الألعاب في الأجهزة الذكية أصبحت شيئاً مهماً وأساسياً للشركات والمطورين والمستخدمين بل أن بعض المستخدمين يقضون أغلب وقت استخدامهم في الهواتف الذكية في اللعب، ومنذ بداية ثورة الألعاب في 2010 قدمنا مقالاً يتحدث عن مستقبلها –هذا الرابط-، ثم في 2011 تابعنا ما وصلت إليه –هذا الرابط-، ولاحقناً استعرضنا خسائر “ننتندو” بسبب عنادها بعد دخول عالم الأجهزة الذكية –هذا الرابط-، وأيضاً عن استحواذ أبل على 84% من عائدات الألعاب –هذا الرابط-. واليوم سنلقي نظرة أخرى على ألعاب الأجهزة الذكية وكيف وصلت الآن وما هو مستقبلها المتوقع.

تطور الألعاب في الأجهزة الذكية


بدايات ألعاب الهواتف الذكية

ألعاب الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية تصنف تحت ألعاب الأجهزة المحمولة والتي يدخل تحتها أي ألعاب تستطيع أن تلعبها وأنت تحمل الجهاز الذي يحتويها بدون أن تقيدك بالبقاء في مكان واحد. وقد لاقى هذا النوع رواجاً كبيراً في السنين الأخيرة لإمكانية لعبها في أي مكان وتضييع الوقت أثناء الانتظار في الأماكن العامة مما جعلها وسيلة ترفيه أساسية لجميع الفئات العمرية. لكن هل فكر أحد ما هى أول لعبة والتي بدأت بها ثورة الألعاب على الهواتف؟

الإجابة هي لعبة Tetris الشهيرة جداً وكان أول ظهور لها على جهاز Hagenuk MT-2000 عام 1994 وكانت بالأبيض والأسود حيث لم تظهر شاشات الأجهزة المحمولة الملونة في ذلك الوقت. ثم بعدها وفي عام 1997 انطلقت لعبة نوكيا الشهيرة “Snake” أو “الثعبان” والتي كانت مُحملة مسبقة في كل أجهزة نوكيا حتى أصبحت واحدة من أكثر الألعاب انتشاراً حيث بلغ انتشارها 350 مليون جهاز حول العالم وقد أصدرت بعدها لعبة “Variant of the Snake” والتي كانت أول لعبة يُمكن لشخصين اللعب فيها عن طريق تقنية Infrared

لعبة Tetris على جهاز Hagenuk MT-2000 هي أول لعبة في عالم الهواتف


نقلة الألعاب في عالم الهواتف الذكية

ظلت الألعاب تُقدم بشكل عشوائي من قبل الشركات والمطورين وقد تم تقديم خاصية تحميل الألعاب أول مرة عام 2000 ولكنها كانت صعبة للمستخدم من حيث صعوبة الحصول على الإنترنت وعدم وضوع آلية التحميل. حتى حدثت النقلة التاريخية وذلك بإصدار أبل متجر التطبيقات عام 2008 والذي أحدث ثورة كبيرة في عالم التطبيقات ومن ضمنها الألعاب فبدلاً من أن يبحث العميل عن المحتوى المراد تحميله فقد فرضت أبل أن يقوم المطورين بجمع تطبيقاتهم في مكان واحد يسهل للمستخدم البحث فيه عما يريد، وهنا بدأ المطورون في صنع ألعابهم في جهاز الآي فون والذي كانت مواصفاته وقتها تسمع برفع سقف التطوير وإنتاج ألعاب ذات رسوم رائعة وإمكانيات لم يتعود عليها المستخدمون في ألعاب الهواتف الذكية، ثم صدر الآيباد وزاد شغف المطورين في انتاج ألعاب ذات إمكانيات أكبر نظراً لمساحة الشاشة التي يوفرها جهاز الآيباد -راجع مقالنا السابق عن هذا الأمر– وزاد شغف المستخدمون كذلك بشراء الألعاب واقتناءها. ولم تقف أبل عند هذا الحد في الاهتمام بالألعاب فقد أطلقت مركز الألعاب في عام 2010 مع تحديث iOS 4.1 وهو أشبه ما يكون بشبكة اجتماعية للألعاب حيث يمكنك أن تتحدى أصدقاءك وتشاهد نتائجهم وما يلعبون وغيرها من الأمور.

وجعلت أبل مركز الألعاب متوفراً في كل أجهزتها سواء التي تعمل بنظام iOS أو أجهزة الماك ونلاحظ اليوم أن هذه النقلة في عالم الألعاب والتطبيقات عامة أصبحت منتشرة في جميع الأنظمة كالأندرويد والويندوز والتي حذت حذو أبل في الاهتمام بعالم الألعاب.


مستقبل الألعاب في الأجهزة الذكية

قبل أن نتكلم عن المستقبل فلنلقي نظرة عن الألعاب في الهواتف الذكية اليوم فمع المعالجات الخرافية مثل معالج Snapdragon 800 وإخوانه من كوالكوم ومعالج A7 من شركة أبل وغيرها من المعالجات التي تقدم مواصفات قوية لأجهزة لم نتصور أن تصل يوما لهذا المستوى، وكانت سبباً بأن فتحت هذه للمطورين آفاق كبيرة في تطوير الألعاب فخرجوا لنا بألعاب ذات رسوميات وإمكانيات مذهلة، فـ مثلاً لعبة Infinity Blade الحصرية على أجهزة iOS والتي لم أتخل أن ألعب يوماً على هاتفي، لعبة بمثل إمكانياتها خصوصاً على شاشات الريتنا ومعالج A7 الجديد كانت ولا تزال تقدم تجربة لا توصف وكذلك لعبة “Modern combat” والتي تتوفر على متجر أبل والأندرويد والويندوز برسومها وطريقة لعبها الرائعة وهناك الكثير من الألعاب التي غزت متاجر الأجهزة منها ما هو ضخم وموجه لهواة الألعاب و منها ما هو بسيط ويناسب جميع الأعمار ولا يخفيكم لعبتي Angry Birds وFlappy bird والتي أصبحت على كل جهاز ولسان.

لعبة Infinity Blade III على أجهزة iOS

لا زالت الألعاب في تطور مستمر على الهواتف الذكية ووصلت إلى أبعاد لم يكن يتخيلها أحد حتى أن الشركات أصبحت تدعم أجهزتها بإكسسوارات الألعاب مثل أيادي التحكم و غيرها، بل أن هناك أجهزة ظهرت تحمل نظام الأندرويد وتضم متجر فيه مختلف الألعاب لتصبح جهاز ألعاب منزلي سهل الحمل والاستخدام كجهاز Ouya وغيره، وحتى قوقل أعلنت قريباً أنها سهلت للمطورين أدوات ليفتحوا المجال لمستخدمي الأندرويد وiOS بأن يلعبوا سوية ألعاباً جماعية من خلال منظومة خاصة بالأندرويد -أمر يشبه الجيم سنتر-.

هكذا ستكون الألعاب مع معالج Nvidia Tegra K1


سؤال أخير وهام وهو “هل مع سرعة تطور ألعاب الأجهزة الذكية هل تصل إلى منافسة البلاي ستيشن وإكس بوكس و Wii؟

قبل أن تتسرع وترد بالنفي فكر جيداً وانظر إلى الألعاب التي كانت يوماً على الأجهزة المنزلية الأسبق كالـ بلاي ستيشن 1، أصبحت الآن في متاجر iOS وأندرويد كلعبة Crazy Taxi، وألقي نظرة على معالج نيفيدا Tegra K1 والذي يمكن المطورين من إنتاج ألعاب تصل في مستواها لمستوى أجهزة البلاي ستيشن 3 والإكس بوكس ون “انظر للصورة في الأعلى” ، فهل بعد هذا لازلت تشك في احتمالية أن الهواتف الذكية واللوحيات قد تحمل راية عالم الألعاب يوما لتحل محل أجهزتنا المنزلية؟

نعم لا يزال التفوق الرقمي للأجهزة المنزلية حيث تحتل عائدات ألعاب الهواتف فقط 17.5% أي 12.3 مليار دولار، لكن خلال 3 سنوات يتوقع أن تزيد الحصة لتقارب 30% والعائدات لتتجاوز 25 مليار دولار.

ما رأيك في ألعاب الأجهزة المحمولة؟ وهل يمكن أن يصل تطورها الحد الذي تهدد فيه عرش منصات الألعاب يوماً ما؟

مصدر | issuu

مقالات ذات صلة