يعلم الجميع أن أبل تعمل على شكل من أشكال أجهزة الواقع الافتراضي VR. وأفاد الصحفي مارك جورمان من بلومبرج مؤخرًا أن المنتج قد يصل في نهاية عام 2022، أو في وقت مبكر من عام 2023. ومن الصعب تحديد ما ستقدمه أبل بالضبط في هذه المرحلة. لكن يشير بعض المحللين إلى أنها نظارة واقع افتراضي تشبه نظارة Oculus Quest، التي تصنعها فيسبوك، والمعروفة الآن باسم ميتا. وبما أن الشركتين ستقدمان منتجاً بنفس المفهوم والتصور تقريباً، مع الاختلاف في طريقة العمل، فهل ستؤثر أبل على منتج ميتا؟


تعد نظارة The Quest الخاصة بشركة ميتا، أكثر أجهزة الواقع الافتراضي شيوعًا، وتعتبر جزءًا مهمًا من الإستراتيجية التي وضعها الرئيس التنفيذي، مارك زوكربيرج، الذي قال “بأنه قريباً سيأتي يوم سيكون لدينا فيه جميعًا نظارة واقع افتراضي VR مربوطة بوجوهنا في معظم الأوقات.”

قبل انطلاق نظارة أوكلس كويست وفي 2019 كتب طارق منصور مدير موقع آي-فون إسلام مقال تنبأ فيه بما يحدث الآن، اقرأ هنا

وليس هناك شك في أن الشركتين لديهما أفكار مختلفة تمامًا عن سبب رغبة الناس في شراء نظارة الواقع الافتراضي VR الخاصة بهما. ومن غير المحتمل أن يكون لدى أبل الدافع لصنع أي منتج من شأنه أن يلعب دورًا في إستراتيجية ميتا فيسبوك. وذكر جورمان سابقًا أنه حتى كلمة ميتافيرس كانت “محظورة” في آبل.

ومن المتوقع أن تطلق أبل في النهاية مجموعة من نظارات الواقع المعزز AR تسمح برؤية كاملة للعالم المادي من حولك، مع إضافة نوع من التراكب الرقمي لتوفير المعلومات. وربما لا يزال أمامنا بضع سنوات حتى نرى تلك التقنية بهذا الشكل، حيث سيركز الإصدار الأول على أشياء مثل الألعاب واللياقة والتجارب المشتركة مثل FaceTime أو SharePlay.

ولسنا متأكدين تمامًا من التفاصيل في هذه المرحلة، لكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو فكرة أنه بمجرد دخول أبل اللعبة، يمكن أن تكون نهاية فيسبوك، أو على الأقل التأثير الكبير عليها.

ذلك لأن لدى أبل ثلاثة أشياء تضعها في وضع فريد ليس فقط للتنافس مع فيسبوك ولكن أيضًا لتشكيل تهديد وجودي لخطتها للسيطرة على ميتافيرس.


من لديه التقنية لصنع ميتافيرس

قد تكون أكبر مشكلة تواجه رؤية فيسبوك حول ميتافيرس هي أنها ليست عندها الخبرة الجيدة التي ستحتاجها لخدمة ذلك، لكن في المقابل، نجد أن أبل متفوقة بشكل كبير في البرامج والأجهزة.

كذلك الاستعجال في تقديم منتج غير شامل ويعتريه الكثير من أوجه القصور والنقص، مقابل التركيز بشكل كبير على الطريقة التي يرغب بها المستخدم في استخدام التقنية ثم دمجها في في هذا المنتج، كما في حالة أبل، لذلك نجدها تتأخر في إصدار بعض الميزات، حتى تخرجها بالشكل المطلوب الذي يلبي احتياج الناس بشكل مثالي.


نظام التشغيل

لا شك أن تطبيق فيسبوك له قاعدة برمجية ضخمة للغاية. وكذلك الحال مع إنستجرام وواتس آب. وتعتمد شركة ميتا بشكل أساسي على هذه التطبيقات الثلاثة، وبالتالي هي تعتمد على فكرة أن لديها جمهورًا ضخمًا من المستخدمين وتعول عليهم كثيراً.

كذلك في المقابل نجد أن أبل لديها جمهور عريض أيضاً. إذ أن هناك حوالي 1.5 مليار جهاز iOS قيد الاستخدام اليوم وهي قاعدة لا بأس بها إطلاقاً، مقابل ثلاثة مليارات مستخدم نشط على منصة فيسبوك.

ومن ناحية أخرى، فإن أبل لديها بالفعل قاعدة برمجية لمنصة الواقع الافتراضي VR وتعمل على تطويرها باستمرار، في الوقت الذي كانت فيه فيسبوك مشغولة بمحاولة شراء أي شركة برمجيات VR، وتمتلك أبل بالفعل Apple Arcade و Fitness +. في حين أن أيًا من هذين الأمرين لا يمثلان نجاحًا كبيرًا من تلقاء نفسه، إلا أنهما يمثلان بالتأكيد بداية جيدة.

وهذا فيديو يوضح تقدم آبل في مجال الواقع المعزز وهو من تطوير شخص مستقل فكيف عندما تستخدم هذه الحزم البرمجية الشركات العملاقة.


الثقة

وهذا هو العامل المهم، بالنظر إليه نجد أن هناك فجوة ثقة كبيرة بين الشركتين. وصراحةً نجد أن جُلّ المستخدمين لا يثقون في فيسبوك. ففي استطلاع رأي حديث أجراه موقع The Verge المشهور، قال إن 56% من الأشخاص إنهم لا يثقون في فيسبوك، وإن معلوماتهم الشخصية ليست في أيدٍ أمينة. ويعتقد 36% فقط أن الشركة لها تأثير إيجابي عام على المجتمع. وبالنسبة لشركة أبل، فإن من يثق بها يتعد نسبة 61%.

وهذه فجوة كبيرة، فرؤية فيسبوك تقضي بأنها ستقدم انترنت أكثر شمولاً، وعلى المستخدم أن يقضي معظم وقته في ارتداء نظارة الواقع الافتراضي، باستخدام برنامج فيسبوك، وهو بذلك يقدم نفسه ومعظم وقته وجل تفكيره وسلوكياته على تلك المنصة التي ستكون على اطلاع مباشر بكل تلك التصرفات.

ومن المعروف أن أثمن شيء لدى أي شركة هو عامل الثقة، وهو عامل تفتقر إليه فيسبوك بشدة.

كذلك أبل لا تحتاج إلى سماعة AR / VR للحفاظ على بقائها، لكن في المقابل، راهنت فيسبوك بكل شيء على فكرة أن الناس سيرتدون نظارات الواقع الافتراضي طوال اليوم ولكل شيء بدءًا من الترفيه، إلى العمل، إلى المدرسة، إلى التواصل مع مختلف الأشخاص.

ربما ستحل نظارات الواقع المعزز AR في يوم من الأيام محل الآي-فون. وإذا كان الأمر كذلك، فإن خطة أبل هي أن تبيعها لك. وإذا نجحت، فحتما سيؤثر هذا بالسلب على شركات عدة وعلى رأسها فيسبوك.

هل تعتقد أن نظارة الواقع الافتراضي أو المعزز القادمة من أبل ستؤثر على فيسبوك والشركات المنافسة؟ أم أن لكل شركة استراجيتها وجمهورها؟ أخبرنا في التعليقات.

المصدر:

inc

مقالات ذات صلة