يصلنا في آي-فون إسلام مئات وآلاف الأسئلة من المتابعين، والسؤال الأكثر إرسالاً بعيداً عن مشاكل iOS وأجهزة أبل هو “أريد أن أصبح مطوراً لـ iOS فماذا أفعل؟”. قبل سنوات قدمنا مقالاً هو بمثابة دليل البداية لمن يريد تعلم البرمجة -تجده هذا الرابط– والآن وبعد مرور 4 سنوات على هذا المقال فإن الأمور تغيرت كثيراً. فطبقاً لأبل قبل 10 أشهر فإن هناك 6 مليون مطور مسجل لديها وهو عدد يساوي ضعف عدد تطبيقات متاجر iOS وأندرويد وويندوز فون وبلاك بيري معاً. ويتوقع أن العدد الآن صار 8 مليون. لذا ومع هذا العدد الضخم إذا أردت أن تصبح مطور iOS يجب أن تعلم كيف تصبح مميزاً بينهم؟

كيف تصبح مطوراً مبدعاً؟!

مع التطور ازدادت الحاجة إلى المطورين الذين لا تقوم الأجهزة الذكية بدونهم. فتقاس قدرات الأجهزة الذكية عموماً بقدرتها على تشغيل الألعاب والبرامج بشكل أفضل بجانب إعطاء المستخدم تجربة سلسة؛ لذا قامت أبل بتطوير معالج A7 ذي المعمارية الـ 64bit والذي أعطى تجربة ممتازة خصوصاً في الألعاب، وقامت جوجل باستخدام معالج (Snapdragon 800) الجديد في جهازها “نيكسس 5” ولا يخفى ما تقوم به سامسونج في تطويرها لمعالجاتها وعتاد أجهزتها والهدف الأساسي من كل هذا هو إعطاء أفضل أداء في داخل التطبيقات لجذب المستخدم.

لكن ماذا عن المطورين؟ بالطبع المطورين لم يظهروا كمطورين من تلقاء أنفسهم، ولكن انتشرت الورش التعليمية مثل التي في مؤتمر (WWDC) الخاص بأبل. والبرامج التعليمية الخاصة بالشركات، بالإضافة إلى المواقع التي تقوم بتعليم جميع لغات البرمجة. ورأينا موقع مثل Code.org وحملته Hour Of Code التي تهدف لتعليم المطورين المبتدئين وجذبهم، إضافة إلى عشرات التطبيقات التي انتشرت في المتجر وهدفها هو تعليم البرمجة وبيان مدى سهولتها وأنها شيء يمكن لأي شخص أن يقوم به ببعض الإصرار.

coding-future

بالطبع من أكثر العوامل التي تجذب المطورين هو العامل المادي، فمهنة المطور هي من المهن التي ظهرت حديثاً، وهي تدر الكثير من الأموال (إذا كان تطبيقك ناجحاً)، سواء من خلال إسلوب التطبيقات المدفوعة أو حتى التطبيقات المجانية التي تحتوي على مشتريات من داخل التطبيق أو من الإعلانات والتي أصبحت تسيطر الآن على عالم عوائد التطبيقات. والمثير في الأمر أن تطوير التطبيقات مجال مفتوح للإبداع ويمكن أن تجني الملايين وأنت في المنزل إذا حاز تطبيقك على الرواج الكافي.


مبادئ لا غنى عنها لأي مطور

لكن لا تظن أنك إذا أصبحت مطوراً فستجني الملاين بين يوم وليلة فهناك آلاف التطبيقات التي يتم وضعها في المتجر يومياً ولا يلتفت إليها أحد، فلماذا؟! الإجابة هي كثرة التطبيقات والألعاب التي تقوم بنفس الفكرة والمهمة. فإن أردت تصميم تطبيق فلديك خياران لتختار منهما:

1 أن تقوم بتطوير تطبيق فكرته تم تنفيذها قبلاً ولكنها منفذة بطريقة فذة تجعل الجميع يقبل عليها مثل لعبة “كاندي كراش” التي حازت رواجاً كبيراً جداً، رغم أن فكرتها ليست بالجديدة ولكن تنفيذها احتوى على الكثير من الإبداع -راجع هذا الرابط للتعرف على سر نجاح كاندي كراش-.

2 أن تقوم بإنشاء فكرة جديدة وتبذل فيها كل طاقتك لتعجب الناس وتلقى الرواج المرجوّ، وعندها سوف تجزى مادياً ومعنوياً من خلال شهرة تطبيقك عن تعبك في تنفيذ الفكرة.

iOS-Developer

وسواء اخترت النموذج الأول أو الثاني فإن هناك بعض الأمور التي لابد من توفرها في التطبيق الجيد والمطور الناجح:

1

السهولة: المستخدم لا يسعى لتطبيق معقد، بل يسعى لتطبيق سهل يقوم تماماً بالوظيفة المرجوة منه بشكل بسيط غير معقد؛ لكي يستطيع التعامل معه. فعند البدء بتطوير تطبيق يجب على المطور أن يقوم بجعله سهلاً على قدر استطاعته بحيث يستطيع الجميع استخدامه.

2

قدرات الجهاز: يجب على المطور أن يحاول الاستفادة بشكل كامل من قدرات الجهاز والخصائص التي توفرها الشركات، فمثلاً إن كنت تطور لعبة لجهاز الآي فون فيجب عليك الاستفادة من قدرات الأجهزة العالية، خصوصاً الأجهزة الجديدة المحتوية على معالجات A7 التي تبدي أداءاً ممتازاً فيما يتعلق بالرسوميات.

3

الجودة: مثلاً عدم وضع الإعلانات في أماكن غير مناسبة فيمكنك جعل التطبيق مدفوعاً، ويمكنك إضافة مشتريات من داخل التطبيق، ولكن لا تضع إعلانات في أماكن غير مناسبة حتى لا تزعج المستخدم، ولا يجب على المطور أن يكون تطبيقه قائماً بشكل شبه كامل على المشتريات من داخل التطبيق؛ لأن هذا أيضاً من أكثر العوامل التي تزعج المستخدم.

4

اقتبس ولا تقلد: عندما يشتهر تطبيق يقوم العديد بتقليده بشكل مبتذل، ويقلدون حتى أيقونة التطبيق. فإذا أردت نسخ فكرة من أحد فحاول تطويرها والتغيير فيها وربما تحصد شهرة أكثر ممن أخذت منه الفكرة إذا أتقنت عملك في الإضافة المبدعة. ويمكنك راجع مقال كاندي كراش للتعرف على سر نجاح فكرة مكرر عبر هذا الرابط.

5

ثق بنفسك: هذه النقطة من أهم النقاط التي يمكن أن تقودك للقمة. البداية قد تبدو صعبة ولكنها أسهل مما تتصور؛ لأن لغات البرمجة تقوم على أوامر بسيطة منطقية تكتبها لتعطيها للجهاز فيقوم بالمهمة وهناك العديد من المواقع التي تعلم بطريقة سهلة وبسيطة وتساعدك لتنشئ أول مشاريعك مثل Code Academy.

6

تعلم ما اللغة التي تحتاجها: وفر وقتك واعرف ماذا تريد أن تفعل.. بالطبع هناك عدة لغات برمجة وأدوات تجعلك تكتب كود واحد لمعظم أنظمة التشغيل، لكن حتى الآن لا تعمل هذه التطبيقات بكفاءة التطبيقات المكتوبة بحزمة برمجة نظام التشغيل. لذلك إذا أردت التطوير لأجهزة آندرويد فلغة (Java) تعتبر مناسبة. أما إذا أردت التطوير لأجهزة الـ iOS فلغة (Objective C) هي أنسب لغة لأن النظام يقوم عليها بشكل عام وتمكنك من استخدام جميع ما يتعلق بالجهاز.

prog Languages

شيئ أخير، ربما لا يكون تطوير التطبيقات من مهاراتك ولكن لديك أفكار ممتازة، أو مصمم جيد، أو حتى لك مهارات في اختبار التطبيقات، لذلك لا تجعل مهاراتك توقفك وكون فريق من أصدقائك أو حتى من أشخاص تعرفهم عن طريق الإنترنت وقم بعمل تطبيق جيد ومفيد.


كلمة أخيرة

هذا المقال كان بهدف فك ما يعتبره الكثيرون شفرة مبهمة لا يمكن إلا للشركات القيام بها. وربما يعجب المقال أحداً من القراء فيقرر تطوير تطبيق بنفسه ويحصد شهرة كبيرة كمطور عربي. ولا تنس أنه دورنا في آي-فون إسلام دعم التطبيقات العربية. فإذا كان لديك تطبيق وتريد إكسابه شهرة واسعة فلا تتردد في مراسلتنا من خلال خانة “اتصل بنا” في الموقع. أو من التطبيق اختر “عن البرنامج” ثم أيقونة الإيميل.

هل ترى أن المجال لا يزال متاحاً لظهور مطورين مبدعين رغم وجود الملايين؟ وهل تفكر في دراسة البرمجة وتصبح مطوراً لتطبيقاتك؟ شاركنا رأيك

مقالات ذات صلة