هل تبحث عن هاتف ذكي يحترم ويُقدر خصوصيتك، هل لديك مخاوف بشأن انتهاك بياناتك الشخصية من قبل شركات مثل جوجل وأبل، إذا كنت تفُكر في البحث عن بدائل لنظامي التشغيل أندرويد و iOS، على الإنترنت فسوف تجد أنظمة أخرى مثل Lineage الذي يعمل استنادا على الأندرويد وهناك نظام Sailfish المبني على نظام لينكس وغيرهما الكثير، لكن تكمن المشكلة في أن تلك الأنظمة تفترض إمتلاكك مستوى متقدم من المعرفة التقنية يفوق بكثير المستوى الذي يمتلكه المستخدم العادي وهذا يجعل الأمور صعبة، إذا ما الحل وهل هناك أي هواتف ذكية خالية بنسبة 100% من برامج وأدوات جوجل وأبل.

جوجل

الإجابة سهلة جدا، لأن بإمكانك الحصول على هاتف مثل نوكيا 105 (إصدار 2017) أو نوكيا 106 ذو الشريحتين (إصدار 2018) ويعمل كلا الهاتفين على تقنية الـ 2G فقط ولكن يوفران أجهزة راديو إف إم مدمجة وتستطيع من خلالها إرسال رسائل نصية وإجراء مكالمات هاتفية ولا يستندان على أي تقنيات لجوجل أو أبل.

بالطبع، قد ترغب في القيام ببعض الأشياء الإضافية على الهاتف الذكي مثل تصفح الويب وقراءة رسائل البريد الإلكتروني وفي هذه الحالة، سوف تحتاج لجهاز كمبيوتر صغير بحجم الكف يمكن حمله في جيبك مثل GPD Pocket 2 أو One Mix Yoga أو حتى One Mix 2S وتعمل تلك الكمبيوترات المحمولة الصغيرة جدا بنظام التشغيل ويندوز 10.

يبدو أن ما قلناه في الأعلى ليس ما تبحث عنه…

المشكلة أن معظم المستخدمين يرغبون في استخدام أشياء تعودوا عليها مع أن هناك بدائل قابلة للتطبيق وأحيانا تكون أفضل لكن عليك بذل بعض الجهد وإستخدامها، لكن الكثير لا يريدون بذل الجهد، لذا سوف تجدهم سريعا يذهبون إلى خدمات جوجل مرة أخرى مثل خدمة البريد الإلكتروني الشهيرة جي ميل أو مشاهدة فيديوهاتهم المفضلة على يوتيوب أو البحث عن مكان في جوجل مابس وربما تصفح الويب عبر المتصفح الشهير جوجل كروم والذي يعد الأكثر استخداما على نطاق واسع، وإذا فكرت في بذل بعض الجهد ولو قليلا مع الرغبة في الحصول على بعض الخدمات فيمكنك تجربة هاتف نوكيا Nokia 8110 المعروف بإسم “الموزة” والذي يعمل بنظام التشغيل KaiOS وهو نظام مخصص للعمل على الهواتف التقليدية والغير ذكية ويسمح للهواتف بتشغيل تطبيقات مثل واتس آب و يوتيوب وفيسبوك وخرائط جوجل ويعتبر ثاني أكثر الأنظمة شيوعا في الهند.


سلسلة من الإخفاقات

جوجل

الحقيقة، أن لدينا احتكار ثنائي في مجال الهواتف الذكية من قبل جوجل وأبل وليس السبب في عدم المحاولة، ربما تتذكر محاولة مايكروسوفت المنافسة مع نظام التشغيل الخاص بها ويندوز فون وبالفعل نجحت في تجاوز حصة أبل في الكثير من الأسواق العالمية ومع ذلك، كان الافتقار للتطبيقات القشة التي قصمت ظهر مايكروسوفت وجعلها تتخلى عن الأمر وخسارة مليارات الدولارات.

ورغم من ذلك، لا يزال بإمكانك الحصول على هواتف ويندوز فون ولكن معظمها يرجع تاريخ إلى الفترة ما بين 2015 و 2016 وقريبا سوف تصبح تلك الهواتف غير متاحة لذا لا أوصي بشرائها.

أيضا شركة مثل Canonical كان لها شرف المحاولة فى سوق الهواتف الذكية من خلال نظام التشغيل أوبنتو Ubuntu والقائم على أساس نظام لينكس ولكن بسبب قلة التفاعل تجاه النظام فشلت الشركة وتم إيقافه عن العمل ليحتضنه مجتمع المطورين.

وهناك بعض الشركات المصنعة للهواتف الذكية التي أنشئت نظام تشغيل خاص بها مثل العملاق الكوري سامسونج مع نظامه تايزن حيث تم إطلاق سلسلة هواتف بهذا النظام في الهند لكنها لم تحقق النتائج المرجوة ولكن يُعتمد على نظام تايزن في ساعات سامسونج الذكية بينما شركة LG فلديها نظام التشغيل WebOS والتي حصلت عليه من شركة إتش بي عام 2013 وظهر للمرة الأولى على هواتف Palm Pre الذكية في عام 2009 لكن إل جي قررت الإعتماد عليه بشكل أساسي في أجهزة التلفاز الذكية الخاصة بها.


بصيص من النور

جوجل

قد تتغير الأمور عندما أيقظ الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب العملاق الصيني هواوي فبعد قرار حظر واستبعاد الشركة الصينية من استخدام المعدات والتكنولوجيا الأمريكية، كانت هواوي بالفعل تعمل على تطوير نظام تشغيل متوافق مع تطبيقات الأندرويد والمعروف حاليا بإسم Hongmen OS كبديل بعدما أوقفت شركات مثل جوجل تعاملها مع هواوي وهذا كبدها خسائر محتملة في المبيعات إلى جانب عجزها عن تطوير أي هواتف مستقبلية.

ولكن يبدو أن هناك بصيص من النور في نهاية النفق حيث أصبح لدى الصين حافز قوي لاستبدال التكنولوجيا الأمريكية ببدائل محلية ومع أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت ولكن على المدى البعيد سوف يضر الأمر بمصالح كلا من جوجل و إنتل وكوالكوم وأبل والعديد من الشركات الأمريكية الأخرى، أيضاً يمكن لقضية مكافحة الإحتكار الذي قام بها الإتحاد الأوروبي ضد جوجل وفرض غرامات على الشركة العالمية بسبب استغلال سيطرتها في منع بعض المواقع من استعراض إعلانات المنافسين على نتائج صفحات البحث الخاصة بهم وتلك العثرة الخاصة بجوجل يمكنها أن تُشكّل فرصة لمصنعي الهواتف عبر تقديم متصفحات بديلة ومحركات بحث في القارة الأوروبية كما يستطيع اللاعبين الرئيسيين سامسونج وهواوي إختبار هواتف أندرويد خالية من خدمات جوجل وسوف يجد التفاعل من قبل المستخدمين في تلك البلدان الأوروبية.


تطبيقات الهاتف الذكي

جوجل

و أياً كان ما يحدث مع أبل وجوجل، فإن المستخدم يشتري الهواتف الذكية لتشغيل التطبيقات ويبدو أن معظم التطبيقات تهدد الخصوصية، وهذا ما أكدته دراسة قامت بها جامعة كاليفورنيا حيث وجدت أن حوالي 70 % من التطبيقات تشارك بياناتك مع جهات خارجية، حيث تعد بيانات المستخدم مهمة جدا لاستهدافه بالكثير من الإعلانات ومعرفة ما يحبه ويزوره على الويب ولهذا قامت جوجل بمنع تطبيقات تعمل على حماية الخصوصية مثل Disconnect.me والذي أزالته من متجرها دون أي أسباب ولكن السبب الحقيقي أنه يعمل على حجب الإعلانات وبالطبع تعد الإعلانات مصدر ربح ضخم بالنسبة للشركة.


الخلاصة

جوجل

في غضون عقد من الزمن، أصبح الهاتف الذكي أساسا لحياة الملايين من الأشخاص في كل مكان في العالم، وعلى الرغم من أن السباق بين الشركات التي تُصنع الهواتف الذكية لا يزال قائما وهناك منافسة شرسة، إلا أن المعركة على أنظمة ومنصات التشغيل لتلك الهواتف الذكية قد أنتهت منذ فترة طويلة بفوز أبل IOS وجوجل أندرويد.

هل تعتقد أن هناك فرصة لنظام جديد ربما مثل Hongmen الخاص بشركة هواوي أن ينافس أبل وجوجل، أخبرنا بالتعليقات عن رأيك بخصوص احتكار كلا من أندرويد وآيفون على منصات الهواتف الذكية وما الحل لإنهاء هذا الإحتكار.

المصدر:

theguardian

مقالات ذات صلة