لقد أحدثت أبل ثورة في عالم التقنية واعادة اختراع الهاتف النقال، والبقاء في الصدارة بجهاز الآي باد الثوري هذا الى جانب الحاسابات بانواعها. هذا ليس بقليل لتقدمه تلك الشركة ذات الخمسة وثلاثون عاماً فقط. تلك الشركة التي دخلت السوق العالمي بقوة تاركة أثراً كبيراً في عالم التكنولوجيا، وفي كل مرة تدخل فيها أبل الى سوق جديد عليها بمنتج جديد تجعل المنافسين يكتشفون أنهم كانوا على الطريق الخاطئ وتتركهم مشوشين. وهذا بالضبط ما حدث لستيف بالمر (مدير عام شركة مايكروسوفت) الذي سخر من أبل على فكرة الآيفون عند إطلاقه والذي لم يهنأ بعد ذلك أبداً.
وكذلك مدراء RIM وهي الشركة المصنعة لأجهزة البلاك بيري والذين اعتقدوا أن الآي فون فكرة مستحيلة التحقق عندما كشفت أبل عنها في عام ٢٠٠٧ لأنه بحد اعتقادهم لن يستطيع الصمود وذلك لأنه لايمكن لبطارية أن تتمكن من تشغيل شاشة بهذا الحجم مع دعم كامل للمس مما يستهلك الكثير من الطاقة. ولطالما تفاخرت شركة نوكيا بأرباحها التي تحققها يوماً بعد يوم فأرباحها الاسبوعية كانت في السابق تعادل أرباح أبل الفصلية والآن ذهبت نوكيا الى مضجعها، وذلك أيضاً ماحدث مع مايكروسوفت. وكانت شركات الكمبيوتر مثل آيسر وشركات الهواتف الذكية مثل نوكيا وال جي والذين قد خطى مدرائهم خطوة للخلف بسبب تأثير أبل على سوقهم.
فهؤلاء الذين كانوا يسارعون الخطى للحاق بأبل قاموا بطرد مدرائهم واحداث تغييرات طفيفة في هيكلهم الاداري آملين أن يبقوا على طريق أبل وانقاذ شركاتهم لكن دون جدوى. وذلك ماحدث للمدير التنفيذي لشركة آيسر ورئيس الشركة جيانفرانكو لانسي والمدير التنفيذي لشركة نوكيا اولي بيكا كالاسفو ونظيره من شركة ال جي نام يونج والذين تم تخفيض درجتهم الوظيفية بسبب ظهور الآي باد. ذلك الجهاز الذي بمجرد ظهوره أثر بشكل قوي على سوق النت بوك، وفي العام الماضي استحوذ على نصيباً كبيراً من ذلك السوق، وعلى الأقل فالشركات التي لم تتضرر تأثرت بعدم نمو مبيعاتها السنوية كما اعتادت تلك الشركات في السابق. ولذلك حاولت العديد من الشركات بدخول سوق التابلت لارجاع حصتها في السوق والتي كان الآي باد قد استأثر بها ولكن دون جدوى فليس هناك من يستطيع اللحاق بأبل.
أما في عالم الهواتف الذكية فقد استأثر اسم الآي فون على العقول هذا بالاضافة الى استئثاره على نصيب من سوق الهواتف الذكية مما أدخل الخوف في قلوب الشركات الأخرى المنافسة وجعل صناعة الهواتف لشركات مثل موتورولا، سوني اريكسون، توشيبا، اسوس، لينوفو في مهب الريح.
الموت عبرة لنا جميعاً وهو الحقيقة التي لا ينكرها أي من البشر على اختلاف ما يعتقدون، “الرجل أفضى لما قدم” وقد مات من هو أفضل من ستيف جوبز ومن هو أكثر تأثيراً على الحضارة، لا داعي ان نبخس حق الرجل وعلمه في الدنيا وإنجازاته ولا داعي ان نتكلم في شأن موته، اجعل تعليقك متزن وتخلق باخلاق الإسلام، وأعلم انه لا يجوز الترحم على غير المسلم.
لا شك ان ستيف جوبز له أثر كبير في عالم التقنية والإبداع. وها هو ستيف جوبز يترك آبل ويترك الدنيا كلها. وتبقى آبل هي التي غيرت معايير التكنولوجيا. فهل تتأثر آبل؟