ذكرنا مرارا وتكرارا أن الهواتف الذكية لا تقدم أي جديد ثوري يستحق أن نطلق عليه ثورة في عالم الهواتف. ويتفق الجميع على أن التقدم الموجود حاليا ما هو إلا تحسينات عامة في الشاشات والكاميرات والبطاريات، والمعالجات، وهلم جرا. حتى كادت أشكال الهواتف أن تقترب من بعضها فلا تكاد تميز من الوهلة الأولى نوع الهاتف، فمعظمهم يحتوي على نفس النوتش، ومكان الكاميرا وشكل الهاتف، حتى طال التقليد نظام التشغيل. وعندما يلوح في الأفق ابتكار جديد سيغير المعادلة، نجد أنه من الصعب عليه اختراق سوق الهواتف الذكية الذي تهيمن عليه شركتي آبل وسامسونج. فلماذا تتعثر تلك التقنيات وتنزلق على سلم الشهرة والانتشار والاستخدام الواسع بين أوساط المستخدمين، خلافا لما حدث مع آبل وسامسونج؟


هاتف Red Hydrogen One 

 أحد  الهواتف الذكية التي يحتوي على ابتكار جديد من شأنه تغيير مفهوم الهواتف الذكية مرة أخرى. هاتف مقدم من شركة Red، وهي شركة لها تاريخ عريق في صناعة الكاميرات الرقمية لإنتاج الأفلام. حيث قامت بالإعلان عن هاتف تحت مسمى “هيدروجين 1” أو “Hydrogen One ” الذي يحتوي على شاشة بتقنية الهولوجرافيك التي تنتج صورا ثلاثية الأبعاد دون الحاجة إلى نظارات خاصة.

وتأتي الشاشة مع موضعين للتشغيل، الوضع الأول قياسي يسمح بعرض المحتوى مثل باقي الهواتف الذكية. والوضع الثاني يعمل بنمط 4V أو 4View Lightfield Display وهي عبارة شاشة عرض تعمل بتقنية “الحقل الضوئي” التي لا زالت في طور التطوير. والأمر معقد قليلاً لفهم آلية عمل تلك الشاشات إلا أنه باختصار وببساطة، فإن تلك الشاشات وبفضل تقنية النانو تستخدم مصفوفة microlens لتقسيم الصورة إلى أشعة ضوئية فردية، وباستخدام تشفير ملائم للصورة المعروضة، و بالاعتماد على تتبع العين البشرية التي تعتبر مستشعرات ضوئية في الأساس، وبطريقة ما يتم إعادة إنشاء جميع أشعة الضوء المنبعثة من الشكل المعروض ووضع كل تلك الأشعة في مكان معين، عندها ستظهر أمامك صورة ثلاثية الأبعاد بدون أي نظارات مخصصة لذلك.

أهداف شركة Red متواضعة إلى حد ما، حيث تهدف إلى بيع 16 مليون هاتف في السنة (هذا رقم ضخم عند أي هاتف فئة عليا بخلاف أبل وسامسونج)، ولكن الأمر صعب بعض الشيء من وجهة نظر المحللين. إذ أنهم سيحتاجون إلى مهوسين بجديد التكنولوجيا. كذلك سعر الهاتف المرتفع الذي يبلغ 1295 دولارا.


ما أشبه اليوم بالبارحة

عندما قدمت آبل الآي-فون الأول خرج المتشدقون وتنبأوا بسقوط مدوي لشركة أبل وهاتفها الجديد. وهذا ما يحدث اليوم مع شركة Red pde قال Geoff Blaber ، المحلل والباحث في شركة CC Insight أن الهيدروجين الأحمر إشارة إلى هاتف شركة Red يمتلك فرصة ضئيلة جدا في إحداث إثارة كبيرة في سوق الهواتف الذكية.

وتقول المحلل Carolina Milanesi، إن الابتعاد عن هيمنة أبل وسامسونج أصعب بكثير مما كان عليه في السابق، لأن الابتكار في الهواتف الذكية لا يقتصر على الأجهزة ومكونات الهاتف فقط. ما يهم أكثر، هو نظام التشغيل والذكاء الاصطناعي من وراء ذلك. وهذا بالضبط ما تفعله شركتي أبل وسامسونج حيث يقدمون طرازات محسنة ومتطورة في الشاشات والكاميرات والبطاريات أو استخدام برامج مثل الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي والمساعد الرقمي، كذلك استخدام معالجات AI في صقل الصورة تلقائيا. لكنهم يؤكدون على ان هذه المميزات ورائها نظام قوي يرضى عنه المستخدم.

في حين أن كثيرا من المحللين لا يرى أي تأثير كبير لهاتف Red في سوق الهواتف، إلا أن Jim Jannard مؤسس شركة Red رد عليهم وقال إن هاتفه سيصنع موجات كبيرة في بحر الهواتف الذكية وما هي إلا بداية سيكون لها الأثر القريب. وأضاف “نحن لا نشتري نفس طراز السيارة التي يمتلكها جارنا ولا حتى لونها. فمن المهم الحفاظ على استمرارية هذه الصناعة وتطويرها وتقديم خياراً جديداً للمستخدم. وما فعلناه يعد شيئا مذهلا.


تطلق شركة Red مسمى 4V على شاشة الهاتف، وعن طريق مضاعفة ما تلتقطه الكاميرات ثلاثية الأبعاد ذات العدسات الثنائية واضافة بيانات عمق لكل صورة، بالإضافة إلى وجود مادة تحت الشاشة تتيح لصور 4V والفيديو الظهور بطريقة ثلاثية الأبعاد للمشاهد.

والصور التي لا يتم تصويرها أو تحويلها إلى هذا التنسيق ستبدو كما هي مثلها مثل المعروضة على أي هاتف آخر. وكذلك الصور الملتقطة بتقنية 4V لن تبدوا مختلفة على الهواتف الأخرى وستبدو وكأنها صورة عادية. كذلك الهاتف يحتوي أيضا على مجموعة من الألعاب بصيغة 4V.


الخلاصة

◉ يمكن أن تواجه تقنية 4V المشاكل نفسها التي واجهها الواقع الافتراضي. حيث لم يهرع الناس إلى استخدام أجهزة الواقع الافتراضي، وفي المقابل لم يهرع منشؤ الفيديو إلى تقديم المزيد من المواد التي تدعمه.

◉ بخلاف الشاشة الفاخرة، الهاتف يبدو سميكاً جداً، في حين أن شركات الهواتف الأخرى تحاول جاهدة تقديم هواتف أنحف وأقوى. هذا غير محول العدسة المماثل لعدسات SLR القياسية لتوسيع الكاميرا أثناء التصوير. وبالمناسبة فإن شركة LG المصنعة الرئيسية لذلك النمط، قد تراجعت عنه بعد عام واحد.

◉ وفي النهاية قال مؤسس شركة Red ” نحن نحاول توفير هاتف نأمل في أن يشعر به عدد كاف من الأشخاص. بخلاف ذلك، سأمتلك الهاتف الأكثر تكلفة في العالم وأنا سعيد”.

◉ الهاتف تم الكشف عنه بداية العام لكنه صدر في الأسواق مؤخراً فقط.

هل ترى أن تلك التقنية ستنتشر في الهواتف الذكية مثل ما حدث مع الآي-فون؟ أم أن الأمر مختلف هذه المرة ولن يحدث أثرا كبيرا؟ أخبرنا في التعليقات.

المصادر:

flipboard / uploadvr / insightmedia / h4v

مقالات ذات صلة