بين حدث طرح الآيباد Air في الشهر الماضي مع شريحة A14 الجديدة من أبل والإعلان عن الآي-فون 12 الذي الذي تميز بالرقاقة A14 Bionic نفسها، قام بعض المسؤولين في أبل بالتحدث عن التكنولوجيا وراء A14 واستراتيجية الرقاقة الشاملة للشركة.


إستعرض من قبل نائب رئيس آبل لهندسة المنصات تيم ميلليت Tim Millet والمدير الأول المسؤول عن تسويق حاسب الماك Mac والأيباد توم بوغر Tom Boger كيف استفادت آبل من قدرتها على تخصيص رقاقاتها الخاصة للتركيز على كل من كفاءة الطاقة والأداء. حيث بالانتقال إلى تقنية الـ 5 نانومتر في A14 وزيادة عدد الترانزيستورات، أصبح هناك مساحة أوسع لتطوير كفاءة أعلى بالأداء والعمل بطاقة أقل.

مما لا يثير الدهشة، أن المحرك العصبي Neural Engine لهذا العام في A14 بعيد كل البعد عن المحرك العصبي الأول الذي رأيناه في A11 عام 2017. ففي A11 كان يمكن أن ينتج 600 مليار عملية حسابية في الثانية، وفي A13 في العام الماضي رفع الحاجز إلى 6 تريليون عملية في نفس الفترة الزمنية. في حين إن A14 حقق طفرة نوعية عن طريق إجراء 11 تريليون عملية حسابية في الثانية الواحدة.

وبالحديث عن البنية الداخلية لـ A14 فقد زادت تقنية الـ 5 نانومتر عدد الترانزيستورات الى ما يقارب 12 تريليون ترانزيستور، وأصبح المحرك العصبي Neural Engine في A14 يحتوي الآن على 16 نواة، مقارنة بثمانية أنوية في A13 العام الماضي. أتاح هذا التعزيز مجالات أوسع لأبل من خلال إعادة تصميم خيالية.

لقد كان في مضاعفة العدد الأساسي لأنوية المحرك العصبي خيارًا مهماً جداً لآبل، نظرًا لأن العديد من ميزات نظام التشغيل iOS التي تعتمد على المحرك العصبي عموماً أصبحت تعمل بشكل فاق التوقعات ورأينا هذا في حدث إطلاق الأي فون 12. واستغلت أبل الموضوع وخصصت المزيد من تلك الترانزستورات الجديدة لزيادة أداء وحدة المعالجة المركزية CPU ووحدة معالجة الرسومات GPU، وهو ما قد يلاحظه مطوري البرامج على الفور في الأداء المرتفع بإستخدام طاقة أقل.

ونقلاً عن ميلليت Millet: ” لقد وجدنا الفرصة للقيام بأشياء كان من المستحيل القيام بها باستخدام المجموعة التقليدية لتعليمات وحدة المعالجة المركزية الـ CPU فيمكنك نظريًا الآن في A14 القيام بالعديد من الأشياء التي يقوم بها المحرك العصبي Neural Engine على وحدة معالجة الرسومات الـ GPU فيما لا يمكنك فعل ذلك داخل حاوية ضيقة ومقيدة حرارياً كما كان الحال عليه سابقاً قبل تقنية 5 نانومتر”


رؤية وأسلوب أبل والتفكير الخارج عن المألوف “Think Different”

يقول ميلليت Millet: “إننا نقضي الكثير من الوقت في العمل مع فرق الإنتاج وفرق البرمجيات، وبنفس الوقت تكون مجموعة الهندسة المعمارية للرقاقات موجودة بالفعل في وسط هذا كله، ففي النهاية، نريد التأكد من أننا عندما نبني وحدة المعالجة المركزية الجديدة لجيل جديد من أجهزة آبل، فإننا بالتأكيد لا نبنيها لجيل واحد فقط، هذا لا يعني أنك سترى وحدة المعالجة المركزية CPU سداسية النوى من A14 في شيء مثل ساعة آبل في المستقبل، بل إن البنية المعمارية التي تم تطويرها لمجموعة شرائح الآي-فون الرئيسية للشركة قد يتم تكييفها وإعادة استخدامها في مكان آخر وفي وقت آخر.


كيف يمكن نقل هذا الإبداع الى أجهزة أخرى؟

توجد الكثير من الشائعات تتحدث عن جهاز آيباد برو iPad Pro الجديد والذي يتوقع البعض إصداره في أوائل عام 2021، وقالت هذه الشائعات بأن هذا الجهاز سيعمل بإصدار عالي الأداء من رقاقة A14 والتي قد تسمى A14X.

هذا بالفعل ليس غريباً على آبل، فقد أعلنت الشركة في عام 2018 عن الجيل الثالث من iPad Pro ومجموعة شرائح A12X بعد شهر واحد فقط من إطلاق سلسلة آي-فون XS التي تعمل بشريحة A12.

ما هو أكثر إثارة للاهتمام هنا – وهذا هو الجزء الذي يجب أن نأخذه على محمل الجد – يُشاع أيضاً أن A14X ستكون مجموعة الشرائح المستخدمة داخل أول أجهزة ماك Mac برقاقات Apple Silicon والتي ستكون متاحة تجارياً للمستخدمين بالقريب العاجل.

بطبيعة الحال، لن تؤكد بعد آبل أياً من هذا، ولكن عندما سُئل ميلليت Millet عمّا إذا كان عمل الشركة على رقائق Mac قد أثر بشكل أو بآخر على تطوير A14 والذي رأيناه في أيباد Air الجديد، والمتوقع رؤيته اليوم في آي-فون 12، أشار إلى أنه “في بعض الأحيان تكون حدود النظام الأساسي الفريدة هي التي تحرك خيوط الابداع الجديد والمميز”.


الخلاصة

لا يزال هناك الكثير الذي لا نعرفه عن رقاقة A14 وخطط آبل لها في المستقبل القريب.

– كيف سيتم توسيع بنيتها أو تقييدها للعمل مع أجهزة أخرى مختلفة؟

– هل ما تعلمته آبل من تصميم شرائح الأجهزة المحمولة كما في A14 يمنحها الأدوات التي تحتاجها للتفوق عن رقاقات (إنتل Intel) و (أي أم دي AMD) الواسعة الإنتشار؟

ولكن ما يبدو لنا أن هناك شيئًا واحدًا واضحًا، سواء كنت ستشتري أيباد Air الجديد أو حتى الآي-فون 12، فإنك ستستشعر الفرق الكبير في كل ما عملت عليه آبل لتطوير هذه الشرائح لتكون الأساس في نقلة نوعية مستقبلية وطفرة جديدة في عالم التكنولوجيا سريع الوتيرة.

والآن أخبرنا، هل موضوع التطور التكنولوجي السريع مُقلق بالنسبة لك؟ أم أنه يصب في النهاية لمصلحة الجنس البشري لحياة أفضل وتجاوز مشاكل أكبر في المستقبل البعيد؟

كاتب المقال: المهندس سامر عبدالوهاب وهيّب

مقالات ذات صلة