رغم أن موقع آي-فون إسلام متخصص في أجهزة أبل تحديداً لكننا نسعى إلى طرح الجديد في الأجهزة الأخرى والتقنية بشكل عام، وذلك لعدة أسباب أهمها أن يكون القارئ على علم بالجديد في المجال التقني، وأيضاً أنه لابد أن يكون المستخدم مطلعاً على العالم من حوله ليرى ما الذي يحدث ويتوقع القادم من أبل. وفي هذا المقال نستعرض ما قدمته جوجل في مؤتمرها الأخير، وتحديداً: كيف أرادت إغلاق بعض الفجوات بين نظامها وiOS؟



مركز الألعاب

في عام 2010 كشفت أبل عن مركز الألعاب والذي مكن الملايين من اللعب مع بعضهم البعض، وكانت ولا تزال أبل تتفرد في هذا الأمر الذي يزيد من ترابط مستخدمي أبل ببعضهم، وكان الأندرويد ينقصه هذا الأمر، وتستعين الشركات بالفيس بوك وغيرها من الخدمات لتمكنك من اللعب مع أصدقائك، لذا قررت جوجل طرح ما أطلقت عليه “Google Play Game Services” وهي تقدم نفس فكرة مركز الألعاب لكن بشكل أكثر تطوراً؛ فهي تحفظ لك تقدمك في الألعاب، فمثلاً تمسك بالجالاكسي وتلعب الطيور الغاضبة وتصل إلى مستوى محدد، بعد ذلك تنتقل إلى تابلت نيكسس وتفتح اللعبة لتكمل من حيث توقفت. كما يمكنك معرفة مستوى أصدقائك وتقدمهم في الألعاب وغيرها من النقاط التي نراها في مركز الألعاب طوال السنوات الثلاثة الماضية. والجميل في خدمة جوجل أنها سوف تمكن مستخدم الأندرويد من اللعب مع صديقه في iOS وهو ما لا توفره أبل حالياً. وهذه الخطوة ستزيد من ترابط مستخدمي الأندرويد معاً وتعلقهم بالنظام، كما تعني أن جوجل وفرت ميزة كانت تعتبر نقطة تقدم لنظام أبل.

لم تكشف جوجل متى ستتوفر الخدمة لكن يبدو أنه ليس قريباً لدرجة أن جوجل في المؤتمر عندما أرادت عرض الميزة على الجمهور وتجربة اللعب الجماعي فشلت ولم تتمكن من بداية التحدي مما دعى المتحدث إلى إلغائه والإعلان أن الخدمة لا تزال في بدايتها وأنهم أرادوا عرض ما سوف تكون عليه.

وجود مركز الألعاب في الأندرويد بالشكل الذي تخطط له جوجل يزيد من ترابط مستخدميها وزيادة فاعليتهم واستخدامهم للأجهزة والألعاب والمشتريات من داخل اللعبة ويفقد أبل ميزة تفردت بها لثلاثة أعوام.

الاهتمام بالتعليم والطالب

تهتم أبل بالطفل والطالب بشكل أساسي فتقدم لهم عروضاً خاصة وأسعاراً مخفّضة، وأيضاً تطبيقات وخدمات وغيرها، وهو الأمر الذي دفع أكثر من 80% من المدارس العليا الأمريكية لاستخدام أجهزة أبل في التعليم؛ وتهدف أبل بذلك أن يتربي الطفل منذ الصغر على التعلق بأجهزتها ليكون عميلاً دائماً لها في الكبر.

لكن جوجل قررت المنافسة بشدة وقدمت متجراً خاصاً بالمدارس والتعليم وهو أكثر من مجرد متجر حيث يمكن المعلم من التفاعل مع الطلاب حيث يستطيع الدخول إلى المتجر ويختار التطبيق المحدد ويرسله إلى أجهزة الطلاب ليثبت في أجهزتهم. كما يمكنه اختيار فيديو من اليوتيوب وتشغيله بلمسة واحدة على كل أجهزة الطلاب لديه وفي نفس اللحظة حيث يقوم هو بالشرح وكل طالب يشاهد في جهازه الفيديو الذي اختاره المعلم.

متجر المدارس خطوة قوية من جوجل لسحب البساط من تحت أقدام أبل والآي باد الذي يسيطر على التعليم في أمريكا والدول المتقدمة.

الاهتمام بالمطور والتطبيقات

كان ولا يزال متجر أبل هو نقطة تفوقها حيث يدرّ عائداً يساوي 260% من عائد متجر جوجل، ويشتكي البعض في الدول الغير ناطقة بالإنجليزية أن التطبيقات المتوفرة لهم قليلة وبجودة ضعيفة، ويصعب على المطوّر الأجنبي دعم لغات مجهولة له مثل العربية والروسية والهندية وغيرها، لذا وفرت جوجل للمطور إمكانية ترجمة وتحويل تطبيقه لدعم أي لغة يختارها بأسعار تقل أحياناً عن 100$. وبهذا سيتمكن المطور الصيني مثلاً من تصميم تطبيق بواجهة عربية وإيطالية وهندية بسهولة وبدون بحث عن مترجم محترف، وهو الأمر الذي ربما يُحدث نشاطاً كبيراً في المتجر.

النقطة الثانية هي توفير تطبيق “Android Studio” وهو تطبيق لتصميم البرامج على الأندرويد ويمنح المطور إمكانيات كثيرة مثل مشاهدة كيف سيظهر تطبيقه على أحجام أجهزة أندرويد المختلفة أثناء كتابته للأكواد، وهو ما سيساعده على تقديم تطبيقات أفضل وأكثر توافقاً مع مختلف الأحجام.

وهناك عشرات النقاط الصغيرة التي كشفت عنها والتي تصب جميعاً في أن جوجل بدأت الاهتمام الكبير بمتجرها والمطور لتعويض أحد نقاط ضعفها.

جعل تطوير البرامج في الأندرويد أكثر جودة وسهولة وأيضاً دعم التطبيقات لعدة لغات يجعل المتجر أكثر قوة.

التحديثات والأجهزة:

من نقاط الضعف الأساسية في الأندرويد أن المستخدم يحتار؛ هل يشتري أقوى هاتف أندرويد -الذي عادة يصنفه البعض بعائلة جالاكسي S- أم يشترى جهاز جوجل نيكسس؟! هاتف سامسونج يضم أعلى المواصفات التقنية لكنه يحصل على التحديثات بعد مرور أشهر من صدورها، وربما توقف الشركة دعمه في أي وقت، وهاتف نيكسس يحصل فوراً على التحديثات، لكن لا يقارن في المواصفات بأجهزة سامسونج، لذا قررت جوجل تقديم جهاز S4 بدعم من جوجل، أي أنك ستحصل على سرعة S4 لكن النظام سيكون من جوجل وستحصل على الترقيات فوراً كما في أجهزة نيكسس.

* دعم جوجل المباشر ربما يقلل من المزايا التي ينفرد بها S4 حيث أن سامسونج هي من أضافت هذه المزايا وليس جوجل.

يبدو أن جوجل لديها خطط لتوفير أحدث الأجهزة وأشهرها بدعم جوجل المباشر لتحل مشكلة تأخر التحديثات

تطوير الخرائط

خرائط جوجل هي الأفضل ولا شك، والشركة تعرف هذا جيداً؛ فعندما قام المتحدث في المؤتمر بتوصيفها ذكر في نهاية كلامه أنها “الأدقّ أيضاً” في إشارة لخرائط أبل الضعيفة. ويتوقع أن تقدم أبل خطوة للأمام وتحسناً ملحوظاً في الخرائط قريباً وستكشف عنه في WWDC، لذا استعدت جوجل لهذا وكشفت عن تطوير خرائطها لتصبح أكثر كفاءة وتفاعلية، وتوضح لك الطريق بشكل أكثر تفاعلي’ مع ذكر معلومات عن المكان الذي ستذهب إليه ودعم خرائط ثلاثية الأبعاد وعشرات المزايا الأخرى، قالت أن هذه التحديثات ستتوفر لمستخدمي iOS ويمكن مشاهدة الفيديو التالي للتعرف على الخرائط بشكل أفضل.

تسعى جوجل إلى ضمان استمرار تفوق خرائطها على أبل وعدم لحاقها بها -قريباً على الأقل-.

الخلاصة:

ليس ما سبق هو كل ما قدمته جوجل؛ فهناك الكثير من النقاط الصغيرة التي كشفت عنها والتي تزيد من التفاعل مع النظام وإغلاق نقاط تفوق كانت لأبل لسنوات طويلة بمزايا خاصة بها، وهو الأمر الذي يجعل أبل في مأزق لا تُحسد عليه؛ فنقاط تفوقها تسحب واحدة تلو الأخرى منها، فماذا سيكون ردها؟ وهل ستقدم مزايا جديدة تضمن تميزها؟ وحدها الأيام هي التي ستكشف لنا ذلك!

ما رأيك فيما قامت به جوجل في مؤتمرها؟ وهل تتوقع رداًّ قوياًّ من أبل في مؤتمر WWDC بعد أيام؟

مقالات ذات صلة