شركة أبل من أكثر الشركات التي يساء فهمها وفهم سياساتها بشكل كبير عبر تاريخها الطويل. هذا الأمر تراه واضحاً من خلال النقد الملازم لها وخاصة لأسعارها. فبين الحين والآخر، الأمر لم يتوقف في تاريخ أبل على النقد من العامة بل يمتد أيضاً لمحللين محسوبين على شركات تكنولوجية. وإن كنت تظن أن التوقعات الحالية بفشل منتج أو الشركة هى حديثة فتابع المقال لتتعرف على أشهر تلك التوقعات الفاشلة عبر تاريخ أبل.

أسوأ 5 توقعات بفشل منتجات لشركة آبل على رأسها الآي-فون


على الرغم من أن أبل على مدار الخمسة عشر عاما الماضية قد أظهرت تقدما ملحوظا وقدرة لا نظير لها في حصد الأرباح من خلال التدفق المستمر للمنتجات والخدمات الجديدة، إلا أنها تظل هدفاً للمحللين ومراقبي التقنية الذين لديهم ميل إلى أن الأيام الخوالي للشركة قد ولت، وأنها على المحك. وقد ثبت فشل تلك الانتقادات في كل وقت.

وأحدث مثال على ذلك، في الفترة القليلة الماضية كنا نسمع ونقرأ عن فشل مبيعات آي-فون X وأن آبل قللت انتاجه أو أوقفته تماما، ليتفاجأ الجميع بنتائج الربع المالي التي أطاحت بكل تلك التوقعات والشائعات والتحليلات التي رسّخت فكرة فشل آي-فون X.  ثم تأتي الصدمة وكشف تقرير أرباح أبل الذي يروي قصة مختلفة تماماً عما تقوله الشائعات. لم تكن مبيعات الآي-فون قوية فحسب، بل إن تيم كوك أوضح بأن آي-فون X هو الهاتف الأكثر مبيعا وشعبية في ربع مارس الماضي، وهذا يعد إنجازاً ضخما مقارنة بسعر الهاتف المرتفع.

وفي ضوء سوء فهم المحللين وخاصة لآي-فون X، تعالوا لنتعرف على بعض التوقعات من كبار المحللين الأكثر غباء في تاريخ آبل.


الآي-فون سيكون جهازا فاشلا

عندما تم إطلاق الآي-فون الأول، لم يكن الجميع في عالم التقنية متحمسين له في البداية. ومن ذلك ما قاله الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت وقتها “ستيف بالمر” حيث قال:” تعلمنا وكافحنا لسنوات عديدة لمعرفة كيفية انشاء هاتف لائق. ولن يستطيع رجال الحواسيب – إشارة إلى أبل- فعل ذلك بأي حال من الأحوال. فلن يستطيعوا المضي قدماً في ذلك”

وقال أيضاً “إن جهاز الآي-فون هو أغلى جهاز في العالم، ولا يفضله رجال الأعمال لأنه لا يحتوي على لوحة مفاتيح مما يجعله غير مناسب. وكلما نظرت إلى ذلك الجهاز أقول حسناً أنا أحب استراتيجيتنا كثيراً”. لكن “بالمر” ما لبث أن اعترف مؤخرا بأنه كان على خطأ كبير.

وقال بالمر في مقابلة أجريت معه عام 2016:” كنت أظن أن أجهزة الآي-فون لن تباع أبداً نظراً لسعرها المرتفع جداً والتي كانت تتراوح ما بين 600 أو 700 دولار، هذا غير الطريقة المعقدة للحصول على الآي-فون، حيث كان مرتبطا بشكل أساسي بفاتورة الهاتف الخلوي الشهرية.

تصريح “بالمر” لم يكن الوحيد حيث كتب Matthew Lynn الذي كان محرراً مرموقاً في موقع بلومبرج في ذلك الوقت: ” إن الآي-فون لا يعدو مجرد حلية فاخرة ستروق لعدد قليل جدا من الناس. ويعتبر الآي-فون امتداد للآي-بود، والناس عادة يهتمون بكل جديد كليا، وليس إصدارات معدلة من سابقتها. وبالطبع ستقوم أبل ببيع عدد قليل جدا من هذه الأجهزة، ولن يكون لذلك الجهاز أي تأثير على المدى الطويل.


يحتاج iMac إلى محرك أقراص مرنة floppy

قبل عشرون عاما، قدم ستيف جوبز جهاز iMac الأول إلى العالم، و تخلت أبل عن محرك الأقراص المرنة floppy الأمر الذي أثار جدلا واسعا في ذلك الوقت.

مثال على ذلك، ما قالته Boston Globe عن جهاز iMac في عام 1998 “لا شك أنه سيتم بيع بعض الأجهزة القليلة فقط. هذا الجهاز الذي لا يحتوي على قرص مرن حيث نتمكن من النسخ الاحتياطي للملفات أو مشاركة البيانات. إنه أمر عجيب من جوبز، وهذا الجهاز مآله الفشل الزريع.

والحق يقال، كان iMac قفزة تكنولوجية من أبل ساعدنها في جعلها لاعباً أساسياً في مجال التكنولوجيا المتقدمة… وبالمناسبة هل تعلم أي حاسب يباع حالياً أو حتى كان يباع قبل 10 سنوات يضم Floppy!


الآي-بود ممل ومكلف للغاية

الآي-بود من الأجهزة التي ساعدت أبل في التواجد التكنولوجي الكبير على الساحة مثله مثل iMac، على الرغم من كونه مشغل موسيقى متواضع، إلا أنه غير الطريقة التي كان يستمع بها العالم إلى الموسيقى. عندما صدر هذا الجهاز في عام 2001 قال المحلل Tim Deal في ذلك الوقت:

“إنني أشكك في قدرة شركة أبل على تسويق منتجها آي-بود بهذا السعر في هذا الوقت. ومن الواضح أنها تتبع شركة سوني في طريقة تسويق منتجاتها الاليكترونية، ولكن أبل تفتقر إلى كثير من مقومات عرض منتجات سوني الثرية. ثم إن إدخال منتجات استهلاكية في هذا الوقت أمر محفوف بالمخاطر، خاصة إذا كان سعر هذا المنتج مرتفع.


لا بد أن تفشل متاجر التجزئة لدى آبل

إن قرار ستيف جوبز بتطوير متاجر التجزئة الخاصة بأبل في مواقع تسوق أخرى غير المواقع الراقية، يعد واحدة من أذكى القرارات التي اتخذها على الاطلاق. خاصة في وقت تكدست فيه منتجات أبل على أرفف المخازن. حيث أدرك جوبز أن عرض منتجات آبل في كل مكان، ستكون سيطرة على السوق بأكمله. اليوم، هناك المئات من متاجر آبل في جميع أنحاء العالم. تضخ لآبل إيرادات طائلة يوميا.

وكان ينظر إلى بناء آبل لتلك المتاجر حول العالم والانفاق عليها بأنه إهدار للمال وأنه من أسوأ القرارات التي اتخذتها آبل في ذلك الوقت. كما صرح بذلك David Goldstein -صحفي شهير ومحلل في CBS حالياً- في عام 2001 ” أمنحهم عامين فقط قبل أن يستيقظوا على خطأ مؤلم ومكلف للغاية”.


لا يمكن لستيف جوبز وشركة NeXT إنقاذ أبل

مع دخول أبل حافة الإفلاس في التسعينات، قامت بالاستحواذ على شركة NeXT للكمبيوتر التي شارك جوبز في تأسيسها عام 1985 بعد طرده من أبل. الاستحواذ تم بسعر 429 مليون دولار أمريكي وهو مبلغ ليس بالكبير. شركة NeXT في أسلوب عملها تخلت عن الهاردوير واتجهت إلى تسويق نظام OPENSTEP. عندما بدأت أبل في الانهيار قامت بشراء تلك الشركة لمعالجة أوجه القصور الصارخة في نظام تشغيلها في ذلك الوقت.

وبالطبع واجهت أبل انتقادات بأن تلك الخطوة تهور منها وأنها لن تضيف أي جديد على الشركة. كما صرح بذلك Nathan Myhrvold مدير التكنولوجيا التنفيذي لشركة مايكروسوفت في ذلك الوقت “إن شراء NeXT جاء متأخر قليلا بعد فوات الأون، أبل انتهت بالفعل”.

شراء NeXT لم يكن فقط بهدف الشركة بل بغرض تعيين رئيسها في أبل “ستيف جوبز” وهذا ما تم بالفعل وتم اعتماد أنظمة نيكست وخاصة OpenStep ليكون النواه لنظام ماك OS X و iOS لاحقاً ولكي نكون منصفين قليلا، كان من الصعب على أي شخص أن يتنبأ بعودة ستيف جوبز إلى أبل. ليس ذلك فقط، بل في غضون 10 سنوات تقريبا يقدم سلسلة منتجات ثورية رائعة لها مكانتها في العالم.


ستختفي شركة أبل وكأنها ما كانت

ربما يكون هذا التوقع مبالغاً فيه جداً، واعتبره البعض كلام فارغ لا يقوله إلا المهرجون. ومع ذلك قال Trip Ch owdhry المحلل في شركة Global Equities Research قال مثل هذا الكلام في عام 2014، حيث قال إن شركة أبل لديها 60 يوما فقط إما أن تنهض أو تختفي إلى الأبد. العجيب أن ذلك تصادف مع ظهور منتج جديد ثوري وهو ساعة أبل. والأكثر طرافة أن العام التالي 2015 “المالي” كان العام الذهبي للآي فون. فلا حاجة للتعليق على هكذا رأي.

ما أكثر توقع تسمعه الآن عن أبل ومنتجاتها ومستقبلها وترى أنه سوف يفشل بشكل ذريع مستقبلاً؟

المصدر:

BGR

مقالات ذات صلة