الخميس الماضي كشفت سامسونج عن أحدث وأقوى أجهزتها وهو Note 9. وكما هو معتاد شاهدت المؤتمر ولاحظت من بدايته أن سامسونج أصبحت تركز على استخدام مصطلحات توحي بأن هاتفها أصبح الأقوى لكن عند الدخول في التفاصيل تفاجئ بأن سامسونج تخطط لمنافسة الآي فون بالتصريحات فقط. بل حتى يبدو أنها يأست من منافسة هواتف الأندرويد الأخرى.

هل تنوي سامسونج الاكتفاء بمنافسة الآي فون دعائياً؟قبل 6 أشهر قامت سامسونج بإطلاق هاتفها S9 -راجعنا مقالنا– ووقتها نشرنا مقال تحليلي و أوضحنا فيه أنه بالرغم من أنه أقوى هاتف أندرويد في هذا الوقت لكن فعلياً لا يمكنه منافسة الآي فون -راجع مقالنا-. وكما هو معتاد تعرضنا لهجوم وسباب من عشاق سامسونج وأننا غير محترفون و متحيزون لأبل… ثم مرت الأيام و ثبت ما ذكرناه حيث فشل S9 لبس فقط في منافسة الآي فون بل حتى في منافسة S8 أو S7 أو S5 حتى في المبيعات. وفي مقالنا الخاص بوصول قيمة شركة أبل للتريليون دولار –هذا الرابط– تحدثنا عن تفاصيل الأرقام وكيف أنه لا منافسة تذكر للآي فون في المبيعات. خمن معي ماذا قررت سامسونج أن تقدم بعد 6 أشهر؟

قامت سامسونج بنسخ هاتفها S9+ وتغير اسمه وتسميته ب Note 9. اذهب إلى GSMArena وقارن بين الهاتفين وسترى أنه لا فارق يذكر. بالطبع هناك تفاصيل مختلفة مثل وجود القلم المطور وتوفير نسخة استثنائية بسعة 512 جيجا و8 جيجا رام لكن باقي التفاصيل منسوخة بشكل يجعلني أفكر طويلا عما قد تكون سامسونج قد فعلته في الـ 6 أشهر الماضية. شاهد صورة من جزء من المقارنة ولاحظ أن الذي يظهر باللون الباهت هو الأمر المكرر.

لاحظ أن كل ما سبق وأنا أقارن بين هاتف سامسونج S9+ وأيضاً هاتف سامسونج نوت 9. نحن نقارن بين سامسونج وسامسونج.


ماذا يحدث عند المقارنة مع الآخرين؟

السرعة: فشل هاتف سامسونج نوت 9 في تحقيق أداء مرتفع. نحن هنا لا نتحدث عن أداء مرتفع بالمقارنة مع الآي فون فهذا المجال حسم لكن حتى بالمقارنة مع الأندرويد. فبالرغم من استخدام سامسونج لنفس معالج منافسيها لكنها فشلت في إدارته بشكل جيد والنتيجة حصولها على نتيجة 8876 نقطة فقط في حين هاتف مثل وان بلس 6 حصل على 9088 نقطة.

الكاميرا: كاميرا نوت 9 هي نسخة من كاميرا S9+ وهذه الكاميرا طبقاً لـ DXOMark حصدت 99 نقطة في حين هاتف HTC U12+ مثلاً حصل على 103 نقطة. سامسونج أوضحت أن الكاميرا لم يحدث لها تغيير تقني لكن تم دعم الذكاء الصناعي فيها وهي خاصية تقوم بتحسين الصور طبقاً لمحتواها. لكن عدم ذكر سامسونج لتصنيف كاميرا جهازهم الجديد وهذا ربما يوحي بأنه لن يحدث فارق مبهر (إلا إن كانت سامسونج تريدنا أن نتفاجئ عند صدوره). لا نقول نهائياً أن كاميرا نوت 9 ليست جيدة بل هي أفضل من كاميرا X لكن غير منطقي أن تطلق سامسونج هاتف بكاميرا أقل من منافسيه من HTC وهواوي بعد صدور هواتفهم فعلياً في الأسواق بل وهواوي تلمح لقدوم Mate 20. وبالطبع نذكر أن هناك آي-فون قادم بعد شهر وبنسبة 99% ستكون الكاميرا الخاصة به تفوق سامسونج التي لن تستطيع الرد سوق بعد 6 أشهر مع S10. هل هذا منطقي؟ أليس كان مفترض زيادة الفارق استعداداً للمنافسين؟

الرسوميات: بالطبع يعتمد سامسونج كما نعلم على معالج سناب دراجون 845 لكن الغريب أن سامسونج كررت عدة مرات أن هاتفها الأكثر تقدماً وقال قيادي الشركة الكورية أننا نستضيف مدير شركة Epic ليخبركم بقوة هاتف سامسونج. وهنا جاءت الصدمة وهي غير مفهومة من سامسونج أن تقوم بها. لعبة fortnite من الألعاب الشهيرة للغاية وهي موجودة في كل مكان عدا الأندرويد (موجودة في iOS منذ شهور) فإحضار سامسونج لهذه الشركة كأنها تسلط الضوء على نقطة ضعف في الأندرويد وهو تأخر دعمهم من الشركات؛ ألم تجد سامسونج طريقة أفضل من تفوق منافسيها iOS والآي فون. والصدمة جاءت في حديث رئيس Epic نفسه حيث مدح هاتف سامسونج بأن أفضل تجربة ألعاب يمكن الحصول عليها في هاتف “أندرويد” هي من سامسونج. هل تعلمون ماذا يعني هذا؟ ظاهرياً مدح في قوة سامسونج لكن فعلياً تخصيص الأداء بأنه الأفضل في هاتف أندرويد وليس هاتف عامة يعني اعتراف صريح بأن أداء الألعاب في الآي فون أفضل.

الشحن القديم: نفس ما ذكرناه في مقالنا عن S9 سامسونج لا تزال لديها هلع البطارية وتقرر زيادة حجمها لأنها تخاف أن تطور تقنية الشحن. سامسونج تصر على استخدام QC 2.0 في وقت منافسيها الذين يستخدمون كوالكوم انتقلوا إلى QC 4.0 أو على الأقل QC 2.0. هل يعقل أن الهاتف الذي سوف يباع حتى منتصف 2019 يعمل بتقنية شحن من 2015؟


ملاحظة على المؤتمر

في مؤتمرات أبل هناك تناغم بين أبل والجمهور حيث يتم كتابة وعرض المؤتمر بطريقة تشجع الجمهور على التصفيق ويتم إدارة هذا باحترافيه. لكن في مؤتمر سامسونج شعرت بشيء غريب حيث وجدت مسئول يعلن عن ميزة ثم يحمس الجمهور للتصفيق. ظننت أنني أخطأت حتى صعد “جي سو لي” وهو رئيس قطاع الذكاء الصناعي في سامسونج وكان صراحة يتوقف عن الحديث في نقطة ويقول للجمهور “صفقوا” وأحياناً يصفق بنفسه ليقلدوه. شاهد المؤتمر وركز فيما نذكره. إذا كان يعجبك “Show” الذي تقوم به أبل والتصفيق فقلد الطريقة لا أن تقول للجمهور صفقوا لنا.

شاهد المؤتمر


ملخص وكلمة أخيرة

سامسونج قدمت هاتف رائع؛ لكن أن يكون لديك منافسه شرسة من هواوي وشاومي ثم تقرر تقديم نسخة أخرى من هاتف لديك منذ 6 أشهر في الأسواق ويعاني من مبيعات ضعيفه لهي خطوة غير مفهوم. فكر في هذه النقطة ودع أبل بعيداً أو حتى فكر فيها؛ هل تنوي فقط أن يكون نقطة تفوقك هى “هل لديكم سعة 512؟ هل لديكم كروت ذاكرة؟ شاشتكم بها نتوء؟ هاتفنا يضم قلم” هل هذه الأمور كافية أن تشتري نوت 9؟ هل سيكون التنافس في مجال الدعايا فقط وليس أرض الواقع؟

ما رأيك في سامسونج نوت 9؟ وهل تتوقع أن يتمكن من منافسه الآي فون القادم وهواتف الأندرويد العليا الأخرى؟

المصادر:

BI | Express | GSMArena

مقالات ذات صلة