قامت أبل منذ مدة بحذف لعبة فورت نايت من متجر التطبيقات عقب قيام الشركة المطورة له بمخالفة قواعد الدفع الخاصة بمتجر البرامج –اقرأ المزيد عبر هذا الرابط-. كما لم تكتف أبل بهذا فقد تم تصعيد الصراع لدرجة وصوله إلى حذف حساب الشركة بالكامل. وبهذا لا يستطيع حتى من قام بتنزيل التطبيقات سابقاً إعادة تنزيلها. وربما لا يبدو هذا للمراقب هذه الأيام لكن العلاقة بين الشركتين كانت على العكس من هذا تماماً. فشركة إيبك ساعدت أبل في جعل نظام iOS نظام الألعاب المشهور كما هو الآن. تعرف على بعض المراحل المهمة في علاقة أبل وأيبك.

التحول في علاقة أبل و Epic وانكسار أفضل التحالفات


استعراض Citadel والتعريف بقدرات أجهزة iOS

التحول في علاقة أبل و Epic وانكسار أفضل التحالفات

منذ عشر سنوات لم يكن نظام iOS مركز الألعاب الذي هو عليه الآن. فقد كانت الأجهزة الجوالة في بداياتها ومع أن التقنيات لم تكن بالتطور الحالي إلا أن أجهزة أبل كانت بالفعل متقدمة عن النظائر في مجال قوة المعالج والرسوميات. لذا أرادت أبل تعريف المستخدمين والمطورين بقدرات أجهزتها. لذا وكما جرت عادة أبل لاحقاً قامت بالاتفاق مع مطورين لعرض قدرات الأجهزة في مؤتمر الإعلان عن الآي-فون. وكان أبرزهم شركة Epic مع “لعبتها” Citadel. وأنا أضع كلمة لعبة بين علامات تنصيص لأنها لم تكن لعبة حقيقية، ولكنها كانت عبارة عن قرية ملحقة بقلعة تقوم بالتجوال فيها فقط لتأملها. فقد كان هدفها إثبات أن أجهزة أبل يمكنها تشغيل ألعاب ذات رسوميات قوية وتفاصيل دقيقة. حتى أن الكثير من ميزات Citadel كانت تتخطى قدرات أجهزة إكس بوكس وبلاي ستيشن في ذاك الوقت من أضواء ديناميكية وغيرها. وكانت هذه اللعبة انطلاقة عملاقة للألعاب على iOS وبداية لعصر من الألعاب المعقدة في جيبك.

يذكر أن هذه اللعبة لم يصدر لها مثيل على أجهزة أندرويد حتى عام 2013.


عناوين من Epic قامت بتمييز الآي-فون

لم تقم Epic باستعراض Citadel فقط في مؤتمرات أبل. بل تفاخرت أبل على المسرح في سنوات أخرى بسلسلة Infinity Blade المكونة من ثلاث أجزاء والتي تعتبر أقوى ألعاب iOS على الإطلاق في عصرها ولم يكن لها منافس سواء من ناحية قوة الرسوميات أو التصميم ودقة العمل والعالم الواسع أو حتى القصة المؤثرة. حتى أننا قمنا باختيارها عدة مرات من أفضل الألعاب على الإطلاق في مقالاتنا. وقد مثلت هذه الألعاب إحدى أهم المحطات في تفوق أجهزة iOS في الألعاب. فقد كانت حصرية تماماً ولم يتم إصدارها لأندرويد.


على الماك أيضاً

لم تقتصر الشراكة على ألعاب الآي-فون. فقد قررت أبل استعراض برمجية Metal الجديدة للرسوميات على الماك عبر عرض لعبة Fortnite على المسرح. وهذا كان شيئاً مهماً حيث أن معظم الألعاب التي يتم تطويرها لعدة أنظمة كما في حال فورتنايت لا تستغل مميزات الماك وبرمجياته جيداً لمحدودية اللاعبين عليه. إلا أن شركة Epic كانت من أول متبني تقنية أبل الجديدة وفي إحدى أهم ألعابها.


محرك Unreal

أيضاً لا تقتصر مشاركة Epic في عالم الألعاب الخاص بأبل على إنتاج الألعاب فقط. بل أن محرك الألعاب الخاص بها Unreal هو من أشهر وأفضل المحركات. وهو متاح لمطورين آخرين لكي يقوموا بتطوير ألعاب لنظام iOS. فمثلاً تقوم لعبة PUBG و PES 2020 وحتى لعبة Oceanhorn 2 الرائعة والتي تستغلها أبل للإعلان عن منظومة الألعاب (أركيد) الخاصة بها.

يذكر أيضاً أن محرك Unreal يتم استخدامه على العديد من الأنظمة لصناعة الرسوميات والألعاب للحاسوب والإكس بوكس وبلايستيشن وغيرها. وتوقف دعم iOS للمحرك قد يؤدي لابتعاد الشركات عنه تماماً. حيث أن مطور اللعبة يريد التأكد أن لعبته بإمكانها العمل على جميع المنصات المحتملة إن أراد إتاحتها. بما فيها iOS.


تعليق

لم تكن خطوة إيبك بكسر قواعد متجر التطبيقات قبل مقاضاة أبل موفقة أبداً. وخاصة مع القضايا التي تواجه أبل بالتمييز بين الشركات، فلو قررت أبل إعطاء إيبك معاملة مميزة كما حدث مع أمازون فكان هذا سيثبت عليها التهمة. ولكن بغض النظر عن المخطئ، يحزنني شخصياً وجود المعركة بين هاتين الشركتين تحديداً. حيث كانت ألعاب إيبك من أهم ذكرياتي وذكريات العديدين مع الآي-فون وساهمت بأوقات ممتعة كثيرة. في النهاية مهما كان الحكم لن نخسر الكثير كمستخدمين لأجهزة iOS وأبل عملاقة لن تقضي عليها الخسارة. لكن أمنيتي أن تعود ألعاب Epic للمتجر. لأن الشركة من أفضل المساهمين فيه وهي من أكثر المبدعين في مجال ألعاب iOS. وخسارتها هي خسارة لكل محبي الألعاب.


ترى هل كانت أبل لتصل إلى مكانها في الألعاب لولا الشراكة مع Epic؟ وهل أنت من محبي ألعاب الشركة؟

مقالات ذات صلة