تناولنا في مقال سابق بعض الأخبار التي كانت تتحدث عن الثورة القادمة في عالم الهواتف الذكية مثل بعض المشاريع الفتية التي يمكن أن تشكل مستقبل صناعة الهواتف الذكية ومنها “PhoneBloks” المقدمة من الشباب فقد حصدت تفاعلاً كبيراً من قبل الناس -راجع هذا الرابط للمزيد عنه- وقد ذكرنا أنه من الصعب أن يظهر للدنيا بدون تبني شركة كبرى للمشروع وهذا ما حدث بالفعل. ربما لا يعلم الكثيرون أن شركة موتورولا قد قامت بتبني المشروع وقتما كانت ملك لشركة جوجل وأطلقت عليه الأخيرة اسم مشروع Ara. وخلال الأسابيع الأخيرة بدأت بعض البشائر الخاصة بالمشروع تظهر مما يجعلنا نتسائل هل اقترب PhoneBloks للوجود؟
“فون بلوكس” هي فكرة اختلف الكثيرون عليها بين مؤيد ومعارض.. ولكن أليس هذا حال كل شيء جديد؟ فمثلاً: شهد الآي فون الكثير من الانتقادات قبل أن يصبح جهاز الهاتف الأكثر مبيعاً عالمياً. فماذا عن هذا مشروع “PhoneBloks” والذي أثار ضجة ووصل عدد الداعمين له إلى ما يقارب المليون ويوم إطلاق المشروع حقق ظهور 380 مليون مرة في المواقع الاجتماعية؟! هذه الأرقام ليست بالهينة وخاصة أنه أتى بمجهودات من مجموعة شباب وليس من شركات الكبرى مثل أبل وجوجل.
ملايين المشاهدات والأشخاص الذين دعموا المشروع جعل جوجل تعمل مع فريقه وتقرر دعمه من خلال شركتها “موتورلا” وأطلقت على المشروع “Ara”. وبعد أن قامت جوجل بيع موتورلا إلى لينوفو قررت الاحتفاظ بجزء صغير من الشركة وهو الخاص ببراءات الاختراع والأبحاث ومن ضمنها مشروع Ara. ومؤخراً قام بعض الصحفيين بزيارة للمقر الذي خصصته جوجل لهذا المشروع واكتشفوا حدوث تقدم كبير فيه لدرجة أنه تم صنع النموذج الأولي للمشروع. وستكون القطع الخاصة بالهاتف مفتوحة المصدر تماماً أي سيمكن لأي شركة أن تقوم بتصنيع وإنتاج قطع الجهاز.
وهذه بعض الأخبار بخصوص الهاتف المنتظر:
1
سوف يكون الهاتف مكوناً من الشريحة الأم التي يتم تركيب الأجزاء فيها بطريقة مغناطيسية ولكن الرابط سوف يكون قوي كفاية لربطها جيداً ببعضها أو كما يسمى “Electro-Permanent Magnets”.
2
سوف يكون الهاتف عملياً جداً بالنسبة للناس الذين لا يهمهم الشكل أو التجديد؛ لأنهم سوف يحتاجون فقط إلى القيام بتغيير القطع مثل قطع الذاكرة أو المعالج عند الضرورة. وهذه قطعة الكاميرا في النموذج الأولي:
3
سوف يتم استخدام نظام تشغيل آندرويد الخاص بجوجل على الهاتف؛ ما يعني حصوله على كل مميزات النظام ودعم متجر جوجل الذي يحتوي على مئات آلاف التطبيقات، وبالطبع الهاتف مقدم من شركة جوجل، بمعنى أن الهاتف سيكون قابلاً للتحديث الدوري بشكل كامل مثل هواتف Nexus أو الهواتف الأخرى التي يتم بيعها على متجر جوجل، بل سيتفوق عليها من حيث القدرة على تحديث أجزاء النظام ذاتها واستبدالها بأجزاء أفضل مع تقدم التكنولوجيا وظهور أجزاء أفضل في السوق.
4
لدى الهاتف بالفعل جمهور عريض مستعد لشراءه حتى من قبل الإعلان عنه بحكم عدد الناس الكبير الذين ساهموا في الحملة الأولى لهاتف PhoneBloks الذي وصل عددهم الملايين وهذا الذي أثار فضول جوجل على ما يبدو.
5
سوف يتمتع الهاتف بسمك قليل جداً لأن الأجزاء التي تجعل الهاتف أسمك مثل الكاميرا يمكن جعلها ناتئة عن السطح فقط دون أن تؤثر على حجم الهاتف.
6
قامت جوجل بإعلان أن الهاتف سوف يكون مفتوح للشركات والمطورين ليصنعوا له القطع المتنوعة وتريد جوجل أن يتم صنع العديد من القطع للهاتف -بما في ذلك قطع غير تقليدية- وسيتاح للمستخدم استخدام القطع التي يريد لبناء هاتف أحلامه كما يحب البعض بناء أجهزة الحاسوب الخاصة بهم.
7
سيكون متوافراً بثلاثة أحجام وعدة أشكال لكي يرضي جميع أذواق المستخدمين كما في هذه الصورة:
8
تخطط جوجل لبدء بيع الهاتف من يناير القادم -بعد 9 أشهر- والمفاجأة أنها تريد بيع هاتف لا يتمتع بقدرات بسيطة -نسخة Wi-Fi فقط- بسعر 50$ فقط بحيث يكون في متناول الجميع ويقوم كل فرد بشراء القطع التي تناسبه حسب مزاجه وميزانيته أيضاً.
9
قامت جوجل بإطلاق موقع خاص بالمطورين وكذلك الملفات الخاصة بتطوير المنتج SDK تجدها عبر هذا الرابط.
شاهد فيديو جوجل للإعلان عن المشروع وتفاصيله:
العقبات المنتظرة
ليس كل ما يثار إيجابياً فقد ظهر العديد من معارضي الهاتف الذين يتمتعون بوجهة نظر منطقية أيضاً حيث ذكروا بعض النقاط السلبية بخصوصه مثل:
1
ثبات الشكل: سوف يعلق مستخدم الهاتف مع شكل واحد والذي يمكن أن لا يرضي جميع الأذواق بحكم أنه قادر على تغيير جميع القطع للحصول على أحدث القطع.
2
ليس موفر للأموال: يقول معارضوه إنك سوف تتكلف الكثير من المال لتغيير القطع والحصول على الجديد خصوصاً مع صدور الجديد بشكل دائم في حين أنك يمكنك توفير المال وشراء هواتف جديدة بتصميم جديد وخصائص جديدة لكسر الملل الناتج عن الاحتفاظ بهاتف واحد.
3
ضياع القطع: كثيراً ما نرى شخصاً قد أضاع الشاحن الخاص بجواله أو حتى السماعة. ولكن هذا الجهاز سوف يجعل في جيبك قطعة الكاميرا الاحترافية وقطعة ذاكرة إضافية وNFC وبطارية ووو، فماذا إن قمت بإضاعة قطعة الكاميرا أو قطعة المعالج؟ هذا لا يبدو جيداً جداً أليس كذلك؟
4
توقف الإبداع: في حال صدور الهاتف سوف يكون بحد ذاته شيئاً من الإبداع ولكن.. ماذا بعد سنة أو سنتين؟ سوف يقتصر الجديد على القطع فقط. لا إبداع ولا تغيير، وهذا ما يعارضه فئة كبيرة من منتظري الإبداع.
فيديو المقابلة مع فريق العمل:
الخلاصة:
عندما تحدثنا قبل أشهر عن المشروع -هذا الرابط- كانت فكرة خيالية وذكرنا أنه يصعب أن نراها لأنها تحتاج إلى دعم، لكن أن تقوم شركة عملاقة بحجم جوجل بدعم المشروع فهذا يعني أنها ترى أمل حقيقي فيه، ربما تنجح جوجل وربما لا لكن هذه الخطوة لابد أن نفرد لها مقال لنجعل متابعنا على علم بأحدث الأمور في المجال التقني وليس فقط ما يخص أبل. لا يزال المنتج صعب أن يهز أركان الشركات الكبرى مثل أبل وسامسونج، لكن جوجل ستجعله طرف قوي في المعادلة.
المصادر | Theverge | Engadget | Phonearena