تحدثنا في مقال سابق عن أن الصراع بين العملاقين آبل وفيسبوك ليس وليد اللحظة بل يمتد لسنوات بعيدة وتحديدا منذ قيادة ستيف جوبز للشركة ولأن مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرج يعلم هذا الأمر بأن عدوه اللدود ليس تيك توك أو شركة أخرى بل صانع الآي-فون، وصف العلاقة بين شركته وآبل على أنها منافسة فلسفية عميقة جدا، الفائز منها سوف يرسم الإتجاه الذي يجب أن يسلكه الإنترنت.


فيسبوك وآبل

في اجتماع داخلي لموظفي ميتا (فيسبوك سابقا)، قال مارك زوكربيرج أن المنافسة بين شركته وآبل عميقة جدا ومن سيفوز في النهاية، هو منا سيحدد مستقبل التكنولوجيا وكيفية عمل الميتافيرس.

بالطبع ليس سرًا أن ميتا وآبل كانتا في منافسة قوية لعدة سنوات ولكن تصاعد التنافس في السنوات الأخيرة حول الخصوصية والأساليب المختلفة لتتبع المستخدم.

ومن المتوقع أن تحتدم المنافسة حيث تتخذ الشركتان على ما يبدو استراتيجية مختلفة في سعيها لبناء الميتافيرس (باختصار، عبارة عن مزيج من العالم الافتراضي والمعزز). بدأت ميتا رحلتها مع الميتافيرس عندما كشفت عن رؤيتها لمستقبل الإنترنت وإصدار نظارات للواقع الافتراضي.


آبل والميتافيرس

آبل لم تدخل المجال بعد ولكنها على وشك ذلك حيث تعتزم إطلاق أول نظارة للواقع الافتراضي والمعزز أوائل 2023. وردًا على سؤال من أحد الموظفين عن كيفية تأثير ذلك على ميتا، أجاب زوكربيرج أن المنافسة لن تكون فقط حول تقديم أفضل أجهزة للميتافيرس. ولكن الأمر سيكون منافسة من الناحية الفلسفية.

وشرح مؤسس فيسبوك الأمر قائلا “من جانبنا نحن نسعى لبناء نظام بيئي أكثر انفتاحًا ونحاول جعل المزيد من الأشياء قابلة للتشغيل البيني مع نظام الأندرويد وبمعنى أدق، نحن نحاول تطوير الميتافيرس بطريقة يمكنك من خلالها نقل سلعك الافتراضية من عالم إلى آخر دون أي مشكلة”. “على العكس تماما، آبل تؤمن بفعل كل شيء بنفسها وتحاول دمج ذلك بإحكام لبناء تجربة أفضل للمستهلكين على غرار نظامها البيئي المغلق ومن ناحية أخرى، ميتا تسعى لإنشاء نظام بيئي منفتح وكبير”.

ومع ذلك، اعترف زوكربيرج بأنه ليس واضحا أي استراتيجية ستكون الأكثر ملائمة للميتافيرس، هل هو نظام آبل المنغلق أم نظام ميتا المفتوح للجميع، لا أحد يعرف بعد.

إذا نظرنا إلى أجهزة الحاسوب، على الرغم من أن أجهزة الماك رائعة إلا أن ويندوز استطاع أن يكون النظام الأفضل والأكثر ملائمة للكثير، أيضا بالنسبة للهواتف المحمولة، نظام الأندرويد أكثر انتشارا من iOS إلا أنه في البلدان المتقدمة مثل أمريكا أو أوروبا، تميل الكفة إلى الآي-فون ولهذا آبل من أكثر الشركات الأكثر قيمة في العالم.


كيف تفوز ميتا

وفقا لمارك زوكربيرج، يمكن لميتا أن تفوز إذا تمكنت من جذب أكثر من مليار شخص للميتافيرس ومن ثم قيامهم بالتسوق وإنفاف مئات الدولارات في التجارة الرقمية هناك.إذا حدث ذلك، سيكون لدى ميتا نشاطًا تجاريًا كبيرًا مثل نشاطها الإعلاني الحالي وجزء كبير من القيام بذلك يعتمد على استراتيجيتها المفتوحة للجميع.

أخيرا، لخص مارك المنافسة بين ميتا وآبل على أنها أكثر من مجرد صراع حول الميتافيرس، بل ستحدد أيضا مستقبل الإنترنت. لأن الأمر لا يتعلق بشركة لديها نظام مغلق وجهاز يضم بعض الميزات، بل المنافسة عميقة وأكبر من ذلك. آبل تريد أن يكون الإنترنت والتقنيات المستقبلة الرائدة مثل الميتافيرس مغلقة مثل نظامها الإيكولوجي. وميتا على العكس تماما، ترغب في أن يكون الميتافيرس والإنترنت عبارة عن أنظمة مفتوحة ومتاحة للجميع، لا أحد يعلم من سيفوز في النهاية.

ماذا عنك، هل أنت مع استراتيجية فيسبوك المنفتحة أم تُفضل استراتيجية آبل المغلقة مع تجربة مستخدم أفضل، أخبرنا في التعليقات

المصدر:

theverge

مقالات ذات صلة