مع نهاية كل عام تبدأ الشركات في إصدار حصاد العام ومبيعات الأجهزة والهواتف الذكية وحصة كل شركة في الأسواق وأيضاً متاجر البرامج وأكثر التطبيقات مبيعاً وغيرها. ومن أشهر المراكز الإحصائية في هذا المجال هو “Distimo” والذي كشف تقريره عن مفاجئات عديدة وأظهر صعود كبير لمتجر جوجل وأيضاً لإنتهاء التطبيقات المدفوعة كمصدر دخل للشركات. وفي الأسطر التالية نستعرض التقرير ونكشف سر هذا الأمر.


صعود متجر جوجل

لا خلاف في انتشار أجهزة الأندرويد حول العالم، فهو الآن يعد نظام التشغيل الذكي الوحيد الذي تجاوز مبيعات أجهزة حاجز المليار جهاز حتى الآن (نظام أبل iOS وصل إلى 750 مليون تقريباً). لكن هذا الصعود القوي لم يكن يقلق أبل، فهناك مصدرين للأرباح من الأجهزة، الأول هو سعر الجهاز نفسه وفي هذا المجال تحصد أبل ما يزيد عن 70% من صافي أرباح مبيعات الهواتف الذكية، والمصدر الثاني هو بيع التطبيقات وفي هذا المجال كانت النسبة 70%-30% لصالح نظامها بالمقارنة مع الأندرويد أي بفارق 40%، لكن المفاجئة المدوية هى بنهاية العام انخفض الفارق من 40% ليصبح 26% كما يظهر في الصورة التالية:

هذا الارتفاع الملحوظ في حصة جوجل له عدة أسباب نذكر منها:

تنظيف جوجل للمتجر: أخيراً تنبهت جوجل قبل أشهر من أن متجرها أصبح مرتعاً للكثير من التطبيقات التي لا تستحق لقب تطبيق، وقد أعلنت جوجل في أبريل الماضي عن حذفها 60 ألف تطبيق لأسباب عدة منها أنها تطبيقات مفيرسة أو تسرق البيانات أو توقف تحديثها مع الإصدار 2.2 الصادر في 2010 وغيرها من الأسباب. عملية التنظيف سمحت للتطبيقات الجيدة في الحصول على فرصة قليلاً للظهور وبالتالي البيع.

إعادة الأموال للمستخدم: قامت جوجل بابتكار وسائل جديدة لتشجيع المستخدم على الشراء، فهى تعلم أن التطبيقات معظمها رديء والمستخدم يعلم هذا لذا لن يخاطر بشراء تطبيق ثم يفتحه ليجد أنه “خدعة”. لذا أعلنت عن إمكانية استرداد أموالك خلال 15 دقيقة من شراء التطبيق وهذا الأمر شجع المستخدم على تجربة شراء تطبيقات لأنه يعلم أنها إذا كانت خدعة فيمكنه استرداد أمواله. ويمكنك معرفة تفاصيل الاسترداد من موقع جوجل عبر هذا الرابط.

مجاني لفترة زمنية: أتاحت جوجل للتطبيقات التي تضم محتوى متجدد يومي مثل المجلات والصحف إمكانية الحصول عليها بشكل مجاني لمدة أسبوع مثلاً بدون دفع أموال ويستطيع المطور تغير المدة لتصبح أسبوعين أو أكثر طبقاً لما يراه، إذا انتهت مدة التجربة ولم يتراجع المستخدم عن شراء التطبيق فهنا يتم خصم سعره من الرصيد. هذا الأمر شجع الكثيرون على الاشتراك في الصحف والمجلات ومواقع الفيديو وغيرها التي تضم هذه الميزة لأن أمامهم فترة للتأكد من جودة المنتج.

توسع الشراء: في الوقت التي لا تسمح جوجل للمطورين من عشرات الدول بالبيع (ومنها الدول العربية لذا لا يمكننا بيع التطبيق في متجر جوجل)، لكنها توسعت في إتاحة الشراء للمستخدم في المزيد من الدول الجديد وبالتالي المزيد من العائد.

الخلاصة: عملت جوجل كثيراً على تطوير متجرها وإتاحة طرق جديدة للبيع وحذفت تطبيقات قليلة المستوى، وبالطبع أمامها الكثير لتعمل عليه لكن هذه الخطوات دفعت ملايين للشراء من متاجرها


انتهاء عصر التطبيقات المدفوعة

كنا قد تحدثنا سابقاً عن التطبيقات الأكثر عائداً وذكرنا أن نسبة كبيرة منها تكون تطبيقات مجانية تضم الشراء من داخل التطبيق. وطبقاً لإحصائيات واردة من عائدات متاجر أكثر 34 دولة أساسية وجد أن نسبة 77% من عائدات المتجر تأتي من تطبيقات مجانية تضم شراء من داخل التطبيق مقابل 23% لتطبيقات مدفوعة . لكن المفاجئة أن حصيلة الشهر الماضي وصلت عائدات التطبيقات المجانية إلى 92% من نسبة عائدات متجر أبل أما في جوجل فالنسبة وصلت إلى 98% وهو ما يعني أن التطبيقات المدفوعة الآن لا تدر عائد يذكر لأصحابها وأصبح المستقبل الآن للشراء من داخل التطبيق وهو السر الذي جعلنا نرى ألعاب كبرى مثل فيفا 2014 وأسفلت وغيرها تصبح مجانية. شاهد الصورة التالية:


الخلاصة:

نتائج التقرير توضح أن أبل عليها الحذر من هذا النمو الواضح لمتجر جوجل وخاصة لأن مركز قوتها الأساسي وأحد أسباب تفوقها هو متجر البرامج، لذا فعليها ابتكار وسائل جديدة تشجيعية كما فعلت جوجل حتى لا تفقد حصتها. كما أظهر التقرير أيضاً أن على المطورين إعادة التفكير في تطبيقاتهم القادمة بأن تكون مجانية وتضم مشتريات من داخل التطبيق وخاصة لأن عصر العائدات من التطبيقات المدفوعة بشكل مباشر انتهى والمستخدم الآن يريد تحميل التطبيق وتجربته وإن أعجبه فسوف يدفع ليشتري باقي المزايا.

ما رأيك في صعود متجر جوجل؟ وهل تفضل التطبيقات المجانية ذات المشتريات من داخل التطبيق عن التطبيقات المدفوعة؟ شاركنا رأيك

مقالات ذات صلة