اليوم نحتفل بمرور أحد عشر عاما على إنشاء موقع آي-فون إسلام. لكن من فضلك يا عزيزي استدعى أباك ليحتفل معنا وأخبره أن الموقع الذي كان يتابعه أصبح كهل بالنسبة لأعمار المواقع، وقد يفقده في أي وقت، لذلك أخبره أن يقضي مع آي-فون إسلام أيامه الأخيرة فقد كان معه عندما كان يفتقر الى المعلومات الصحيحة، تائه في بحر التقنية، مفتقد الأدوات والتطبيقات التي تعينه على الإنجاز، ولم يبخل عليه بأي جهد، واليوم بعد أن أكتفى يتركنا وحدنا، قل له ابق معنا فنحن بحاجة له الآن.
كنت اتحدث مع صديق وهو مدير تحرير لعدد من المواقع العربية المشهورة وله خبرة طويلة في مجال النشر الإلكتروني، وأخبرني أن حال المواقع العربية لم يعد كما كان من قبل، عدد الزيارات أصبح قليل والتفاعل ايضاً، واشتكى من القراء في هذه الأيام ويقول سابقاً كانوا يقرأون المقال الواحد أكثر من مرة ويقضون وقت أطول في تصفح المقالات القديمة، أما اليوم فلا يكمل احد قراءة المقال وقد يكتفي بالعنوان.
ماذا حدث؟
الصغير اصبح كبير
منذ أحد عشر عاما كان يتابعنا جيل واليوم يتابعنا جيل آخر، من كان يقرأ لنا عند بداية إنشاء الموقع وهو عمره 30 عام اليوم عمره 41 عاما وطفله الذي كان يبلغ من العمر 7 أعوام أصبح عمره 18 عام. في الغالب من يقرأ المقال الآن هو هذا الطفل الذي اصبح شاب :)
نحن نواجه جيل جديد لا يقرأ المقالات الطويلة، يرغب في المعلومة السهلة السريعة، يرغب في صورة يقوم بوضع قلب عليها أو فيديو 15 ثانية لا يكمل مشاهدته، جيل يأخذ معلوماته القصيرة السطحية من تطبيقات التواصل الإجتماعي.
التقنية لم تعد مدهشة
أيضاً من عيوب النضج أن يصبح ادهاشك وامتاعك أصعب مع مرور الوقت، هذه حقيقة، وتذكر معنا أوقات بدايات الهواتف الذكية وكيف كان يدهشنا مميزات صغيرة تضيفها آبل على نظام التشغيل أو إصدار تطبيق يقوم بعمل شيء مبتكر او مميز، وحتى لعبة تصبح مجانية لأول مرة، كل هذا وأبسط من ذلك كان يشعل فينا الحماس. أما اليوم فلا يوجد خبر يحمسك أو حتى يقترب من هذا.
التعود على التقنية
منذ 2007 عندما بدأت ثورة الهواتف الذكية ونحن نحمل التقنية معنا في أيدينا بعد أن كانت على الحواسب في المنزل أو العمل، أصبحنا متعلقين بها أكثر نتعامل معها بشكل يومي بل طوال الوقت، وتعودنا عليها، ولم يعد الغريب غريباً بل أصبح مألوفاً ولم تعد هناك حاجة كبيرة للتعلم فقد أصبحنا “معلمين”.
ماذا حدث لآي-فون إسلام
آي-فون إسلام بلا شك له أثر كبير في عالم التقنية في الوطن العربي، ولا يجهل هذا الأثر إلا جاهل. اقرأ مقال (آي-فون إسلام X) و (إنجازات آي-فون إسلام) لتعرف أكثر عن ماضي آي-فون إسلام، ولكن ماذا عن الحاضر؟ بلا شك تأثر آي-فون إسلام كموقع بكل العوامل التي أخبرنا بها، مثل خمول الأخبار وقلة الحماس لما تخصص فيه من أخبار شركة آبل وعكوف الناس عموماً عن قراءة المقالات الطويلة، وهذا أدى إلى قلة عدد القراء وانقطاع الدخل المادي تقريباً.
مستقبل آي-فون إسلام
الحل هو التطور، لا يمكن أن يستمر آي-فون إسلام كما هو، يجب أن يخاطب الجيل الجديد الحالي بلغته التي يفهمها، الاستمرار بهذا الشكل سوف يؤدي إلى النهاية بلا شك. ونحن نحاول التأقلم مع هذا التغير رغم أننا نعشق طريقتنا القديمة.
مازال هناك محبين
تحدثنا عن الجانب المظلم، لكن هناك جانب مشرق وهو وجود أكثر من مائة ألف متابع محب حقيقي لآي-فون إسلام، نعم هناك متابعين كثر ربما أكثر من مليون متابع لكن مائة ألف متابع لا يمر عليهم يوم الا وتصفح آي-فون إسلام، ومنهم من يسأل عنا عبر البريد ومنهم من ينصحنا ومنهم من يدعو لنا بالخير. هؤلاء هم مكسب آي-فون إسلام الحقيقي.
نحتفل مع الجميع بمرور 11 عام على إنشاء موقع آي-فون إسلام ونحتفل بالاستمرار معكم حتى اليوم ونحتفل بمستقبل مدهش لا نعلم أي خير سوف يلقيه علينا، المهم أن نحتفل اليوم، ونترك إجابة هذا السؤال ليوم آخر، هل سوف يستمر موقع آي-فون إسلام لعام قادم؟
معلومة: هل لاحظت في صورة المقال أن هاتفي الآي-فون يمثلون رقم 11، اليس هذا عميق :)
من فضلك مهم جداً، تابعنا على…
واشترك في العضوية المميزة لتطبيق زامن اذا كنت تستطيع هذا