منذ بدء سلسلة الآي-باد برو ومع كل إصدار جديد تنتشر اختبارات السرعة والتي تقوم بمقارنة معالجات A الخاصة بأبل فيها مع تلك الخاصة بشركة intel في أجهزة ماك بوك. والثابت أن الآي-باد يؤدي أسرع من عدة شرائح intel حديثة كل مرة. لذا تساءل البعض وقام الآخرون بالتوقع. لماذا لا تقوم أبل باستخدام هذه المعالجات في الماك؟

ماك بوك بدماغ الآي-باد، هل تنجح أبل فيما فشلت به ميكروسوفت؟


ما الفرق؟

الفرق بين شرائح أبل وإنتل يعود لأساس التصميم ذاته. حيث أن معالجات إنتل تأتي بمعمارية بناء هي x86. أما معالجات أبل فهي تتبنى معمارية مختلفة تماماً وهي ARM. وهي الأبسط والأكثر توفيراً للطاقة ولذا هي المستخدمة بكثرة في عمل معالجات الهواتف وهوائيات الاتصالات إلى آخره.

ولمدة طويلة لم تستطع المعالجات ذات معمارية ARM الوصول بالأداء لمنافسة تلك الخاصة بإنتل. ولكن بدأ هذا يتغير بقوة بعد قيام أبل بتصنيع عدة معالجات رائعة بدءاً بمعالج A9x ووصولاً إلى المعالج الرائع A13z. كما أن معالجات ARM موفرة للطاقة بشكل كبير ويمكنها نظرياً عمل قفزة ملحوظة في بطاريات الماك بوك.

ويبدو أن أبل بالفعل قد اكتسبت خبرة وقوة تقنية لا يستهان بها في مجال تصنيع المعالجات. فكما تحب الشركة أن تذكرنا، تتفوق تلك المعالجات على 90% من حواسب ويندوز في السوق.


لماذا التأخير؟ وماذا حدث مع مايكروسوفت؟

تفيد التقارير بأن الشركة بالفعل تقوم باختبار إمكانية وضع معالجاتها الخاصة في الماك بوك منذ سنين. ولكن المشكلة الأساسية هي البرامج. حيث يجب إعادة كتابة وتطوير كل برامج الجهاز لتعمل على معالجات ARM. ولا يمكن نقلها بسهولة فقط. وعند التفكير في كم البرامج التي يجب إعادة كتابتها وحجم تلك البرامج العملاق، فسيكون بيع الجهاز في بدايته مهمة صعبة.

أما عن مايكروسوفت فهي بالفعل قد حاولت أكثر من مرة استخدام معالجات ARM في أجهزة حاسب نقال. وآخرها أجهزة Surface Pro X. ولكن مع أن الأجهزة تشغل برامج مايكروسوفت المصممة لها خصيصاً بروعة، إلا أنها تعجز عن تشغيل برامج مهمة مثل كروم وفوتوشوب المصممة لمعالجات x86 بشكل يبرر الشراء. خاصة مع سعر الجهاز المرتفع.


هل سيقاوم السوق كثيراً؟

من المعروف عن أبل أنها تمتلك القدرة على سحب السوق في طريقها مع التقنيات الجديدة. ولا شك أن الشركات الكبرى مثل أدوبي ومنتجي الألعاب ومطوري السوفت وير سوف يتحركون مع التيار في حال انتشار الأجهزة أو وجود إغراء من قبل أبل. ولكن هذه المرة لن تقود أبل السوق وحدها فمايكروسوفت سوف تكون مستعدة للمساعدة. فهم أيضاً يريدون انتشار التطبيقات الداعمة لمعالجات ARM. ومع نفوذ أكبر منتجين لأنظمة الحاسب في العالم سوف يكون الانتقال أسهل.


أبل بالفعل تستخدم معالجاتها الخاصة في الماك

بالرغم من أن المعالج الرئيسي في أجهزة الماك هو معالج إنتل، إلا أنها منذ فترة تستخدم أيضاً معالجات T الخاصة بها. والتي تقوم بتشغيل خصائص خاصة بأبل مثل هوية اللمس وشريط اللمس وصيغ الفيديو المتقدمة الخاصة بها وعمليات تتعلق بالأمان. ويقوم النظام باستخدام شريحة أبل أو تلك الخاصة بإنتل كل لوظيفته الخاصة.

ربما تستطيع أبل فعل ذلك ولكن بشكل مختلف، حيث يكون المعالج الرئيسي من تصنيعها. ويقوم هذا بتشغيل النظام وتطبيقات أبل بالطبع. التي سيتم إعادة تطويرها كي تتوافق مع الشرائح الجديدة مع إضافة معالج إنتل ليقوم بتشغيل البرامج الإضافية والتي تعمل على المعالجات القديمة.

بالطبع هذه فكرة لا نعلم تماماً مدى إمكانيتها عملياً ومالياً ولكنها تبني على ما تفعله أبل حالياً.


جهاز متوقع في 2021

حسب تقارير انتشرت من عدة مصادر أبرزها صحيفة بلومبيرج، فأبل بالفعل تريد إطلاق جهاز ماك بوك برو يعتمد على معالج ARM خاص بها. وسيكون هذا الجهاز هو الماك بوك الأصغر في فئاتها وموجه للمستخدم العادي. من يريد فقط استخدام الانترنت، مشاهدة الفيديو، كتابة المستندات وغيره من الوظائف البسيطة. بالإضافة إلى برامج الآي-باد التي تعمل على الماك. وهذا عامة يمثل 70% من المستخدمين. لذا لن يفتقدوا التطبيقات العملاقة التي لن تعمل بالسرعة المعتادة.

أيضاً ربما تفاجئنا أبل بأدوات مخصصة للمطورين لتسهيل نقل التطبيقات وإعادة تطويرها وربما خدعة ما تمكن الجهاز من تشغيل برامج x86 بشكل أفضل من المعتاد مع حواسب ARM التي تعمل بنظام ويندوز.


ماذا نستفيد؟

بالطبع المستخدم هو الأهم. فماذا نستفيد؟

السرعة: فبالنسبة لنا يعتبر تطوير أبل لمعالجاتها الخاصة لأجهزة ماك بوك فائدة كبيرة حيث يزيد التكامل بينها وبين التطبيقات ونحصل على جيل جديد من الأداء في تلك البرامج المخصصة بعد نضوج التقنية.

البطارية: بالطبع تعتبر البطارية من أساسات الحواسب المحمولة. ومعالجات ARM وخصوصاً تلك التي تنتجها أبل تمتلك قدرة عالية على توفير البطارية مع الحفاظ على سلاسة النظام. لذا غالباً سوف نحصل بالفعل على عمر بطارية أكبر.

سرعة التحديثات: من أكبر المشاكل فيما يتعلق بالماك بوك هي بطء الإصدارات. فكثيراً ما تحدث تأجيلات لتواريخ الإصدار أو البيع. وهذا بسبب إنتل. حيث أنها كثيراً ما تتأخر في إصدار الأجيال الجديدة من معالجاتها. خصوصاً تلك الخاصة بأبل فهي تمتلك تعديلات تختلف عن الخاصة بباقي السوق.

الحفاظ على الأداء: أحد الانتقادات التي ملأت الانترنت بخصوص ماك بوك Air الجديد و ماك بوك برو قديم هو أنها تقوم بعمل Thermal Throttling. أي أن الجهاز يصبح شديد السخونة عند استخدامه بقوة لفترة طويلة. فيقوم بتقليل سرعة المعالج عمداً كي تقل الحرارة. أما معالجات ARM فهي أفضل بكثير في الحفاظ على الحرارة، مما يعني قدرة الوصول لسرعات أكبر ولفترات أطول.

بيانات خلوية: ربما تعتبر هذه أحد أهم الفوائد حيث يمكن لأبل وضع إمكانية استخدام بيانات 4G و 5G في أجهزة ماك بوك بسهولة.


قامت أبل بتغيير معمارية معالجات الماك قبلاً، آخرها كان سنة 2005 عند الانتقال إلى إنتل؛ فعل تستطيع الشركة فعلها مجدداً؟

مقالات ذات صلة