كل عام، ومع إطلاق تحديث رئيسي جديد لنظام iOS، يتكرر نفس السيناريو: يهرع المستخدمون لتثبيت التحديث الجديد على أجهزتهم، وبعدها بفترة وجيزة تبدأ الشكاوى بالظهور. “بطاريتي تنفد بسرعة!”، “هاتفي أصبح يسخن!”، “أداء الجهاز أصبح أبطأ”. هذه الشكاوى أصبحت تقليدًا سنويًا مع كل إصدار جديد، ونظام iOS 26 ليس استثناءً. لكن هذه المرة، اتخذت أبل خطوة استباقية وغير معتادة لتوضيح سبب هذه الظاهرة، محاولةً طمأنة مستخدمي آي-فون.

في ملاحظات الإصدار الخاصة بنظام iOS 26، أضافت أبل تحذيرًا صريحًا لمستخدمي آي-فون، توضح فيه أن تثبيت التحديث قد يؤثر مؤقتًا على عمر البطارية، وتؤكد أن هذا الأمر “طبيعي”. هذا الإعلان، على الرغم من بساطته، يحمل الكثير من الدلالات، ويشير إلى أن أبل تدرك تمامًا القلق الذي ينتاب المستخدمين بشأن بطاريات أجهزتهم بعد كل تحديث.
لماذا يحدث استنزاف البطارية بعد التحديث؟

لفهم السبب وراء هذا التأثير المؤقت على البطارية، يجب أن ندرك أن التحديث الجديد ليس مجرد تغيير في الواجهة أو إضافة أيقونات جديدة. بل هو عملية معقدة تتطلب من الجهاز إعادة تنظيم نفسه بالكامل.
عمليات الخلفية: الفهرسة وإعادة التنظيم
بمجرد اكتمال تثبيت التحديث، يبدأ الآي-فون في سلسلة من العمليات الداخلية المهمة. هذه العمليات، التي تتم في الخلفية، لا يراها المستخدم، لكنها تستهلك قدرًا كبيرًا من طاقة المعالج وبالتالي البطارية. من أبرز هذه العمليات:
فهرسة البيانات والملفات: يقوم النظام الجديد بفهرسة جميع بياناتك وملفاتك، من الصور والمستندات إلى جهات الاتصال، لضمان عمل ميزة البحث Spotlight بكفاءة. هذه العملية قد تستغرق ساعات أو حتى أيامًا، حسب كمية البيانات المخزنة على الجهاز.
تحميل الأصول الجديدة: قد يتضمن التحديث أصولًا جديدة مثل الخطوط، أو الأصوات، أو عناصر واجهة المستخدم الجديدة، والتي يحتاج الآي-فون إلى تحميلها وتثبيتها.
تحديث التطبيقات: العديد من التطبيقات تحتاج إلى تحديث نفسها للتكيف مع النظام الجديد، مما يضيف حملاً إضافيًا على المعالج.
الميزات الجديدة التي تستهلك المزيد من الموارد

يأتي نظام iOS 26 بميزات جديدة، وبعضها يتطلب طاقة أكبر لتشغيلها. على سبيل المثال، قد تستخدم الميزات القائمة على الذكاء الاصطناعي، مثل “Adaptive Power”، أو التحسينات الرسومية الجديدة في واجهة المستخدم مثل ميزة “الزجاج السائل” موارد إضافية من الجهاز. في البداية، ومع استخدامك لهذه الميزات الجديدة واختبارها، قد تلاحظ انخفاضًا طفيفًا في الأداء أو عمر البطارية.
هل هذا طبيعي؟ نعم، وفقًا لأبل
في وثيقة دعم جديدة، أوضحت أبل بشكل أكثر تفصيلاً أن هذا السلوك طبيعي تمامًا. حيث ذكرت أن تصميم الأجهزة والبرامج يتم معًا لتقديم أداء ممتاز وعمر بطارية رائع، ولكن مع إضافة الميزات الجديدة، قد تتغير طريقة استخدامنا لأجهزتنا. وأكدت أن أبل تعمل باستمرار على تحسين هذه الميزات في التحديثات اللاحقة لضمان عمر بطارية ممتاز وتجربة سلسة للمستخدم.
هذه الخطوة من أبل، بتوفير وثيقة دعم مفصلة وربطها بملاحظات الإصدار، تظهر اهتمامها بتوضيح الأمور لمستخدميها وتقليل حالة القلق التي تنتابهم بعد كل تحديث.
كيف يمكنك تحسين أداء بطارية آي-فون بعد التحديث؟

بينما تنتظر جهازك ليكمل عمليات الفهرسة وإعادة التنظيم، هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للمساعدة في تحسين أداء البطارية:
كن صبوراً: القاعدة الذهبية هي الانتظار. امنح جهازك بضعة أيام بعد التحديث. عادةً ما يستقر أداء البطارية بعد 24 إلى 48 ساعة من التحديث، بمجرد اكتمال جميع عمليات الخلفية.
تحديث التطبيقات: تأكد من أن جميع تطبيقاتك محدثة لأحدث إصداراتها. غالبًا ما يقوم مطورو التطبيقات بإصدار تحديثات لتحسين التوافق مع نظام التشغيل الجديد وتحسين الأداء.
راقب استهلاك البطارية: اذهب إلى “الإعدادات” > “البطارية” للاطلاع على التطبيقات التي تستهلك أكبر قدر من الطاقة. إذا وجدت تطبيقًا يستهلك طاقة كبيرة بشكل غير طبيعي، يمكنك إيقاف تشغيله أو إعادة تثبيته.
تفعيل وضع الطاقة المنخفضة: إذا كنت بحاجة إلى الحفاظ على شحن البطارية، يمكنك تفعيل “وضع الطاقة المنخفضة” من “الإعدادات” > “البطارية”.
أوقف تحديث التطبيقات في الخلفية: يمكن أن تستهلك هذه الميزة الكثير من الطاقة. يمكنك تقييدها أو إيقافها تمامًا من “الإعدادات” > “عام” > “تحديث التطبيقات في الخلفية”.
إعادة تشغيل الآي-فون: يمكن أن تساعد إعادة التشغيل البسيطة في حل بعض المشكلات المؤقتة.
التحديثات مهمة لأداء جهازك

في النهاية، على الرغم من أن مشاكل البطارية المؤقتة قد تكون مزعجة، إلا أن تحديث جهازك إلى أحدث إصدار من iOS أمر بالغ الأهمية. فالتحديثات لا تقدم ميزات جديدة فحسب، بل تحتوي أيضًا على تحسينات أمنية وإصلاحات للأخطاء التي قد تؤثر على الأداء على المدى الطويل. إن فهم السبب وراء استنزاف البطارية المؤقت بعد التحديث يمنحك راحة البال، ويؤكد أن الأمر مجرد مرحلة انتقالية بسيطة قبل أن يستقر جهازك ويعود لتقديم الأداء المعتاد الذي تتوقعه من آي-فون.
المصدر:



10 تعليق