في السنوات الأخيرة حدثت طفرات هائلة في عالم الهواتف المتحركة، أو بالأحرى كما تسمى الآن “الهواتف الذكية”. لقد أصبحنا نعتمد عليها في كثير من الأمور في حياتنا اليومية ولكن مؤخراً بدأئنا نشعر بأننا وصلنا إلى مرحلة الشتبع، كل ما يحدث في عالم الهواتف الذكية حالياً لا يمكن أن يعتبر “ثورة”. بل أصبح مجرد تطوير لما هو موجود. لقد تم تحسين جودة الشاشات، تحسين السرعة، تحسين المظهر والصلابة. كل شيء يندرج تحت بند “التحسين”. ربما يمكن اعتبار تقنية مثل هوية اللمس “Touch ID” إضافة، لكنها فقط تطوير عالي الجودة لتقنية كانت أصلا موجودة وهي التعرف على بصمة الإصبع. فهل وصلت الهواتف إلى مرحلة النهاية ولن نشاهد طفرات ونقلات جديدة كما فعلها الآي فون الأول؟ أم أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة وأن الثورة القادمة في عالم الهواتف اقتربت؟

الثورة القادمة في عالم الهواتف


في الأسطر التالية سوف نقوم بما يشبه “تجميع قطع البازل”، أخبار صغيرة متفرقة من هنا وهناك لكن عند تجميعها معاً سنجد أننا أمام تحضيرات في شتى المجالات لكسر “الملل” وتقديم ثورة جديدة في عالم الهواتف. وأن انتقال الشركات للاهتمام بالساعات الذكية وغيره هو نوع من التوسع ولا يعني أن الهواتف انتهى عصر تقديم الجديد فيها.


1 الجميع يتجه نحو البصمة

لقد بدأت أنظار العالم تتجه في السنة الأخيرة إلى الأمان فشهدنا صدور هواتف مثل آيفون 5s الذي أذهل الجميع بقدراته وخاصة تقنية هوية اللمس “Touch ID” التي عملت بكفاءة برغم من أنها ينقصها بعض المزايا التي تحدثنا عنها في مقال سابق –هذا الرابط-. و شهدنا أيضاً شركات مثل HTC وسامسونج يصدرون هواتف تعمل بتقنية مشابهة لكنها أقل جودة لأنها تعتمد على السحب على المستشعر وليس فقط اللمس مثل الآيفون 5s. استخدام البصمة يمكن أن يكون بداية لثورة جديدة تنقل استخدامات الهواتف وذلك لأن الأجهزة ستصبح آمنة تماماً وبالتالي يمكن أن تستخدم كوسيلة تحقق شخصية وأمان في البنوك والتعاملات المالية وغيرها.


Phonebloks 2

لا تقتصر الأفكار المبدعة على الشركات فقط. فقد ظهرت حملة أطلقها بعض الشباب لمطالبة الشركات بهاتف يسمى “Phonebloks” -راجع مقالنا السابق عنه في هذا الرابط أو اقرأ الأسطر التالية للتعرف على المزيد عنه – فكرة هاتف يتكون من أجزاء قابلة للاستبدال لكي تتمكن من الاحتفاظ بهاتفك ولا تبدله. بحيث يمكنك دائماً استبدال أجزاء مثل البطارية والكاميرا والمعالج والشاشة القديمة بأجزاء جديدة. ويمكنك أيضاً من تخصيص هاتفك وصنع الهاتف الذي تحلم به وتختار المميزات التقنية التي تناسبه. بالطبع لم تخرج هذه الفكرة للنور حتى الآن لأسباب تتعلق بالشركات المنتجة ولأنها ببساطة سوف تقضي على الشركات جزئياً ويزيد من قوة الشركات التي تصنع قطع الأجهزة. فبدلاً من إنتاج هاتف جديد بمميزات جديدة سنوياً سوف تنتج الشركات القطع فقط التي لن تكون بأسعار الهواتف الجديدة ولكنها فكرة تستحق التحدث عنها. ومن يدري ماذا يمكن أن يحدث في المستقبل؟ وبالفعل بعد دعم الناس الكبير للفكرة بدأ مطورو الفكرة بالعمل مع شركة موتورولا وأعلنوا قبول التبرعات للمشروع وبدؤو العمل مبدئياً عليه وعلى مشروع اسمه “Project ara” على أمل أن يخرج للنور. للمزيد من التفاصيل عن المشروع قم بزيارة هذا الرابط.

هذا فيديو يوضح الفكرة:


3 مشروع Ubuntu Edge

مشروع آخر تم طرحه هو مشروع “Ubuntu Edge” ولكن هذا المشروع ليس مجرد فكرة كالمشروع السابق، ولكنه مشروع تم طرحه من شركة كبيرة تنتج واحد من أشهر أنظمة الحاسوب المسمى “Ubuntu” وهو منتشر بشكل جيد بين المطورين. هاتف “Ubuntu Edge” هو هاتف يجمع بين الكثير من المزايا الجيدة والتي يمكن أن تسمى بالـ”جديدة” فالفكرة أن يكون لديك هاتف وبتوصيله بملحق صغير يتحول إلى حاسب شخصي، وهذه أبرز مزايا الفكرة:

  1.  يجمع بين نظامين هما أوبونتو للهاتف وأندرويد.
  2. يمكن أن يتحول إلى جهاز حاسوب!!!!!
  3. ذاكرة تخزين عشوائية “RAM” سعة 4 جيجابايت
  4. ذاكرة تخزين داخلية 128 جيجابايت
  5. شاشة بأبعاد 720×1280 وبحجم 4.5 بوصة “أي الشاشة HD.
  6. شاشة مصنعة من زجاج الياقوت -وهو نفس الزجاج التي بنت أبل مصنع له وتستخدمه في البصمة-
  7. سعر أكثر من ممتاز مقارنة بمميزاته وهو “695” دولار.

وهذا فيديو إعلان المنتج:

المشروع كان يهدف لأن يرى النور من خلال دعم تمويل قدر 32 مليون دولار ليرى النور لكنه جمع 13 مليون فقط -راجع هذا الرابط– ربما هذا يعني إجهاض للمشروع لكن شركة “Canonical” التي خلفه ليست بالشركة الصغيرة وهى التي تعمل على الأوبنتو فربما يقرر “مارك شاتلوورث” مالك الشركة تمويل المشروع بنفسه وتحمل المخاطرة وخاصة أن ثروته الشخصية أكثر من 500 مليون دولار.


4 براءات اختراع كثيرة

 كلنا يعرف ضخامة عدد براءات الاختراع التي تسجلها أبل ولا تستخدمها والشركات الصغيرة التي تشتريها ولكن لا يظهر سبب شرائها للنور. والمعروف عن أبل أنها لا تظهر تقنية إلا إذا تأكدت أنها قامت بإتقانها كما ترى أنها يمكن أن تكون الأفضل وهذا يقودنا إلى استنتاج أن أبل على وشك إطلاق شيء كبير قريباً. -سوف نقوم إن شاء الله بإفراد مقال للتحدث عن براءات الاختراع-


5 الشاشات القابلة للانحناء

بدأت ظاهرة الشاشات القابلة للانحناء كما في هواتف “LG G Flex” وسامسونج جالاكسي راوند “Galaxy Round” . ولكنها لم تلق ذلك الرواج الجديد لعدم كونها عملية جداً ولكونها انحناءات بسيطة جداً وهذا بسبب أن الشركات قد توصلت لاختراع شاشات قابلة للانحناء ولكن ليس بطاريات أو معالجات قابلة للانحناء وهذا عائق كبير أمام هذه التقنية.


6 البطاريات القابلة للإنحناء تظهر

سجلت شركة “نوكيا” براءة اختراع لبطارية جديدة قابلة للطي، وهي البطارية التي تتميز بحجمها وسُمكها المنخفض، مما يفتح الطريق أمام صنع هواتف تتميز بدرجة عالية من المرونة وخفة الوزن والنحافة.وتستخدم “نوكيا” في البطارية الجديدة مجموعة من الخلايا القابلة للطي، وهي الخلايا المسؤولة عن حفظ الطاقة وتمريرها إلى الاجهزة الإلكترونية المزودة بها. وأوضحت الشركة الفنلندية في ملف براءة الاختراع خاصتها أن تلك البطارية تساعد على استغلال المساحات الكبيرة المهدرة بين المكونات الداخلية للأجهزة الإلكترونية المحمولة مما يقلص من حجم تلك الأجهزة. ولن تستفيد “نوكيا” وحدها من براءة الاختراع تلك، حيث تستطيع “سامسونج” الاستفادة من براءة اختراع البطارية المرنة الجديدة في صنع أجهزتها الذكية بموجب الاتفاقية المبرمة بين الشركتين. ويشار إلى أن بطارية “نوكيا” ليست الأولى القابلة للطي التي يتم الكشف عنها علناً، حيث قام البروفيسور “Keon Jae Lee” في المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا باختراع أول بطارية مرنة وقابلة للطي دون ضياع في مستوى الطاقة. وهذا قد يساهم بشكل كبير في الثورة القادمة.

البطارية القابلة للإنحناء من نوكيا

وتملك “سامسونج” اتفاقية مع “نوكيا” للاستفادة من براءات الاختراع خاصتها، وكانت الشركة الفنلندية وافقت الأسبوع الماضي على مد اتفاقية استخدام براءات الإختراع بين الشركتين لمدة خمسة سنوات إضافية بداية من العام المقبل.وكانت “سامسونج” قد كشفت عن نيتها تطوير المزيد من الهواتف الذكية المنحنية خلال العام المقبل، على أن تكشف عن أول أجهزتها الذكية القابلة للطي خلال عام 2015، وقد تستفيد الشركة الكورية الجنوبية من البطارية القابلة للطي الخاصة بشركة “نوكيا” في صنع تلك الأجهزة. ويذكر أن “سامسونج” نفسها قامت بالكشف عن نموذج لبطارية تتميز بدرجة مرونة عالية تستخدم الإلكتروليت السائل بدلاً من الصلب المستخدم في البطاريات التقليدية، إلا أنها لازالت تقوم ببعض عمليات التطوير لزيادة كفاءة تلك النوعية من البطاريات التي تتميز بعدم قابليتها للانفجار.

كما قامت أبل بتسجيل براءة اختراع لبطارية منحنية الشكل. هل يمكن أن تظهر هذه البطارية في الآيفون القادم وتدل على انحناء شكله؟


7 أبل تسجل زجاج الياقوت

قامت أبل بتسجيل براءة اختراع لشاشة مقاومة للخدش والكسر والمصنوعة من زجاج الياقوت الذي كان مخططاً لاستخدامه في هاتف ubuntu edge. فهل ترى أبل أن هذا النوع من الزجاج له مستقبل واعد وسوف تتهافت عليه الشركات فأرادت جعله حصرياً لها. والجدير بالذكر أن أبل قامت ببناء مصنع لهذا الزجاج في ولاية أريزونا


كلمة أخيرة:

كما ذكرنا في أعلى فإن المقال ما هو إلا تجميع لأخبار صغيرة انتشرت هنا وهناك، أردنا وضعها جنباً إلى جنب لنرى عل المستقبل سيحمل لنا الكثير في عالم الهواتف؟

هل يمكن أن تكون الثورة القادمة أقرب مما نتصور؟ هل يمكن أن تكون مع الآيفون السادس أو حتى هاتف جالاكسي نوت 4 ؟ نحن لنا أن نأمل ونشاهد المؤشرات التي تدعم احتمال حدوث الثورة.
هل تعتقد أن الثورة في عالم الهواتف أصبحت قاب قوسين أو أدنى؟ أعلمنا برأيك

كاتب المقال | كريم محمد اللباني

المصادر | Phonearenaindiegogo |

مقالات ذات صلة