كثير من الأشخاص لديهم تصرف غريب مع أنفسهم، تصرفات تؤدي إلى هلاك تلك الأنفس بأيدي أصحابها. ولا ندري هل هذه التصرفات من طبيعة البشر أم أن هؤلاء الأشخاص لا يأبهون بسلامتهم وسلامة من حولهم. ترى أناسا يدخنون بغزارة، وآخرون يدمنون المخدرات، وآخرون مدمنون تفحيط، أضف إلى ذلك استخدام الهواتف أثناء القيادة. ولا ينكر أحد أن تلك الأشياء تسببت وما زالت تتسبب في حصد ملايين الأرواح حول العالم. فمثلا استخدام الهاتف أثناء القيادة، إننا نعلم يقينا أن هذا شيء مميت وغبي ولا ننكر ذلك، ومع ذلك لا نتبع قواعد السلامة ونضرب بها وبسلامة أنفسنا عرض الحائط.

استخدام الهاتف أثناء القيادة لا يزال مشكلة خطيرة، كيف نتغلب عليها؟


أظهر استطلاع رأي أجرته رابطة السيارات الاسترالية في عام 2000، كانت نتائجه أن السبب وراء زيادة عدد الوفيات على الطرق هو استخدام الهاتف أثناء القيادة. هذا كان في عام 2000 فما بالك الآن مع وجود الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. أثبتت الدراسات أن ما يقرب من 79% لا يلتزمون بقوانين منع استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، بل إن الأمر لم يقتصر على المكالمات فقط بل تعداه إلى استخدام الإنترنت ومواقع التواصل. في حين جاء عدم الالتزام بالسرعة في المرتبة الثانية بنسبة 68%، وحل في المرتبة الثالثة إدمان الخمر والمخدرات بنسبة 67%.


ما مدى خطورة استخدام الهاتف أثناء القيادة؟

الأمر لا يخفى على الجميع، فهناك فرق بين المنتبه للطريق وبين مشتت الفكر، إعلم أن تشتيت الانتباه لمدة ثانيتين فقط وتحويل عينيك عن الطريق لالتقاط الهاتف ومعرفة المتصل يزيد الأمر خطورة. فإذا كانت سرعة سيارتك 60 كم/ساعة فإنها تسير بسرعة 16 متر في الثانية، وذلك وقت كافي لعدم رؤية مشاة أو دراجة نارية على سبيل المثال، لو تمت إصابتها فإن خطر الوفاة يقدر بنسبة 90% تقريبا. وتشير الأبحاث التي نقلها أحد المواقع إلى أن الوصول إلى أي أغراض في السيارة أثناء القيادة يزيد من خطر الحوادث. وفي الولايات المتحدة قدرت الإدارة الوطنية للسلامة على الطرق السريعة أن ما يقرب من 3500 شخص يموتون في حوادث مروعة ويرجح ذلك إلى استخدام السائقين لهواتفهم أثناء القيادة.

ووفقا لدراسة أخرى أجراها أكشاي فيج “باحث كبير في جامعة جنوب أستراليا”، يقول أن بحثه يظهر أن استخدام الهاتف أثناء القيادة يزيد من خطر الحوادث بنسبة تصل إلى 400%، وبمواجهة السائقين تبين أن واحد من اثنين يستخدم هاتفه أثناء القيادة. وتوصل إلى أن الأشخاص الذين يتراوح عمرهم ما بين 30 إلى 39 عاما هم أكثر الفئات استخداما للهاتف.

ولكن كما هو معلوم، أن معظم استطلاعات الرأي لا تكون صادقة بنسبة كبيرة، حيث يضطر الكثيرون للكذب تجملاً. ولهذا لجأت الولايات المتحدة إلى استخدام Zendrive الذي يقوم باستخدام أجهزة الاستشعار في الهواتف وعن طريق تطبيق خاص على هاتفك، يقوم بقياس التركيز أثناء السير على الطريق، وتحذير السائق واكتشاف التصادمات بناء على بيانات وقياسات مجموعة واسعة من عوامل السلامة مثل السرعة، الفرامل، استخدام الهاتف، طول وقت القيادة، وغيرها الكثير. ثم يقوم بتحليل البيانات وارسالها على شكل تنبيهات أو رسائل بريد إلكتروني بناء على ما تخصصه في أعدادات Zendrive. وبناءا على تحليلات Zendrive تبين أن 88% يستخدمون هواتفهم أثناء القيادة.


الوقاية خير من العلاج


خاصية عدم الإزعاج أثناء القيادة

بالتأكيد لا يمكن لأحدنا مقاومة استخدام الهاتف أثناء القيادة إلا قلة قليلة. ولكن أثبتت الدراسات أن من يستخدم خاصية عدم الإزعاج أثناء القيادة التي قدمتها آبل في نظام 11 iOS، يكون بعيدا عن تلك المخاطر. ووفقا لبيانات وتحليلات EverQuote فإن أكثر من 70% من مستخدمي الآي-فون، يستخدمون هذه الخاصية، وبالتالي هم أقل عرضة لتلك المخاطر.

ولتشغيل هذه الخاصية، اذهب إلى”الإعدادات” > “عدم الإزعاج” > انزل إلى أسفل في قسم عدم الإزعاج أثناء القيادة اضغط على “تنشيط” واختر الوضع “تلقائيا” أو “عند الإتصال بـ Bluetooth السيارة” وسيتم تشغيل الخاصية تلقائيا بمجرد ركوب السيارة دون تدخل منك.

التشغيل وإيقاف التشغيل من “مركز التحكم”

يمكنك السماح بتشغيل خاصية “عدم الإزعاج أثناء القيادة” تلقائيًا، أو يمكنك إضافتها إلى “مركز التحكم” للوصول إليها يدويًا بسهولة:

انتقل إلى “الإعدادات” > “مركز التحكم” > “تخصيص عناصر التحكم”.

انقر على علامة (+) بجوار خاصية “عدم الإزعاج أثناء القيادة”.

يمكنك الآن سحب إصبعك من أسفل الشاشة لأعلاها والنقر على أيقونة عدم الإزعاج أثناء القيادة لتشغيل الخاصية أو إيقاف تشغيلها.

ما يحدث أثناء تفعيل الخاصية

يبقى الآي-فون ساكنًا وتظل الشاشة معتمة. وإذا أرسل إليك أحد الأشخاص رسالة، فسيتلقى ردًا تلقائيًا يخبره بأنك مشغول بالقيادة. وإذا كانت الرسالة مهمة، فيمكن أن يكتب المرسل كلمة “عاجل” للتأكد من أنك ستتلقى إشعارًا. وبعد ذلك، يمكنك إيقاف السيارة على جانب الطريق لقراءة الرسالة المهمة أو مطالبة سيري بقراءتها لك.

يقوم الآي-فون بتوصيل بعض الإشعارات، مثل التنبيهات الطارئة والمؤقتات والمنبهات.

يتم توصيل المكالمات الهاتفية باستخدام نفس شروط خاصية “عدم الإزعاج” القياسية: يمكنك السماح بتلقي المكالمات من الأشخاص المفضلين فقط، والسماح بوصول المكالمات إذا اتصل نفس الشخص مرتين متتاليتين. وإذا تم توصيل الآي-فون بالسيارة عبر البلوتوث، فستصل المكالمات بالطريقة المعتادة، ويمكنك استخدام الأزرار و الميكروفونات والسماعات الخاصة بالسيارة لتلقي المكالمات.

في حالة استخدام تطبيق الخرائط للتنقل، يواصل الآي-فون عرض مساعدة الملاحة عبر شاشة القفل وتقديم إرشادات الاتجاهات خطوة بخطوة إليك.

إذا كنت راكبًا وتحاول استخدام الآي-فون أثناء تفعيل الخاصية، فيجب النقر على “أنا لا أقود” لإيقاف تشغيلها.


معلومة: في نظام الأندرويد تم إطلاق تلك الخاصية “عدم الإزعاج أثناء القيادة” على هاتفي Pixel 2 و Pixel 2 XL . وباستخدام تلك الخاصية، تعمل على تقليل المخاطر المحتملة بنسبة كبيرة.


بقي لنا أن تخبرنا عن رأيك فيمن يستخدم الهاتف أثناء القيادة؟ وما الحلول المقترحة للحد من تلك الظاهرة؟ أخبرنا في التعليقات.

المصدر:

slashgear | zendrive

مقالات ذات صلة