نحن موقع تقني مهتم تحديداً بأجهزة أبل الذكية، لكن من الحين والآخر نسعى لتقديم مقالات تتحدث عن الشركات الأخرى وأحدث ما لديها مثل هاتف أمازون أو مؤتمر جوجل، أو مقالات تجعلنا ننظر إلى الشركات التقنية بشكل مختلف مثل كيف تفكر مثل الشركات التقنية الجزء الأول وأيضاً الجزء الثاني والتي سعينا فيهم إلى أن نتعلم من أسلوب تفكير الشركات التقنية. في هذا المقال سنبتعد قليلاً عن التقنية ونتخيل سوياً لو أن شركات أبل وسامسونج وجوجل ومايكروسوفت وفوكسون وغيرهم كانوا دولاً فمن ستكون هذه الدول.


توضيح هام:

هدف المقال ليس سياسياً لكننا فيه نفكر بشكل مختلف في الشركات التقنية وننظر إلى أسلوب عملها ثم نخمن من من الدول الكبرى يطبق نفس أسلوب هذه الشركات. المقال والأمثلة لا تعني تأييد أو معارضة لأي دولة لأننا موقع تقني وليس سياسي.


الولايات المتحدة الأمريكية

دولة عملاقة لا يوجد أحد في العالم لا يعرفها أو يعلم رموزها أو حتى لا يستخدم منتجات قادمة منها، أمريكا تهدف السيطرة على الجميع، تتلصص على الكرة الأرضية وحتى كبار الزعماء في أوروبا، بالرغم من أنها وضعت قوانين دولية في الأمم المتحدة لكنها تخترقها. في النهاية هى ملك اللعبة والمسيطرة الأول عليها. من يا ترى يشبه هذا الفكرة؟ إنها جوجل.

جوجل عملاق البحث على الإنترنت والبريد الإلكتروني وخدمات السحابة وتمتلك أشهر نظام تشغيل للأجهزة الذكية “أندرويد” ولا يوجد دولة في العالم أو قرية أو شخص يتصل بالإنترنت إلا وكان يستخدم أحد خدماتها إما الأندرويد أو محرك البحث أو حتى المتصفح. تخترق جوجل الكثير من القوانين وتواجهه اتهامات من المفوضية الأوروبية وغيرها.

في عالم السياسة لا أحد يستطيع الاستغناء عن أمريكا، وفي التقنية الأمر نفسه لجوجل


سنغافورة

أحد عمالقة جنوب شرق أسيا والدولة التي يزيد متوسط دخل الفرد فيها عن كل الدول الأوروبية والخليجية -عدا قطر- وأمريكا واليابان. دولة ثرية ومتقدمة جداً لكنك تجد فيها بعض القوانين القاسية والغريبة بهدف الحفاظ على نظام الدولة. ممنوع بيع اللبان في سنغافورة، ممنوع تكوين أحزاب في سنغافورة، الدخول إلى شبكة واي فاي مفتوحة -بدون باسورد- يعد “تهكير”، إذا ألقيت ورقة في الشارع تدفع 5 آلاف دولار غرامة، التدخين ممنوع في كل مكان عام تقريباً في سنغافورة. كل هذا من أجل حماية المواطنين. والمفاجأة أن الدراسات تقول المواطن السنغافوري من “أسعد” المواطنين حول العالم. أليس هذا يشبه شركتنا العزيزة “أبل”.

أبل ابتكرت الحاسب الشخصي والفأرة -ماوس- وأجهزة الموسيقى -الآي بود- والآي فون والآي باد، حققت طفرة كبيرة لكنها ظلت طوال الوقت تضع قيود كبيرة على مستخدميها بهدف مصلحته والحفاظ على الكفاءة والأداء، تلغي أبل الـ DVD في أجهزتها الحديثة هكذا وتقول أنه لا أحد يحتاجها. تقرر بالإنابة عن المستخدم ما عليه فعله وما هى مصلحته. وفي النهاية ألسنا سعداء بما تقدمة أبل بالرغم من أمورها الغريبة؟

سنغافورة متقدمة لكنها تضع قيود كثيرة بعضها غير مفهوم وذلك من أجل صالح مواطنيها، وكذلك أبل.. وفي النهاية مستخدموا أبل ومواطنوا سنغافورة سعداء


الصين

الدولة التي تصنع كل شيء، بكل الأسعار وأي جودة، خصمها الأساسي هو الولايات المتحدة لكنه في الوقت نفسه أكبر شريك تجاري لها. الدولة التي تستطيع أن تشتري سلعة ما بسعر 10$ ونسخة أخرى منها أيضاً بسعر 100$. الهدف هو أكبر بيع ممكن لأكبر عدد. الدولة التي تصدر قطع غيار للشركات كتويوتا مثلاً ويوجد مصانع على أرضها تقلد منتجات تويوتا. لا شيء ممنوع والأهم هو البيع. ألا تشعر أننا نتحدث عن عملاق كوريا “سامسونج”؟!

سامسونج عملاق يصنع كل شيء وبكل جودة، هواتف وتلفاز وثلاجات، شركة لتصنيع السفن وأخرى للكيماويات وثالثة للملابس ورابعة للأدوية وخامسة وسادسة، تصنع كل شيء وبكل الجودة الممكنة، يوجد لدى سامسونج هواتف ذات سعر 15$ وأخرى 800$. المهم بيع أكبر عدد ممكن، يتهمونها بتقليد سوني ثم تقليد أبل وغيرها، ليس لهذا أهمية فالأهم هو النجاح. إنها العملاق الكوري التي تنافس أبل وفي الوقت نفسه يعد من أكبر شركاءها التجاريين.

في الصين ستجد كل شيء، لا عداءات بل مصالح تجارية، وكذلك سامسونج ستقدم لكل أي منتج وبأي جودة وسعر تريدها


بريطانيا

دولة إمبراطورية عملاقة احتل عشرات البلدان في السابق وأصبحت الدولة التي لا تغيب عنها الشمس. لكن هذا العملاق شاخ الآن، لا تزال دولة كبرى لكنها لا تقارن بما كانت عليه في الماضي. تحاول من الحين والآخر أن تقوم ببعض الأمور سواء الصناعية أو العسكرية وكأنها تقول أنها لا تزال هنا. لكنها ليست كما كانت سابقاً وربما لن تعود لسابق عهدها وإن بقيت عملاقة بالطبع. ألسنا نتحدث عن مايكروسوفت؟!

مايكروسوفت غزت العالم مع نهضة الحواسب الشخصية وأصبحت الشركة الأكبر والأكثر ثراءاً، خاضت معارك قضائية ضد الاتحاد الأوروبي وأمريكا بتهمة الاحتكار والهيمنة على السوق العالمي. حالياً تراجعت في الأسواق مع نهضة الأجهزة الذكية والتي احتكرتها “أبل وجوجل”. من الحين والآخر تطلق مايكروسوفت بعض التقنيات والأمور التي تهدف أن تعديها لمجدها، لكن هذا لن يحدث، لن تسيطر على عالم الهواتف، لن تعود حصة الويندوز كما كانت، ولن يصبح إنترنت اكسبلورر هو المتصفح الأول. لا تزال عملاق مثل إنجلترا لكنه عملاق أصغر مما كان عليه سابقاً.

بريطانيا عملاق لكن قوته بنيت في الماضي، لا تزال دولة قوية لكنها ليس كما كانت قبل قرن من الزمن، وكذلك مايكروسوفت ليست في نفس قوتها قبل عقد مضى


روسيا

الختام مع روسيا، الدب الذي ورث الإتحاد السوفيتي وأسلوبه، روسيا الآن دولة ثرية وقوية وذات نفوذ واسع سواء سياسي أو اقتصادي. الأسلوب الروسي يطبق قاعدة وهى “لدينا هدف سننفذه مهما كانت التضحيات حتى وإن كانت بأرواح مئات البشر”. دولة قوية لكنها لا تكترث بالجانب الإنساني أو الأخلاقي. أليس هذا أسلوب فوكسون؟!

فوكسكون هى أكبر شركة في العالم، يعمل بها ما يقارب المليون ونصف عامل في مصانعها، تقوم بأداء مهامها بتجهيز الهواتف والأجهزة اللوحية بكفاءة عالية وتعتمد عليها مئات وآلاف الشركات حول العالم ومنها شركة أبل نفسها. فوكسون لا تهتم بأي اعتبارات سوى بالعمل، لا مانع من أن ينتحر العمال من ضغوط العمل، أن توظف أطفال لساعات عمل تصل إلى 15 ساعة يومياً، أو حتى تستخدم مواد كيميائية خطيرة تسبب السرطان من أجل توفير 1$ لكل هاتف تجمعه. المهم هو العمل والنتيجة وليس أرواح البشر وهذه الأخلاقيات.

فوكسون وروسيا ليس مهم عندهم الوقت أو البشر أو أي شيء، هناك هدف ما سيتم تنفيذه بأي ثمن وأي تضحيات

قائمة الدول طويلة ولا تنتهي لكننا نكتفي بـ 5 أمثلة فقط، أخبرنا رأيك في هذه الأمثلة وأيضاً هل ترى أي شركة تمثل دولنا العربية؟ شاركنا رأيك في التعليقات

مقالات ذات صلة