تحدثنا قبل شهرين لماذا نفضل خرائط جوجل على خرائط أبل، ثم في مقال آخر الشهر الماضي عن تليجرام ولماذا نراه أفضل من واتس آب. والآن جاء دور المقال الثالث وهو المتصفح. سفاري أم جوجل كروم؟ تحدي واختيار صعب للغاية.


توضيح هام:

في المقال السابق “تيلجرام وواتس آب” واجهنا هجوم عنيف من بعض المتبعين واتهامات بأننه “حصلنا على أموال” من تيلجرام من أجل كتابة هذا المقال. وهو أمر لم يحدث نهائياً. فلا جوجل دفعت لنا لنكتب أن خرائطها أفضل، ولا تليجرام ولا دفعت لنا أبل للمقالات الخاصة بهم. هذه المقالات جاءت من تجربة شخصية لي كـ “بن سامي” وأنني أفضل تطبيق عن الآخر وقررت مشاركتكم فيما أعجبني. وللأسف وأيضاً للغرابة لم يتمكن من يذكر أنه مقال “مدفوع” من نفي نقطة تفوق واحدة تم ذكرها ولم يتمكنوا أيضاً من ذكر تفوق واحد لواتس آب مثلاً غير المذكورين “الانتشار والاتصالات” بل وهناك من قال لماذا تدعون أن تليجرام أفضل وكأنه لم يقرأ سطراً لأن كل المقال هو رد على سؤاله لكنهم قرروا اللجوء للوسيلة الأسهل وهى “التشويه للتشويش” وكأنه يرى أننا عندما ننشر مقال “دعائي مدفوع” فهذا يعد سبة وتهمة وأمر سيء. هذه السلسلة ليست مدفوعة بل تجارب شخصية لي.


هنا يتفوق جوجل كروم

بخلاف المقالات السابقة فإنه هنا علينا ذكر بشكل واضح نقاط تفوق الآخر لأنه حقاً مفيدة. وأهم ما يتميز به جوجل كروم هو المزامنة مع نسخة الحاسب:

نسبة استخدام كروم في الحواسب تصل إلى 63% أو أكثر. أما سفاري 5.3% فقط. وبالانتقال للهواتف تقفز حصة سفاري إلى 18% وتقل نسبة كروم إلى 46% وهذه الإحصائية تضم هواتف الأندرويد أيضاً والتي لا تنافس فيها أبل ويزيد عددها على أجهزة iOS أي إن وجدت إحصائية للاستخدام على أجهزة أبل فستكون غالباً حصص متقاربة بل وربما يتفوق سفاري. وهذا يعني أن هناك ملايين يعتمدون في الحواسب على كروم وفي الآي فون والآي باد على سفاري (وأنا منهم). ونتيجة لهذا الأمر فإن تاريخ المواقع التي نزورها وكلمات المرور وبطاقات الإئتمان وغيرها تكون لدى جوجل أثناء استخدام الحاسب الشخصي. لذا تعد هذه نقطة تفوق لكروم أنك تستطيع الوصول لبياناتك في متصفح الحاسب لأنك تستخدم هناك كروم أيضاً.

لكن بالرغم من هذه الميزة الهامة لكنني فضلت في النهاية سفاري لهذه الأسباب


لهذا اخترت سفاري

يتفوق سفاري بالنسبة لي على كروم وإن كان لم يستطيع أن يصبح بديلاً تاماً كما فعلت خرائط جوجل وتليجرام قبله؛ لكنني فضلت سفاري لهذه الأسباب:

1

وضع القراءة: تحصل المواقع على دخلها غالباً من الدعايا والإعلانات لكن يصبح الأمر مزعجاً للغاية في بعض المواقع مما يجعلك تبحث عن المحتوى وتشتت، في سفاري بلمسة واحدة على الخطوط الثلاث بجوار العنوان يتم إزالة كل التنسيق والدعايا وكل شيء ويبقى محتوى الصفحة فقط لقراءته. ميزة هامة جداً لي كشخص محب للقراءة على الآي باد وخاصة أنه يمكنني التحكم في حجم الخط والخلفية والألوان وغيرها.

2

القراءة الاحقة: أحياناً أجد مقال يعجبني لكن لقلة الوقت لا يمكنني قراءته الآن. لذا ففي ثواني أقوم بالضغط على زر المشاركة وإضافته للقراءة الاحقه ليقوم سفاري بتحميله لتسهيل الوصول إليه في أي وقت. هذه الميزة لها تطبيقات مخصصة لأهميتها الكبيرة.

3

سلسلة مفاتيح أبل: نفس الميزة التي توجد في كروم هى أيضاً في سفاري وهى أنه يمكنك استخدام سلسلة مفاتيح أبل أو Apple Keychain على سفاري وهذا الأمر مفيد للغاية في الإكمال التلقائي للكثير من بياناتي. فمع الوقت يقل استخدامي للحاسب ويزيد للآي باد وبالتالي تصبح كلمات المرور المسجلة لدى أبل أحياناً لا يوجد نسخة منها لدى جوجل. نفس الأمر بطاقاتي الإئتمانية استطيع مشاهدتها بسهولة من iOS في سلسلة المفاتيح.

4

البحث السري: تسمح لك جوجل في كروم باختيار محرك البحث بين جوجل وياهوو وبينج وAsk و AOL لكن عندما تكون هذه الخيارات لديك فسوف تستخدم طبعاً جوجل. لكن سفاري يعرض لك خيار آخر للبحث DuckDuckGo وهو محرك بحث ليس بشهير لدينا لكن به ميزة عدم التعقب. لذا لا تضيفه جوجل في متصفحها وتنفرد به أبل في سفاري.

5

المفضلة أمامك: ميزة أخرى في سفاري أحبها في الآي باد وهى أن مواقعي المفضلة يظهر بعضها أمامي فوق التبويبات وأسفل شريط عنوان الموقع. ميزة سهلة وهامة تجعلك تصل لمواقعك المفضلة في لمسة.

6

إجباري من أبل: هذه الميزة ليست ميزة حرة وحيادية، فأبل تترك مزايا حصرية لها وبالتالي يكون تطبيقها أفضل، من ضمن هذه المزايا هى بعض الحصريات في قائمة المشاركة، فمثلاً عند مشاركة قائمة مشاركة نفس الموقع في كروم وسفاري، وجدت يظهر في سفاري في النصف العلوي “التطبيقات” عدد 25 خيار مقابل 21 في كروم. أما النصف السفلي “أدوات” فكان فارق ضخم حيث يأتي سفاري بعدد 18 خيار بينما كروم يأتي ب 7 خيارات فقط. وبهذا تضم القائمة ككل 15 ميزة إضافية لسفاري عن كروم.


جوجل تعلم

وأخيراً جوجل تعلم أن متصفحها على iOS ليس بالكفاءة الكافية لكنها أوضحت الشهر الماضي أن السبب هو اعتمادها على الـ WebKit الخاصة بأبل لكن الشهر الماضي قامت بفتح المصدر للتطبيق وقالت أن هذا سيجعله أفضل وأسرع في التطبيق وأنها اكملت التحول إلى منظومة الـ Chromium الخاصة بها. لذا نتوقع أن نرى قفزات في سرعة التصفح والمزايا ودعم المواقع قريباً.

بالنسبة لي يتفوق سفاري في iOS بينما يتفوق كروم على الحاسب الشخصي سواء ماك أو ويندوز

أيهما أفضل ولماذا أبل سفاري أم جوجل كروم؟ شاركنا رأيك

مقالات ذات صلة