أي مؤسسة كبيرة أو عمل ناجح فهو ليس نتاج مجهود فردي بل هو نتيجة عمل جماعي للكثير من الأشخاص. لذا قررنا التحدث عن شخصيات أثرت في تاريخ أبل وساهمت في وصول الشركة إلى شكلها الحالي. بدأنا بستيف وزنياك مؤسس أبل الشريك –هذا الرابط– ثم من حاضرنا كريج فيدريجي المسئول عن نظامي iOS و Mac –هذا الرابط-. وفي مقالنا اليوم نعود مرة أخرى إلى الماضي والحديث عن المؤسس الثالث والمجهول لشركة أبل؛ إنه رونالد وين.

كلنا يعلم ستيف جوبز ويظن البعض أنه المؤسس الوحيد وصاحب شركة أبل. والبعض يعلم ستيف وزنياك وأنه كان شريك جوبز بل هو الشخص الذي كان يصمم الأجهزة بالفعل وجوبز هو المسئول عن البيع لكن لا يعلم كيف يصممها. لكن غالبية عشاق أبل لا يعلمون أن هناك شخص ثالث في عقد تأسيس شركة أبل وهو يدعى رونالد وين.


دور رونالد وين في تأسيس أبل

التقى رونالد وين مع ستيف جوبز أثناء عملهم في شركة أتاري الشهيرة في مجال أجهزة الألعاب وأصبح يحضر اجتماعات جوبز ووزنياك للحديث حول مستقبل الحواسب الشخصية حيث كان جوبز يخبرهم بأن الحواسب ستكون متوفرة للعامة (في ذلك الوقت كانت الشركات فقط هى من تشتري وتهتم بالحواسب) وكان يقوم بدور الأخ الأكبر أو الناصح لهما (جوبز 21 سنة ووزنياك 25 سنة ورونالد 42 سنة). وبعدها قرر جوبز وشريكه تأسيس شركة أبل للحواسب لكنهم تعرضا لعقبة قانونية وهى أنهما في حاجة إلى وجود شخص كبير “وصي” وهنا ذهب جوبز إلى رونالد وطلب منه المشاركة معهما وتم تقسيم أسهم الشركة 45% لستيف جوبز و 45% لوزنياك و 10% لرونالد وين.

وبصفته الوصي أو المشرف على الشركة قام رونالد وين بتصميم شعار أبل الأول (الصورة السابقة) وكتابة دليل استخدام حاسب أبل الأول Apple 1 وكذلك عقد تأسيس الشركة. وبعد أن أصبح الكيان قانوني اعتباراً من 1 أبريل 1976 شعر رونالد وين بالخطر من طموحات ستيف جوبز الذي سرعان ما قام بأخذ “قرض” بضمان عملية شراء 50 حاسب وكان قلق رونالد هو أنه الوحيد في الشركاء الذي يمتلك أصول حقيقية كشركة ومنزل وغيرها من الأصول. فإذا فشل وزنياك في تصنيع الحواسب الـ 50 وبالتالي تعجز الشركة في تسديد القرض الذي حصل عليه ستيف فسوف يتم الحجز على ما يملك عكس الـ 2 ستيف الذي لم يكن لديهم أي شيء يصلح للحجز عليه. وبناء على هذا القلق قام رونالد وين في 12 أبريل أي بعد 11 يوماً فقط من تأسيس الشركة ببيع حصة الـ 10% مقابل 800 دولار. ويذكر أن قيمة أبل السوقية الآن تساوي 663,000,000,000 دولار :D


رونالد بعد أبل

رفض رونالد وين كل مساعي ستيف جوبز لإعادته إلى الشركة مرة أخرى وواصل العمل في شركة أتاري لعامين وغادرها في 1978 وانضم للعمل في “مختبر لورانس ليفرمور الوطني” وهو مرفق بحوث علمية مملوكة للحكومة الأمريكية وبعدها انتقل للعمل في شركة إلكترونيات. وبعد تقاعده من العمل ذهب إلى ولاية نيفادا وأصبح يقضي وقته في بيع الطوابع البريدية والعملات النادرة. والطريف أنه طبقاً لبعض المقربين فإنه لم يقم بشراء أي من منتجات أبل أبداً وإن كان في بعض اللقاءات تم إهداء أجهزة أبل له.

وبسؤال رونالد هل هو نادم على إضاعة حصة 10% من شركة أبل فقام بالرد “لقد قمت بأفضل قرار رأيته صواب في ذلك الوقت. لا يوجد أي فائدة من إعادة التفكير في الماضي وفكرة ماذا كان سيحدث إن لم أفعل كذا. هذا الأمر انتهى في الماضي والتفكير فيه لن يغير شيء”.

ولد رونالد وين في 17 مايو 1934 (يبلغ 81 عاماً الآن)

إن كنت مكان رونالد وين فهل ستقرر مثله بيع حصتك في أبل بسبب عدم إطمئنانك لمستقبلها وطموحات جوبز ومهارة وزنياك

مقالات ذات صلة