من المستخدمين بفضل انتشار أجهزة أبل. كما أنه يخدم مطورين كثيرين جداً بما أن الدخل منه أعلى من متجر جوجل. واستثمارات أبل في العديد من الدول كبيرة جداً وأي حكومة سوف تقرر سن قانون ضد أبل سوف تحاول جعله أفضل ما يكون لإرضاء جميع الأطراف.


أبل تلعب لعبة ذكية

حيث أن معظم مهاجميها من فيس بوك وإيبك وغيرهم كانت حجتهم الأكبر أن أبل تقوم بإيذاء صغار المطورين والمستثمرين. لأنهم إن احتجوا بإرادتهم الشخصية كشركات مليارية للحصول على مزيد من الربح فلن ينالوا الكثير من التعاطف. لذا قررت أبل أن تقول حسناً، سوف نقلل المخصوم من صغار المطورين ونقدم لهم خدمات متعددة وهم يمثلون 98% من البائعين على المتجر. أما الاقتطاعات العالية فنحصلها فقط من الشركات العملاقة والتي تمثل 2% فقط من المطورين ولن يفلسوا إن أخذنا منهم النسبة التي نريدها.


هل تعتقد أن القضايا المرفوعة ضد متجر البرامج سوف تنجح؟ أم أن أبل سوف تفوز بتركيزها صغار المطورين بشكل ما مقابل الحفاظ على دخل الكبار؟

المصادر:

appleinsider | theverge

مقالات ذات صلة