مع اقتراب صدور الآي-فون 7 هناك إشاعات قوية وتسريبات تفيد بأن أبل تريد إلغاء مدخل مهم جداً بالنسبة للمستخدمين وهو مدخل السماعة 3.5 مللي. وكما كان الوضع مع كل تغيير جذري سيتم إهدار الملايين من الوحدات في السوق. ترى كيف سيتقبل السوق هذا التغيير؟ حديثنا هنا ليس عن وجوب تطور التكنولوجيا ولا الحديث عن السماعة فقد تحدثنا عنها قبلاً بل سنناقش كيفية تقبل السوق للتغييرات الجذرية.

كيف يتقبل السوق تغييرات التقنية الجذرية


من الماضي

Ms-dos

غالباً 80% من القراء الآن لا يتخيلون حياتهم دون هذا المنفذ ولا ألوم أحداً بالطبع. أأشتري سماعة ربما يصل سعرها لمئات الدولارات ومن ثم أعجز عن استخدامها؟! حسناً.. لم يعتقد كثيرون أيضاً أن بإمكانهم التخلي عن الأقراص المرنة “فلوبي ديسك” ثم لم يتخيل الناس كيف يمكنهم التخلي عن الأقراص الصلبة “سي دي” و” دي في دي” أيضاً ربما لا تعلم أن واجهة الحواسب الرسومية التي نستخدمها الآن اعتبرت مستحيلة الاستخدام في البداية واعتبرت “لعبة أطفال” حين كان مستخدمو الحواسب معتادين على الواجهة النصية. هل تتخيل أن يكون كل ما يفعله حاسبك مشابهاً للصورة أعلاه؟ وهذه المرة ليس لأبل السبق في تقديم هاتف بدون منفذ الصوت بل سبقتها شركة OPPO في أحد أجهزتها.


كيف يتقبل المستخدمون؟

Anker-Premium-USB-C-Hub-connected-macbook

الحقيقة باختصار هى “إنهم لا يتقبلون“.. على الأقل في البداية، ثم يتم التأقلم بشكل تلقائي أسرع مما يظن المستخدم. إن كنت متابعاً لسوق الحواسب المحمولة من بعيد ربما تعرف جهاز الماك بوك الرفيع الخاص بأبل. نعم إنه يحتوي على مدخل واحد وهذا المدخل من نوع USB C. كانت جميع الردود في السنة الأولى للمنتج هي “هل أنت جادة يا أبل؟! أسوف أعيش بهذا المدخل فقط؟!” بينما جميع من قام بمراجعات للمنتج في السنة الثانية شهد بأنه اكتشف أنه بالفعل يمكنه العيش بهذا المدخل فقط بل أنه وفر عليه حمل عدة أجهزة كان (يعتقد) أنه لا يمكنه العيش بدونها. التبرير العلمي هو (التأقلم). في الغابة هذا المصطلح يعني التماشي مع البيئة ولكن البحوث والواقع أثبتا أن تأقلم الإنسان معقد وأكبر بكثير حيث يمكن التأقلم مع أي تفصيل مثل الثقافات والتفكير وما نتحدث عنه هنا وهو التكنولوجيا.


كيف تسهل الشركات التغيير؟

safari_swipe_forward_or_back

بالطبع التأقلم ليس ذاتياً بشكل خالص وإلا قد يتطلب وقتاً طويلاً. الشركات -ونخص هنا أبل بالذكر- لديها استراتيجية لتسريع عملية التأقلم مع جديدها. هناك عدة أمثلة مثل:

  • إطلاق خاصية السحب من أقصى الشاشة للرجوع قبل إطلاق الهواتف ذات الشاشات الكبيرة. لم يكن للموضوع فائدة كبيرة مع الهواتف ذات الحجم الصغير حيث الوصول لزر الرجوع سهل ولكنه ساهم في تأقلم مستخدمي أبل -المعتادين على الأجهزة الصغيرة- مع الآي-فون 6 الأكبر.
  • ماذا فعلت أبل مع الماك بوك الصغير؟ جعلت فيه مدخل USB C فقط وأصدرت أبل (وعدة شركات أخرى) معه ملحقاً يسمح بإدخال أجهزة USB العادية كجزء ضروري لكي ترضي المستخدمين. اضطر العديد لاستخدام هذا الملحق ولكن ماذا بعد؟ لقد كرهوا حمله في كل مكان والاضطرار لاستخدام عدة ملحقات في بعض الأحيان لذا لجؤوا للحل المريح وهو التخلص من هذه الأجهزة الزائدة.
  • ربما تطلق أبل (أو شركات أخرى) ملحقاً يمكن المستخدمين من إيصال سماعاتهم الحالية بجهاز الآي-فون لكي يستعملها المستخدم حتى تنتشر الملحقات التي تستخدم تقنية السماعة التي سوف تعلن عنها (بالطبع كل هذا في حال إلغاء مدخل السماعة 3.5 مم بالفعل).
  • يتم إصدار الكثير من المنتجات الداعمة للتقنيات الجديدة وغالباً ما تكون براقة تجذب المستخدم فيتناسى التقنية الأقدم.

وهناك الكثير من الأمثلة الأخرى ولكن الخلاصة هنا أن الشركات لا تترك المستخدم ليتأقلم وحده ولكنها تساعده في هذه العملية.


عوامل مساعدة

iphone-inferior-with-macbook-usbc-port

  • التخطيط وجودة التقنية، فمع أن للإنسان القدرة على الاعتياد ولكن يجب أن تكون التقنية جيدةً وتم التخطيط لها بشكل كافٍ قبل إطلاقها لكي تعجب المستخدم ويقبلها. كما فعلت أبل عند التحويل من مدخل شحن 30pin إلى مدخل “Lightning” الجديد.
  • تحول التقنية إلى شكل قياسي وانتشارها، كما حدث في USB C الذي بدأ تبنيه بشكل واسع وهناك هواتف ذكية الآن تستخدم هذا المنفذ بدلاً من micro USB وهناك ملحقاتٌ تدعم التقنية.

الخلاصة

ما أدى بنا للتطور التكنولوجي الحالي هو استعدادنا لصنع الجديد وتقبله وإلا لكنا عالقين في عصر واجهة الحاسب النصية. ما نتحدث عنه هنا تم دعمه بأبحاث امتدت لفترة منها بحث أجري في مركز بحوث “Pew” في جامعة “Rutgers” يتحدث عن التأقلم مع التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي ويذكر أن التكنولوجيا الجديدة بدءاً بالهاتف العادي كانت دائماً مخيفة لسبب أو لآخر وقدرتنا على التأقلم، وأيضاً أثبتته التجارب التي مررنا بها من تغيير ولا شك أن هناك العديد من التغييرات الجذرية التي ستطرأ على الأجهزة الخاصة بنا في المستقبل لذا نعلم أنك مستعدٌ للتغيير.

هل وجدت صعوبة شخصية في تقبل التكنولوجيا الجديدة والتغييرات؟ وهل تعلمت التأقلم؟ شاركنا برأيك

المصادر:

PewInternet | TechLiberation | NYTimes | TechLiberation

مقالات ذات صلة