هل تخيلت يومًا هاتفًا بشاشة تملأ الواجهة الأمامية بالكامل دون أي حواف أو فتحات؟ هذا بالضبط ما تسعى أبل لتحقيقه مع آي-فون الذكرى العشرين بحلول عام 2027. في هذا المقال، سنأخذك في رحلة لاستكشاف خطط أبل لإعادة تعريف تصميم الهواتف الذكية، كما عهدناها، مع التركيز على الانتقال التدريجي إلى تصميم الشاشة الكاملة، والتحديات التقنية، وما يمكن أن يعنيه هذا لعشاق التكنولوجيا.

تطور تصميم الآي-فون: من الحواف السميكة إلى الشاشة الكاملة

منذ إطلاق أول آي-فون في عام 2007، كانت أبل رائدة في تغيير مفاهيم تصميم الهواتف الذكية. بدأت الرحلة بواجهة مستخدم تعتمد على اللمس المتعدد، ثم شهدنا تحولات كبيرة مع إدخال تقنية التعرف على الوجه Face ID في آي-فون X عام 2017، والتخلي عن زر الهوم والحواف السميكة.
ولاحقًا، في عام 2022، قدمت أبل “الجزيرة الديناميكية Dynamic Island” مع آي-فون 14 برو، لتحل محل النوتش التقليدي.
والآن، تتجه أبل نحو تصميم آي-فون بدون حواف أو فتحات مرئية تمامًا. هذا التحول لن يحدث بين ليلة وضحاها، بل يتم التخطيط له على مرحلتين رئيسيتين، مع توقعات بإطلاق هذا الجهاز الثوري في عام 2027.
المرحلة الأولى: تصغير الجزيرة الديناميكية في 2026

وفقًا لتقرير مارك جورمان من بلومبرج، ستعمل أبل على تقليص حجم الجزيرة الديناميكية في طرازات الآي-فون القادمة في عام 2026. هذه الخطوة ستكون بمثابة تمهيد للوصول إلى تصميم الشاشة الكاملة. تشير التسريبات إلى أن طرازات آي-فون 18 برو ستحتوي على تقنية Face ID مدمجة أسفل الشاشة، مع فتحة صغيرة في الزاوية العلوية اليسرى للكاميرا الأمامية فقط. هذا يعني أن الجزيرة الديناميكية ستظل موجودة، لكن بحجم أصغر بكثير.

هذه الخطوة تعكس نهج أبل التدريجي في الابتكار، حيث تفضل اختبار التقنيات الجديدة والتأكد من فاعليتها قبل اعتمادها للمستخدم. يمكننا أن نرى هذا في انتقالها من النوتش إلى الجزيرة الديناميكية، والآن إلى تصميم أكثر سلاسة.
المرحلة الثانية: آي-فون الذكرى العشرين في 2027

في عام 2027، تحتفل أبل بالذكرى العشرين لإطلاق أول آي-فون، ويبدو أنها تخطط للاحتفال بهذه المناسبة بإطلاق جهاز ثوري يحمل الاسم الرمزي “Glasswing”. هذا الطراز سيتميز بشاشة منحنية تمتد من الحافة إلى الحافة، مع حواف زجاجية منحنية وتصميم خالٍ من أي فتحات أو نتوءات. الكاميرا الأمامية ومستشعرات Face ID ستكون مدمجة بالكامل أسفل الشاشة، مما يوفر تجربة عرض غير مسبوقة.
وتشير التقارير إلى أن هذا التصميم سيجعل الهاتف يبدو كلوح زجاجي سلس، مما يعكس رؤية أبل للبساطة والأناقة. لكن تحقيق هذا الهدف يتطلب تجاوز تحديات تقنية كبيرة، مثل ضمان جودة الكاميرا تحت الشاشة ودقة التعرف على الوجه من خلف الزجاج.
التحديات التقنية في طريق الشاشة الكاملة

تصميم هاتف بدون حواف ليس بالأمر السهل. وتواجه أبل عدة عقبات تقنية، منها:
دمج المكونات الداخلية، حيث تحتاج أبل إلى إعادة تصميم الدوائر الداخلية لضمان وجود مساحة كافية لمكونات مثل الهوائي ومكبرات الصوت دون التأثير على الأداء.
تقنية الشاشة، حيث تعمل أبل مع شركاء مثل Samsung Display وLG Display لتطوير شاشات OLED منحنية تحافظ على التصميم المسطح مع انحناءات دقيقة تشبه ساعة أبل. وتطوير تقنية تغليف الأغشية الرقيقة لحماية الشاشة من الرطوبة والأكسجين يعد تحديًا إضافيًا.
الكاميرا تحت الشاشة، على الرغم من أن بعض الشركات الصينية استخدمت هذه التقنية، إلا أن أبل تسعى لتقديم جودة لا تشوبها شائبة تتماشى مع معاييرها العالية.
وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن التزام أبل بالجودة يعني أنها لن تطلق هذا التصميم حتى تكون التقنيات جاهزة تمامًا. التأخير المحتمل حتى 2027 يعكس هذا النهج الحذر.
ماذا يعني هذا لمستخدمي الآي-فون؟
تصميم الشاشة الكاملة سيغير تجربة استخدام الآي-فون بشكل جذري. تخيل شاشة غامرة تمامًا تتيح لك مشاهدة المحتوى أو اللعب أو التصفح دون أي تشتيت بصري. إضافة إلى ذلك، قد يعزز هذا التصميم من الأناقة والمتانة، خاصة مع استخدام الزجاج المنحني المتطور.
على صعيد آخر، قد يثير هذا التغيير تساؤلات حول السعر. هل سيكون آي-فون 2027 بمثابة جهاز فاخر بأسعار مرتفعة؟ أم ستحافظ أبل على التوازن بين الابتكار والقدرة على تحمل التكاليف؟
مستقبل مشرق مع أبل
مع اقتراب الذكرى العشرين لإطلاق الآي-فون، تستعد أبل لتقديم تصميم يعيد تعريف الهواتف الذكية. من خلال مرحلتين مدروستين بعناية، تصغير الجزيرة الديناميكية في 2026 وإطلاق جهاز بدون حواف في 2027، وتسعى أبل لتحقيق رؤيتها للجمع بين الجمال والتكنولوجيا. على الرغم من التحديات التقنية، فإن التاريخ يظهر أن أبل دائمًا ما تجد طريقة لتحويل الأحلام إلى واقع.
المصدر:



3 تعليق