قصة أبل في 38 عاماً

في الأول من أبريل -نيسان- 1976 تقدم “ستيف جوبز” و”ستيف وزنياك” و”رونالد وين” بطلب إلى الجهات المختصة الأمريكية لتسجيل شركة جديدة تسمى أبل كمبيوتر المحدودة -Apple Computer Inc- ولم يكن أحداً يتخيل أن هذه الشركة التي يملكها هؤلاء الشباب سوف تغير العالم. واليوم يمر 38 عاماً على تأسيس شركة أبل. فدعونا نبتعد عن الحاضر وصراعاته ونعود إلى الماضي ونرى رحلة الصعود للتفاحة المقضومة.

قصة أبل في 38 عاماً

البداية 1976

التقى “جوبز” “وزنياك” عام 1970 وأصبحا أصدقاء -كان جوبز وقتها ذو 15 عاماً- وكان “وزنياك” عبقرياً لامعاً، يستطيع تصنيع كومبيوتر بالكامل بنفسه وتطوير كل شيء فيه لكن لم يكن يملك أي مهارات تسويقية وبيعيه وأيضاً لا يملك أموالاً كافية للتصنيع، وهنا جاءت مهارات ستيف جوبز حيث تمكن من الحصول على طلبات شراء مسبقة للأجهزة وتدبير التمويل الكافي للشركة، وحان وقت تأسيس شركة، ولجأ الإثنان إلى “رونالد وين” ليقوم بدور الراعي للشركة ويأسسها ويعد الأوراق والعقود الخاصة بها وحتى أنه قام برسم أول لوجو لشركة أبل -الصورة التالية- وكتيب استخدام منتجهم الأول. وقرر “جوبز” و “وزنياك” مكافأته نظير ذلك ومنحه 10% من شركة أبل. لكن  “رونالد وين” لم يكن يأمل في الاستثمار، فكان ما يبرع فيه هو تأسيس الشركات لذا فبعد أسبوعين فقط من إعلان تأسيس أبل قام ببيع أسهمه مقابل 800$ فقط -حصل لاحقاً على 1500$ ليتنازل على كل حقوقه في الشركة- أي باع “وين” حصة 10% من أبل مقابل 2300$.

الجدير بالذكر أن “وين” بعد أن أصبحت أبل كما هى الآن قام أحد الصحفيين بسؤاله هل ندم على بيع حصته التي تقدر حالياً بعشرات المليارات فرد عليه “لم أندم يوماً على هذا القرار، لقد اتخذت وقتها أفضل قرار بناءاً على المعلومات التي كانت متاحة لدي وقتها”. المهم أن شركة أبل ولدت. وكان الثلاثي متكامل فـ “وزنياك” عبقري في التصنيع لكن لا يجيد البيع وهى المهارة التي امتلكها “جوبز” وبرع فيها لكنه لم يكن يعلم كيف يحرك الأمور الإدارية فجاء دور “وين” ليتولى هذه الإجراءات.

الشعار الأول للشركة والذي رسمه “وين”


العقد الأول 1976-1985 وطرد ستيف جوبز

قام “وزنياك” بتصميم جهاز أبل الأول -الصورة في أعلى- بسعر 666.66$ (يوازي المبلغ حالياً $2,763). الجهاز كان عبقرياً وقتها مما جلب المستثمرين والذي قدموا آلاف الدولارات لتحويل أبل من مجرد شركة بها شخصين إلى شركة حقيقية. وفي العام الأول حققت أبل مبيعات تقدر بـ 773 ألف دولار، وسرعان ما جذبت أبل المشترين وكذلك المبدعين بشكل سريع. وفي عام 1983 ورغم عبقرية جوبز لكن لم يوافق المستثمرون عليه رئيساً للشركة مما دفعه إلى إقناع جون سكالي أن يترك منصبة كمدير لشركة بيبسي ويأتي للعمل في أبل، وقد أقنعه جوبز بهذا الأمر بعبارة واحدة وهى “هل تريد بيع المياه بالسكر بقية حياتك؟ أم تريد أن تأتي معي وتغيير العالم؟”. وبالفعل جاء جون سكالي إلى أبل. وفي 1984 كشفت أبل عن الماكنتوش لتغير العالم -راجع هذا الرابط-. وفي عام 1985 وصلت مبيعات أبل بنهاية عامها العاشر إلى 1.918 مليار دولار أي 25 ضعف ما كانت عليه في 1976. لكن حدث صدام كبير بين “ستيف جوبز” و”جون سكالي” الذي استقدمه من بيبسي واجتمع مجلس الإدارة ليقرر رحيل شخص منهما من الشركة، فكان القرار هو فصل ستيف جوبز من الشركة التي أسسها. وكان هذا الأمر كما علق جوبز بنفسه عليه قائلاً “كنت أضحوكة وادي السيلكون حيث طردت من الشركة التي أسستها وعلى يد الشخص الذي عينته في الشركة، لكنها كانت أفضل شيء حدث في حياتي حيث أسست NeXT و بيكسار”.

صورة جوبز وجون سكالي


العقد الثاني 1986-1995 صعود وإنهيار أبل

واصلت أبل صعودها بقوة بعد رحيل ستيف جوبز، لكن في نفس الوقت خاطرت بتقديم بعض المنتجات الفاشلة والتي كان سعرها يفوق إمكانيات المستخدمين وقتها، ثم اشتعلت المنافسة عالمياً بإصدار مايكروسوفت للنسخة الثالثة من الويندوز واكتسحت سوق أنظمة التشغيل حول العالم، وبعدها تحالفت IBM مع شركة موتورلا. وفي ذلك الوقت أعلنت أبل حرباً قضائية ضد مايكروسوفت واتهمتها بسرقة تصميماتها واستخدمتها في ويندوز 3.0 وقدمت قائمة تضم 189 نقطة، وقضت المحكمة أن 179 منها لدى مايكروسوفت حقوق استخدامها منذ ويندوز 1.0 أما الـ 10 المتبقية فلا حقوق ملكية لها. ثم دخلت أبل قضايا ضد زيروكس وغيرها. الخلاصة أن نهاية العقد الثاني كانت قضايا بين أبل والشركات الأخرى، وبدون منتجات مبدعة مما أدى إلى إنهيار الشركة حتى قاربت على الإفلاس. استقال “جون سكالي” عام 1993 لكن لم يتغير الوضع كثيراً. وأصبحت الشركة على حافة الإفلاس.


العقد الثالث 1996-2005 عودة المبدع جوبز

ولم يكن لدى مجلس إدارة أبل والمستثمرين سوى تقديم عرض شراء لشركة NeXT الصاعدة بقوة والاستحواذ عليها من أجل أن يتحول رئيسها إلى رئيس لأبل. وبالفعل حدث هذا واشترت أبل NeXT وأصبح رئيسها هو المدير التنفيذي لشركة أبل. وكان هذا الشخص هو ستيف جوبز، وعاد إلى الشركة التي فصلته قبل 10 أعوام. واستحوذت أبل على NeXT مقابل 427 مليون دولار.

مع عودة جوبز في 1996 بدأت خطة إعادة هيكلة الشركة، فصل جوبز جميع من وقفوا ضده قبل 10 أعوام، وغير معظم قيادي الشركة. ثم قام بتعيين “جونثان إيف” رئيساً لقسم التصميم في أبل اعتباراً من عام 1997 -جوني إيف هو مصمم جميع أجهزة الآي فون والآي باد والـ ماك”- وكانت هذه لمسة عبقرية من جوبز حيث اكتشف مهارات إيف المبدعة في التصميمات. ثم قرر جوبز نفس العام إنهاء الصراع القضائي بين أبل ومايكروسوفت تماماً وقامت الأخيرة بشراء أسهم في أبل بقيمة 150 مليون دولار لتساهم بذلك في حل أزمة الشركة مالياً وتوفر لها السيولة. ومقابل ذلك قرر جوبز أن “إنترنت اكسبلورر” سوف يصبح المتصفح الافتراضي في أجهزة أبل، وقررت مايكروسوفت تطوير “أوفيس” لنظام ماك. وبدأت أبل سلسلة النجاح:

  • 1998 أبل تعلن عن iMac
  • 1999 أبل تعلن عن AirPort
  • 2000 أبل تعلن عن iBooks -كومبيوتر محمول-
  • 2001 أبل تعلن عن الآي تيونز
  • 2001 أبل تعلن عن الآي بود.
  • 2003 أبل تعلن عن الفأرة -ماوس- البلوتوث.
  • 2003 أبل تعلن عن لوحة مفاتيح لاسلكية.
  • 2004 أبل تعلن عن شاشاتها تحت اسم “Cinema Display”
  • 2005 أبل تعلن عن ماك ميني “Mac Mini”
  • 2005 أبل تعلن عن آي بود “Shuffle” و آي بود نانو

2007-2014 عصر الأجهزة الذكية

ونصل إلى التاريخ الحالي، في بداية 2007 كشف ستيف جوبز عن تغيير اسم شركته والتي ظلت 30 عاما تعرف بـ “Apple Computer Inc” وقرر جوبز إزالة كلمة “Computer” وذلك تزامناً مع إطلاق الآي فون الذي غير مفهوم العالم للهواتف، وجاءت منتجات أخرى كالتالي:

  • 2006 أبل تعلن ماك برو -Mac Pro- وماك بوك برو -MacBook Pro-
  • 2007 الإعلان عن تلفاز أبل Apple TV.
  • 2007 أبل تعلن عن الجيل الأول للآي فون والآي بود تاتش.
  • 2008 أبل تكشف عن خدماتها السحابية “MobileMe” والتي تحولت لاحقاً إلى iCloud.
  • 2008 أبل تعلن عن ماك بوك Air.
  • 2008 أبل تعلن عن Time Capsule
  • 2009 أبل تعلن عن الماجيك ماوس -Magic Mouse-
  • 2010 أبل تعلن عن الآي باد وبداية عصر التابلت الحقيقي.

ومنذ 2010 لم تقدم أبل أي منتج يتم تصنيفه في قسم جديد، تم تطوير كل منتجات أبل وأصبحت أفضل بكثير لكن لم يظهر منتج واحد تحت تصنيف جديد.

ما رأيك في تاريخ أبل وقصتها في 38 عاماً؟ وهل أصبحت أبل تكرر عصر التسعينات بالتركيز في القضايا والابتعاد عن الإبداع أم أنها تعلمت من درس الماضي؟

المصادر | Wiki | wikipedia | wikipedia

23 تعليق

comments user
Rzakj

قصة كفاح تكتب بماء الذهب لن أنسى انني عشت بعض فصولها في شبابي فأنا املك فقد اشتريت جهاز ابل تو ولا زلت امتلك هذا الجهاز فقد تحول هذا الجهاز الى أنتيك قطعة اثرية اتباها بهذا الجهاز امام أبنائي الذين بالمناسبة ولدوا وفي بيتنا حاسب ….كانت ايام جميلة لا تنسى.

comments user
احمد

قصة كفاح

comments user
عبده الصحصاح

أشكر كل من تكرم ونشر هذا المقال

comments user
عاشق آيل

يجب القضاء الامريكي وفي بعض البلدان الأوربية واليابان وأستراليا ان تكون منصفا لابل بسبب شركتين سافلين غوغل وسامسونج قاتلا الإبداع والمنافسة الشريفة

comments user
Wassim

قصه راكثر من رائعه
اشكركم

comments user
NoNi

ممتاز

comments user
Looo00ly

كانت قصة جميلة ل شركة ابل…
ولكن كان هناك من الفشل والنجاح ولكن التاريخ يعيد نفسه ف الآن يحدث كما حدث في القرن الثاني واعتقد انه سيستمر الى الوقت اللذي يأتي شخص مثل جوبز و جوني إيف آيفون إسلام ماهو اخر إصدار لل ايباد في السعودية
😇☺ وشكراً…

comments user
فوزي

في ١٠ سنوات استطاعت أبل ان تصبح عملاق … كم أتمنى ان ارى عملاق عربي مماثل وقصة نجاح عربيه شبيهة

comments user
h77

رائعة

comments user
محمد رشاد

أعتقد إن الإبداع في الشركة لم ينتهي بدليل براءات الإختراع الكثيرة ولكن إحساس الشركة بالأمان الزائد في السوق والبعد الإبداعي بينها وبين المنافسين سبب لها بطيء وفتور شديد في الكشف عن منتج ثوري فعلا

comments user
أنيس

الiBook تم الإعلان عنه سنة 1999 و ليس 2000 و يضم الAirport

comments user
Mohammed

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
مقال اكثر من جميل حقاً ابدعتوا ويا ريت تعطونا تفاصيل زيادة عن وزنياك وجوني ايف وشكرا

comments user
عبدالرحمن الراوي

رجال” صنعوا تاريخاً مشرفاً لهم وللإنسانية جمعاء لهم مني كل التقدير والعرفان بجميل صنيعهم .
مع فائق محبتي واحترامي لهم ولكفاحهم الطويل وترحمي على من غادر هذه الدنيا. ….

comments user
Waleedbesheer

الله يكرمكم مقال لايصدقه عقل

comments user
لؤي

ما حصل لأبل في العقد الثاني سوف يحصل لها من جديد اذا لم تنتبه وتبدع من جديد وتبتكر اجهزة جديدة

وأتمنى ان يكون إبداعها في الايفون القادم والساعة و التلفاز وإلا بالتأكيد سيصيبها ما حصل في العقد الثاني.

comments user
ahmad4maylod

قصة رائعة جدا .. اتمنى من ابل ان تبتكر اشياء جديدة . و لكن شركة ابل ابداع في منتجاتها . القصة جميلة و اتمنى ان تستمر ابل في التقدم

comments user
أبو رياض

أخالفكم الرأي في وصف “شركة NeXT الصاعدة بقوة ” فبحسب قراءتي لكتاب ستيف جوبز لم تكن شركة نيكست ذات قوّة دافعة حقيقية بل كانت تترنح.. لم تكن على نفس طريق نجاح أبل عندما انطلقت

comments user
الانصاري

بصراحه مقال جميل و يستحق القراءه وشخصيه مثل ستيف جوبز لازم ينتج عنها فيلم

    comments user
    Kareem

    السلام عليكم أخي. بالفعل تم إنتاج فيلم عن عنه بعنوان “Jobs” ولكن مستواه رديء لأنه يقتطع أجزاء كثيرة ومهمة جداً من القصة الحقيقية. إذا كنت تريد القصة الحقيقية فعلا (وهي ممتعة جداً) ابحث عن كتاب ستيف جوبز من تأليف والتر آيزاكسون. ستجد نسخة مترجمة للعربية

    comments user
    Akram

    Jobs 2013

comments user
ريان

الله يعطيكم العافية كالعادة ابداع جديد من ايفون اسلام

comments user
حسين

لاحظت انه التاريخ يعيد نفسه مع ابل بدون ستيف جوبز
ففي ال 86 بعد فصل جوبز غرقت ابل برفع القضايا على الشركات بدلا من الابداع.وهذا ما يحصل معاها الان فمن موت جوبز لليوم ومعضم اخبار ابل هي عن القضايا بينها وبين باقي شركات الهواتف

comments user
محمد

قصة نجاح رائعة ونأمل ان يتم اضافة منتج اخر مثل الساعة الذكية

اترك رد

نحن لا نتحمل أي مسؤولية لأية اساءة في استعمال المعلومات المذكورة أعلاه. آي-فون إسلام لا ينتمي ولا يمثل شركة آبل. اي-فون و آبل واسم اي منتج آخر، واسماء الخدمات أو الشعارات المشار اليها هنا هي علامات تجارية او علامات تجارية مسجلة للابل كمبيوتر

العربية简体中文NederlandsEnglishFilipinoFrançaisDeutschΕλληνικάहिन्दीBahasa IndonesiaItaliano日本語한국어كوردی‎فارسیPolskiPortuguêsРусскийEspañolTürkçeУкраїнськаاردوTiếng Việt