ذكرنا في أخبار على الهامش الخميس الماضي أن أبل تشن حرباً ضروساً ضد فيس بوك وجوجل، حيث قامت بتعطيل شهادة تثبيت تطبيقات خاصة بهما، وذلك لتعديهما الصارخ على خصوصية المستخدمين وبياناتهم بطرق تراها أبل ملتوية. إذا كيف قامت كل من جوجل وفيس بوك بانتهاك خصوصية المستخدمين على أجهزة الآي-فون؟
جوجل
قامت شركة آبل بنزع شهادة تثبيت تطبيقات المؤسسات الخاص بجوجل “Google’s enterprise software certificate” لنظام التشغيل iOS وهي شهادة توثيق وترخيص تتيح لجوجل نشر تطبيقات داخلية أي داخل الشركة أو المؤسسة الخاصة بها دون المرور عبر متجر التطبيقات.
حيث إن أبل تسمح للمطورين بتوزيع بعض تطبيقات iOS خارج الحديقة المسورة أو خارج ما يعرف بصندوق الرمل المحكم الخاص بنظام التشغيل iOS الذي لا يسمح لأي تطبيق ان يخرج خارج هذا الصندوق أو تلك الحديقة المسورة، ويتم امداد التطبيق بالمعلومات التي يريدها دون ان يخرج من مكانه حفاظا على الخصوصية.
وما قامت به أبل هو السماح لتلك الشركات بتوزيع تطبيقات خارج الحديقة المسورة لمتجر التطبيقات App Store ولكن بشرط أن يقتصر ذلك على داخل الشركة أو على الموظفين لديها، وكذلك النسخ التجريبية من تطبيقاتها. وما حدث من جوجل وفيس بوك هو خرق لذلك الترخيص. وتم توزيع تلك التطبيقات أو بعضها على المستخدمين خارج الشركة.
وبما أن جوجل تعتبر الجامع الأكبر لبيانات المستخدمين أمثالنا، فهي تعرف الكثير عنا من خلال بحثنا عن الأشياء على الانترنت مستخدمين تطبيقاتها سواء المتصفح أو اليوتيوب أو غيرهما، وذلك من أجل الإعلانات المستهدفة. إلا أنها لم تكتفي بجمع المعلومات من خلال تلك الطرق فقط، فقد قامت بإطلاق تطبيق Screenwise Meter أحد التطبيقات المصممة لجمع المعلومات عن استخدام الانترنت، بما في ذلك المدة التي يقضيها الشخص في الموقع على التطبيقات التي يتم تنزيلها على الهاتف. وقد قامت جوجل من خلاله بمنح مكافآت للمستخدمين مقابل الحصول على بياناتهم تماما مثل ما تفعل فيس بوك.
وبالتالي تمت إساءة استخدام الشهادة التي منحتها أبل لجوجل بحيث يقتصر عمل تلك التطبيقات داخل الشركة فقط أو لدى موظفيها، إلا أنها اتخذت منحا آخر بتوزيع تلك التطبيقات خارجها بغرض الاطلاع على خصوصيات وبيانات المستخدمين ولو بموافقتهم، وهذا مالم ترضى به آبل.
وبالتالي تم اغلاق جميع إصدارات جوجل التجريبية من تطبيقات Gmail و YouTube، وتطبيق خرائط جوجل على iOS ، وكذلك الأدوات الداخلية الخاصة بتلك التطبيقات، كذلك تم إيقاف تطبيقات خاصة بالموظفين مثل تطبيقات النقل والمقهى الخاص بهم.
فيس بوك
أساءت شركة فيس بوك أيضا استخدام ترخيص أبل لتحميل تطبيقات وأدوات داخلية خاصة بها وبموظفيها فقط. حيث ظهرت تقارير تفيد بأنها قامت بدفع مبلغ 20 دولارا إلى 50 دولارا لأشخاص من عمر 13 إلى 35 سنة من أجل تثبيت تطبيق Facebook Research بحيث يقوم بمراقبة جميع نشاطاتهم على الآي-فون بما في ذلك بيانات استخدام التطبيقات والتصفح وبيانات أخرى.
والذي اعتبرته أبل تعد صارخ على خصوصية المستخدمين بالرغم من موافقة هؤلاء المستخدمين. وكانت نتيجة ذلك، أن قامت آبل بحذف تطبيقات شركة فيسبوك الداخلية وإيقاف رخصة الشركة على متجر App Store .
ومع قيام فيسبوك وجوجل على الفور بتعطيل تلك التطبيقات التي تم منحها شهادة ترخيص المؤسسات، إلا أن ذلك لم يمنع أبل من اتخاذ قرار صارم يوقف تلك الشركات عن المضي قدما في اقتحام خصوصيات المستخدمين ولو بالإغراءات المختلفة من خلال أجهزتها، فقامت بإلغاء شهادات المؤسسات الخاصة بتلك الشركات.
ونتيجة لذلك قامت شركة فيس بوك على الفور بالتفاهم مع شركة آبل من أجل إعادة تلك الشهادة والتراخيص، وبالتأكيد ستقوم جوجل بشيء مماثل لحل تلك المشكلة بعد الارتباك الشديد الذي حدث فيهما.
ونظر لحجم تلك الشركات وثقلها واعتماد معظم المستخدمين علي تطبيقاتهما ، فمن المرجح أن تقوم أبل بالموافقة على استعادة تلك الشهادات ولكن بقدر أكبر من الاشراف عليها ومراقبتها. وهذا ما تم بالفعل مؤخراً، طبقا لتقرير من بلومبيرج و TechCrunch أكدا فيه أن جوجل عملت مع أبل منذ اللحظة الأولى لحل تلك المشكلة. وبالفعل أعادت شركة أبل شهادة المؤسسات لجوجل حيث تعمل تطبيقاتها الداخلية مرة أخرى.
الخلاصة
مثلت تلك الخطوة تحديا كبيرا من أبل وتحكمها المطلق فيما يعمل على هواتفها من تطبيقات. وأكدت الشركة أن أي مطور يستخدم شهادات الشركة الخاصة به لتوزيع التطبيقات على المستخدمين، سيتم ابطال شهاداته فوراً وبالطبع إيقاف أبل لشركتي فيس بوك وجوجل بحجمهما يعني أن أبل لن تتهاون مهما كان حجم الشركة.
تذكر إيقاف ترخيص المؤسسات لا يمنع الشركة من نشر تطبيقات المستخدمين التقليدية بل يمنع نشر التطبيقات الداخلية بعيداً عن المتجر
المصدر: