لا زال الكثير من المحللين يتعجبون من القفزة التي حققتها آبل في سوق الهواتف الذكية خلال ثلاث سنوات فقط منذ بدايتها بطرح أول آي فون عام 2007 وحتى النسخة الرابعة منه هذا العام، هذه القفزة التي رأيناها بتغير مفهوم الهواتف الذكية وانتقالها من جيل الى جيل وبتغير طريقة المستخدم وتفاعله معها وبمفهوم شاشة اللمس المتعدد Multi Touch وبمفهوم متجر البرامج والموسيقى وغيرها العديد من المفاهيم الجديد التي برزت للمرة الأولى في هذا المجال.

لكن تلك الابداعات لم تتوقف هنا، بل كان التفوق والنجاح (الذي شد اهتمام مراقبي السوق كثيرا) هو في تحويل تلك الابداعات والاختراعات المقدمة من آبل في مجال الهواتف الذكية الى مصادر ربح ومناجم ذهب لها بحيث استطاعات وهي الوافدة حديثا الى سوق الموبايل ان تنافس اعرق شركات المحمول وان تحصد لوحدها نسبة كبرى من الارباح تتجاوز مجموع من اقوى شركات الموبايل في العالم.

الرسم البياني أعلاه يوضح لنا وبطريقة مبسطة ماقلناه منذ قليل وهو الرسم الذي أذهل العديد من المحللين حيث استطاعت آبل وفي ثلاث سنوات فقط ومن خلال الآي فون أن تستحوذ على غالبية أرباح قطاع صناعة الهواتف الذكية بنسبة 39% متوفقة على ثلاث من عمالقة هذا القطاع وهم نوكيا وسامسونج وإل جي والذين حصدوا مجتمعين! نسبة 32% فقط فيما توزعت بقية ال 29% على الشركات المصنعة الأخرى، حيث تنمو حصة آبل في هذا القطاع عاما بعد عام (كانت في عام 2008 حوالي 20% ثم ارتفعت في 2009 الى 32%)

كيف تحصد شركة واحدة فقط غير مختصة في مجال الموبايل بالكامل ولا تزال في عامها الثالث فقط منه، كم اكبر من ارباح جميع الشركات الأخرى! وذلك على الرغم من انها باعت في النصف الأول من عام 2010 حوالي 17 مليون آي فون، مقابل 400  مليون جهاز موبايل بيع من قبل سامسونج ونوكيا وال جي!! و 190 مليون جهاز من قبل الشركات الاخرى في نفس المدة، كما نرى في الرسم التالي:

هذا يدل على ان لعبة الأرقام وزيادتها او نقصها ليس كل شيء، فالآهم هنا هو لعبة الأرباح والاستفادة مما تنتجه وتبدعه من اختراعات تنشرها في ارجاء المعمورة، فالأندرويد قادم الان مثلا بقوة وانتشار خصوصا في الولايات المتحدة نتيجة انتشاره على عشرات الأجهزة للمصنعين وربما يتجاوز الآي فون قريبا (بعض المعلقين يشيرون الى ان بامكان الآي فون الابتعاد بقوة عن الآندرويد والبقاء في الصدارة حين يتاح على الشبكات الأخرى كفيرايزون وهو المتوقع نهاية هذا العام). لكن يبقى الربح وتحويل ماتنتجه الى كاش هو الأهم بالنسبة لهذه الشركات وبما تقدمه من ميزات وخصائص تلبي احتياجات المستخدمين.

المحلل الذي قدم هذه الدراسة أشار الى أن آبل تقود هذه الصناعة حاليا وهي لا تكتفي فقط بأن تبدع فيها، بل وأن تحول هذا الابداع الى ارباح ومال. وبالتأكيد هذا سيؤدي الى مواصلة تحسين الآي فون وانتاجه بامكنيات وقدرات أفضل وأقوى.

المصادر بتصرف عن:
TUAW Fortune Tech

مقالات ذات صلة