عندما يقول شخص أن أبل تنهار منذ سنوات، فيرد عليه آخر بأن هذا غير صحيح، فما الذي يحسم هذا النقاش؟ إنها المبيعات فإذا كانت تزداد فهذا يعني تقدم وإذا تراجعت فهذا يعني إنهيار. لذا نسعى كل ثلاثة أشهر أن نقوم بتحليل نتائج الأعمال التي تقدمها أبل لنرى مسار الشركة بشكل عملي. وفي الأسطر التالي نتعرف على نتائج الربع المالي الأول.

نهاية الأسبوع الماضي أعلنت أبل كما تحدثنا في أخبار على الهامش –هذا الرابط– عن نتائج أعمال الربع المالي الأول لها لعام 2016 والتي توازي أشهر (أكتوبر – نوفمبر – ديسمبر 2015) وبمجرد إعلان الشركة عن الأرقام انهار السهم في ناسداك لأكثر من 6% وتقلص الفارق بينها وبين جوجل على عرش الشركة الأكثر قيمة في العالم ليصبح الآن أقل من 30 مليار دولار فقط. فما السر في هذا الأمر وهل بدأت النهاية لشركة أبل؟


النتائج رقمياً

في البداية نتعرف على النتائج التي أعلنتها أبل رقمياً وكانت كالتالي:

  • أعلنت أبل بيع 74.77 مليون آي-فون مقابل 74.46 مليون في الربع المماثل في 2015 أي لا يوجد تقدم.
  • أعلنت أبل بيع 16.12 مليون آي باد مقابل 21.41 مليون في الربع المماثل في 2015 أي انخفاض قدره 25%.
  • أعلنت أبل بيع5.3 مليون جهاز ماك مقابل 5.5 مليون جهاز في الربع المماثل من 2015 أي انخفاض قدره 4%.

وعلى صعيد العائدات:

  • حققت أبل عائدات عامة 75.87 مليار دولار مقابل 74.59 مليار في الربع المماثل في 2015 أي ارتفاع قدره 2%.
  • حققت أبل 51.63 مليار دولار عائدات للآي فون أي ارتفاع قدره 1%.
  • حققت أبل عائدات 7.08 مليار دولار من الآي باد أي انخفاض 21%.
  • حققت أبل عائدات قدرها 6.74 مليار دولار من أجهزة ماك أي تراجع قدره 3%.
  • حققت أبل عائدات للخدمات قدرها 6.05 مليار دولار بارتفاع 26%.
  • المنتجات الأخرى “تشمل ساعة أبل وتلفاز أبل والآي بود والاكسسوارات ومنتجات بيتس” أصبحت 4.3 مليار دولار أي ارتفاع قدره 62%.

وعلى صعيد الدول

  • انخفضت مبيعات أبل أمريكا بنسبة 4%
  • ارتفعت عائدات أبل في أوروبا بنسبة 4%.
  • ارتفعت عائدات أبل في الصين بنسبة 12%.
  • انخفضت عائدات أبل في اليابان بنسبة 12%.
  • ارتفعت عائدات متاجر حول العالم بنسبة 4%

ماذا حدث وكيف بررت أبل؟

بالرغم من أن لغة الأرقام قد تبدو للبعض دقيقة وتظهر الحقائق لكنها قد تكون خادعة فتستطيع أن تحول الأرباح إلى خسائر أو تتلاعب ببعض الأمور لتتهرب من الضرائب كما تفعل أبل وكبرى الشركات. هذا العام واجهت أبل مشكلة وهى تراجع المبيعات عن المتوقع وعدم تحقيق الشركة للمستهدف. لذا قررت أن تقدم فقرة اقتصادية وهى مقارنة القيمة السوقية للدولار قبل عامين والآن مع العملات العالمية حيث أشارت أبل أن العملات الأخرى تراجعت أمام الدولار لذا فعلى الرغم من زيادة عائدات الشركة من البيع العالمي لكن عند التحويل للدولار فإن هذه الزيادة تنتهي فالعائدات التي كانت تساوي 100 دولار في 2014 أصبحت هى نفسها تساوي 85 دولار الآن ونشرت رسم بياني كالتالي للتوضيح:

ثم قدمت أبل أرقام اعتماداً على Non-GAAP (أي اختصاراً قالت لو اعتبرنا العملات لم تتغير فماذا ستكون المبيعات) وقالت أن العائدات التي تقدر الآن ب 75.9 مليار دولار كانت ستساوي 80.8 مليار دولار فالـ 17.9 مليار عائداتها من أوروبا كانت ستساوي 20.2 مليار دولار لولا انخفاض اليورو أما الصين فكانت ستساوي 19 مليار دولار وليس 18.4 مليار وتستطيع من الصورة التالية ترى العائدات المفترضة على أساس ثبات العملة “مظلل على اليمين”


لا أحد ينخدع

حسناً! ما ذكرته أبل اقتصادياً يعد أمر حقيقي فالقيمة السوقية للدولار ترتفع أمام معظم عملات العالم فكلما تراجع الذهب والبترول تحسن الدولار. لكن يا أبل هذا الأمر يحدث لجميع الشركات وليس أنت فقط أليس كذلك؟! كما أن الرسم البياني يوضح أن التراجع مستمر للعملات منذ عامين فلماذا لم توضحي هذا الأمر منذ البداية؟ لماذا قررتي التحدث عنه عندما وصل التقدم إلى 0%؟ كما لم تفسر أبل لماذا تراجعت التوقعات للربع الثاني كذلك؟ ففي الربع المماثل العام الماضي توقعت أبل عائدات 52 إلى 55 مليار دولار وهذا العام انخفضت توقعات الربع القادم لتصبح 50 إلى 53 مليار دولار “انخفاض 2 مليار دولار” وكذلك توقعت أبل أن مصاريف التشغيل سوف تزداد من 5.4-5.5 مليار دولار لتصبح 6.0-6.1 مليار دولار أي تخبر أبل المستثمرين أن العائدات سوف تنخفض والمصاريف ترتفع فكان الرد هو انهيار كبير للسهم. كما أن التصريح بوصول عدد الأجهزة إلى مليار جهاز لم ينجح فالمستثمر يعلم أن من يعاني من مشكلة سوف يسعى لخلق أي إنجازات من أجل تحسين الصورة.

صورة لسهم أبل خلال 3 أشهر ماضية ويتوضح اتجاه عام منخفض على المدى القصير والمتوسط.


هل بدأ الانهيار؟

الآي فون: بالنظر إلى الاقتصاد العالمي وحركته وكذلك توقعات أبل فيمكننا القول أن أبل ستواجه هذا العام تحدي صعب وخاصة للآي فون الذي لم يتمكن 6s من التفوق على 6 وهذا يعني أنه لأول مرة في تاريخ الشركة يأتي هاتف جديد ولا يتفوق على سابقه. الأشهر التالي ستنخفض المبيعات أكثر لسبب هام وهو أن توقعات الآي فون 7 عاليه فكلما مرت الأيام يصبح قرار اقتناء الآي فون 6s صعباً؛ فلماذا لا تنتظر أشهر وتحصل على 7 بنفس السعر؟!

الآي باد: الربع الماضي وإن كان يقول تراجع 25% في مبيعات الآي باد لكن به أمر مبشر وهو أنه بالمقارنة مع الربع السابق مباشرة “يوليو -أغسطس- سبتمبر” فإن هناك ارتفاع 63% في مبيعات الآي باد بالرغم من أن أبل لم تصدر سوى النسخة Pro باهظة الثمن والنسخة ميني 4 ذات الشعبية المحدودة. تخيل ارتفاع 63% بالرغم من عدم صدور نسخة جديدة من الآي باد الأساسي Air فهذا يعني أن هناك أمل في تحسن الآي باد في الشهور القادمة “يتوقع توفر Air 3 في الربع المالي الثالث وليس الثاني”.

أي الخلاصة نستطيع توقع انخفاض مماثل في مبيعات الربع المالي الثاني (يناير-فبراير-مارس) ثم تحسن بسيط في الآي باد فقط في الربع الثالث. أما مصير الشركة بشكل عام فيتوقف على الآي فون 7 حيث أن الآي فون يمثل أكثر من ثلثي عائدات أبل”تحديدا 68% الربع الماضي” وهذا يعني أنه إذا تحسنت كل القطاعات والمنتجات وانخفض الآي فون فسوف تتراجع الشركة ككل والعكس أيضاً صحيح.

ما رأيك في نتائج أعمال أبل في الربع السابق؟ وهل ترى أن الأسباب التي ذكرتها منطقية أم أنها مجرد تبريرات فقط؟

المصدر:

apple

مقالات ذات صلة