يتناقل الوسط التقني أن شركة أبل سوف تكشف خلال هذا الشهر عن جهازها اللوحي الجديد آى باد مينى، وهو أول جهاز تقدمة شركة أبل في هذا الحجم، وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال وهى صحيفة واسعة الانتشار وذات مصداقية واسعة بأن أبل قد طلبت من مورديها 10 مليون جهاز قبل نهاية هذا العام، وذلك يعني أن الشركة تنوى المنافسة بقوة في عالم الأجهزة اللوحية الصغيرة، وواثقة من تحقيقها نسب مبيعات عالية، لكن لماذا دخلت أبل هذا السوق -7 بوصة- بعد أن كانت ترفض وبشدة هذا الأمر؟ وكيف سيكون شكل الجهاز الجديد ومواصفاته؟

الأى باد هو الجهاز الرابح بالنسبة لشركة أبل حيث لم يكن يقابل منافسة تُذكر من الاجهزة اللوحية الأخرى وبقى لمدة طويلة متفرداً رغم وجود أكثر من 300 جهاز لوحي آخر، لكن مؤخراً بدأت الشركات الأخرى تنافس بقوة حيث أظهرت الدراسات التي ارتفاع كبير في أعداد مستخدمي الأجهزة اللوحية بشكل عام ولكن تلك الزيادة لم توزع بنفس النسبة حيث تقدمت الاجهزة التي تعمل بنظام أندرويد كثيراً كما نشاهد.

الدراسة تشير الى تراجع حصة أبل من السوق الامريكي فبدلا من الـ 81% العام الماضي أصبحت 52% حالياً ورغم أن تلك النسبة تشير إلى تفوق أبل على كل منافسيها مجتمعين إلا أن النمو في المبيعات يشير إلى أن النيكسس 7 والكيندل فاير وخليفته HD زادوا من حصة الأندرويد، حيث حقق الكيندل فاير وحده نسبة 21%، وتشير النسب التقريبية للسوق العالمي أن أبل لها 61% من السوق بينما الأندرويد له 31% والبقية موزعه على أجهزة اخرى، وهذا الأمر يوضح قوة وأهمية التابلت صغير الحجم، وهذا يعني أن أبل لا تزال تسيطر على السوق العالمي لكن هناك منافسين أقوياء ظهروا في السوق الأمريكي وبدئوا في الانتشار عالمياً لذا لابد ألا تترك الفرصة أمامهم ليأخذوا حصتها، وهذا الأمر يجعلنا نتسائل ما هى مواصفات الجهاز اللوحي الجديد الذي سوف تعول عليه أبل لتستعيد نسبتها السابقة؟


جهاز لشركة أبل بدون الريتنا؟!

من الصعب تصور أن شركة أبل سوف تطلق منتج جديد لا يحتوى على شاشة ريتنا، فالآي فون يصدر منذ 2010 بشاشة ريتنا ومن بداية هذا العام أصبح الآي باد أيضاً يأتي ريتنا حتى أجهزة ماك بوك برو الآن أصبحت تأتي بشاشة ريتنا، لذا فمن المنطقي أن يأتي الجهاز الجديد مماثل لكل إصدارات الشركة بشاشة ريتنا.

لكن لننظر إلى الآي باد 3 والذي ضم شاشة ريتنا وما هى التغيرات التي طرأت عليه بعد ذلك، قامت أبل بزيادة البطارية بنسبة كبيرة وأيضاً قامت بتغيير المعالج وهو ما أدى إلى زيادة سمك الجهاز وارتفاع درجة حرارته، وهذا بالإضافة إلى زيادة تكلفة الجهاز ككل وهذه العوامل تقف ضد تصنيع الجهاز الجديد بشاشة ريتنا لأن أبل هدفها هو جهاز منخفض السعر والحجم. لذا فمعظم الخبراء يتوقعون أن تقدم أبل نفس شاشة الآي باد 2 وهى 1024*768 وهذه الشاشة على حجم 7.85 بوصة تعني ارتفاع كثافة الألوان إلى 164ppi وهى أعلى من الآي باد 2 والذي كان 132ppi لكن ماذا عن المنافسين؟ كندل فاير HD وجوجل نيكسس7 يأتيان بشاشة 216ppi فهل ستقدم أبل شاشة أقل جودة من منافسيها؟!!!

بعض هذه التوقعات تغيرت بعد صدور الآي فون 5 والذي تمكنت فيه أبل من تقليل سمك الجهاز وتغيير كبير في تقنية الشاشات فربما تستخدم أبل نفس التقنيات في شاشة الآي باد الجديد لتأتي ريتنا أيضاً بدون التأثير على سمك الجهاز والبطارية.


ذاكرة 512MB أم 1 جيجا؟

كانت أجهزة أبل دائماً ما تأتي بذاكرة 512 ميجا مثل الآي فون 4/4S والآي باد 1/2 ثم ارتفعت الذاكرة في الآي باد 3 والآي فون 5 لتصبح 1 جيجا، لكن لن تكون العودة للـ 512 ميجا مضرة بأي حال من الاحوال فبالرغم من أن المنافسين للجهاز الجديد ( نيكسس وكيندل ) يقدمان ذاكرة 1 جيجا، لكن بنظرة سريعة نجد أن أبل تتفوق على الأندرويد في إدارة موارد الجهاز فلم يسبق ورأينا مستخدمي الآي فون 4S والآي باد 2 يشكون من حجم الذاكرة وبطئ أجهزتهم، ويمكن الرجوع إلى هذا المقال لمعرفة المزيد عن كيف تدير أبل موارد جهازها، وإن أصدرت أبل الجهاز الجديد بشاشة ليست ريتنا فلا حاجة نهائياً لذاكرة 1 جيجا.


المعالج A5 ، A5X أم A6؟

ما هو المعالج الذي سيأتي في الآي باد الجديد؟

A5: الكل يتوقع أن تقدم أبل معالجها الأشهر A5 والذي وضعته في الآي باد 2 وأثبت كفاءه كبيرة جعلتها تستخدمه في الآي فون 4S وأيضاً كان جيد جداً وهذا العام قررت نقله للآي بود تاتش الجيل الخامس وهذا الأمر يعني أن أبل تثق بشكل كبير في هذا المعالج فلماذا لا تقرر أبل نقله للآي باد الجديد؟ وخاصة أنها إن قامت بإضافته فهذا يعني زيادة تصنيعه لأنه سيوضع في 4 أجهزة مباعة حالياً وهذا الأمر يؤدي إلى تخفيض التكلفة بشكل كبير.

A5X: هذا هو معالج الآي باد 3 وما يميزه فقط هو أنه رباعي النواه في جزء الرسوميات، وقد قدمته أبل من أجل الشاشة الريتنا، لذا فلا حاجة إليه في الآي باد الجديد إذا لم يأتي بشاشة ريتنا.

A6: معالج الآي فون 5 الخارق، والذي تفوق على الجميع رغم أنه ثنائي النواة ومنافسوه رباعي النواة، كما أنه أكثر توفيراً في الطاقة ويعدل سرعته طبقاً للاستخدام، لكن هل ستستخدم أبل أحدث معالجاتها في جهاز منخفض التكلفة؟ ربما يكون هو الخيار المثالي إن جاء الآي باد الميني بشاشة ريتنا وخاصة أن المعالج A6 ثلاثي النواه في جزء الرسوميات أي سيكون قادر على تشغيل شاشة ريتنا بشكل جيد، وسيعوض صغر حجم الآي باد الفارق بين رباعي A5X وثلاثي A6.

والجدير بالذكر أن الخبراء لاحظوا مؤخراً أن هناك آي باد جديد تم رصده ويحمل iPad 3,6 ويعمل بمعالج A6، فهل سيكون هو الآي باد ميني أم أنها مجرد تجربة لشركة أبل.


السعر:

هنا المعضلة الكبرى ، ربما يكون الآي فون يفوق بشكل كبير معظم الأجهزة في فئته سعراً لكن في الآي باد الأمر مختلف حيث أن سعره يقارب سعر منافسيه من نفس الحجم والفئة ويبدأ سعر الآي باد 3 من 499$، أما عالم التابلت الصغير فالأسعار تختلف، جوجل نيكسس يأتي بسعر 250-300 دولار للسعات التخزينية 8-16 جيجا أما كندل فاير فيأتي بسعر أكثر من رائع وهو 199-249 دولار للسعات التخزينية 16-32 جيجا وهذا يجعل الآي باد الصغير في مأزق لأن سعره لابد ألا يزيد عن حاجز ال 300 دولار، لكن هناك نقطة إن تمكنت أبل من تحقيقها لضمنت تفوق كبير عن الجهازين وهى أنهما لا يدعمان شبكات 3G ، فإن تمكنت أبل من توفير جهاز بسعر 300 دولار كحد أقصى ومزود بشريحة 3G فهذا يعني ضربة قاتلة للأجهزة المنافسة.


الشكل وباقى المواصفات:

كان الجميع يتوقع أن يأتي الآي باد الجديد مماثل لسابقيه لكن بعد صدور الآي فون 5 بدأت التوقعات تقول أنه سيكون أقرب للآي فون 5 حيث سيأتي بالشاحن الجديد وربما يتم نقل مقبس السماعة إلى الأسفل وأيضاً تغيير تصميم السماعات لتصبح مماثلة للآي فون 5، وسيأتي مزود بنفس كاميرا الآي باد 2 والتي كانت 0.7 ميجا أو يتم تحسينها إلى 1.2 ميجا بيكسل فقط لكن لن يتم زيادتها إلى 5 مثل الآي باد الجديد من أجل تقليل التكلفة.


ماذا تتوقع للآي باد ميني؟ وهل إن صدر بسعر أقل من 300$ سوف تفكر في شراء جهاز نسخة منه؟ شاركنا رأيك
المصادر : 9to5mac | blogs.wsj

مقالات ذات صلة