وأخيراً أصدرت المحكمة الأمريكية الحكم في القضية الأكبر بين سامسونج وأبل حيث أصدرت هيئة المحلفين حكم بإدانة سامسونج ومن ثم أصدرت القاضية الأمريكية حكمها بأن على الأخيرة دفع مبلغ 1.049 مليار دولار إلى شركة أبل كتعويض على سرقة إبتكارتها، الحكم ليس نهائي حيث أمهلت القاضية الأمريكية شركة سامسونج أسبوعين لتجهيز الأوراق واستئناف الحكم ليتم النظر فيهم يوم 20-9 القادم، لكن يمكننا قول أن من حق عشاق أبل أن يفرحوا لفوز شركتهم الساحق ومن حق عشاق سامسونج أن يحزنوا لهزيمة شركتهم، لكن هناك شركة أخرى سعيدة بهذا الحكم، إنها العملاق الذي يسيطر على سوق أنظمة تشغيل أجهزة الحاسب الشخصي حول العالم منذ الربع قرن تقريباً وتسعى أن تفعل المثل في سوق الهواتف الذكية، إنها شركة مايكروسوفت.

ماذا حدث في المحكمة؟

في الفترة الماضية دارت في ساحات المحاكم الأمريكية أكبر قضية تعويض بين شركات هواتف في تاريخها، حيث استمرت المرافعات 50 ساعة و21 ساعة من اجتماعات هيئة المحلفين، وكانت أخبار المحاكمة هى الشغل الشاغل لعدد كبير من المواقع التقنية العربية والأجنبية لكن لأننا نعلم أن القارئ شعر بملل شديد من هذه الأخبار فلم نقم بإزعاجه بشكل يومي بتغطية الحدث، أتهمت أبل سامسونج بانتهاك براءات اختراع خاصة بها والسعى على تقليد الآي فون حيث ذكرت أبل ان سامسونج كانت لا وجود لها فعلياً في سوق الهواتف الذكية كما يحدث الآن ثم أرادات الأخيرة أن تنافس أبل لذا فاختارت الطريق الأسهل وهو تقليد أنجح هاتف في العالم وهو الآي فون وقدمت أبل أدلة على ذلك منها تقرير داخلي أرسله قسم في سامسونج إلى إدارة الشركة وفي هذا التقرير يقوم مهندسوا سامسونج بتحليل الآي فون وتقديم نصيحة بتعديل تصميم الجالاكسي S حتى يصبح مثل الآي فون، وبالفعل حدث هذا وصدر الهاتف وحققت سامسونج مبيعات ضخمة أدرت عليها الأموال واستخدمتها لتطوير أبحاثها ومنافسة أبل أي أنها سرقت أبل واستخدمت هذه الأموال لمنافسة الشركة وأصبحت ما هى عليه الآن بسبب هذا التقليد الواضح، كان هذا هو إتهام أبل، لكن سامسونج ردت أن أبل تتدعى ابتكار كل شيء وليس من حقها احتكار شكل الهواتف المستطيلة ذات الزوايا الدائرية أو اللمس المتعدد أو تكبير الصور عبر النقر عليها مرتين وما إلى ذلك، واتهمت أبل بأنها انتهكت عدة ابتكارات لها، ثم صدر الحكم

حكمت المحكمة بأن سامسونج مدانة بانتهاك 5 اختراعات من ال 7 التي تتهمها أبل فيهم وعليها دفع مبلغ 1,049,393,540 دولار إلى أبل كتعويض، كما حكمت المحكمة ببراءة أبل من اتهامات سامسونج وعلى أبل دفع مبلغ 0 دولار أمريكي إلى شركة سامسونج

خطوة أبل التالية

بالطبع كما ذكرنا أن من حق سامسونج اسئتناف الحكم لكن لا يتوقع أحد أن تنتصر فيه بل أن أفضل ما سيحدث هو تخفيض الغرامة الضخمة والذي يساوي تقريبا نصف دخل سامسونج من مبيعات الجالاكسي S3، لكن من ناحية أبل فهذا الحكم سيقوي موقفها مستقبلاً وستسعى لرفع قضايا ضد سامسونج في كل الأسواق القوية التي تتواجد فيها وتحصل على تعويضات مماثلة في انجلترا وفرنسا والمانيا واستراليا وهولندا وربما حتى الصين  وطبعاً ان حدث ذلك سوف تتأثر سامسونج لكن ليس بشكل كبير فلا ننسى ان سامسونج شركة عملاقة قسم الهواتف هو احد اقسامها وليس كل الشركة، ثم بعد ذلك تشن أبل حرب مماثلة على باقات الشركات مثل سوني و HTC و LG و ZTE وموتورولا والذين يعتبرون حلفاء جوجل في نظام أندرويد وتتهمهم أبل بانتهاك إبتكارات لها أيضاً والآن وبعد أن انتهت من هزيمة الشركة الكبيرة “سامسونج” ستلتفت أبل لهم، فكلمهم يستخدمون نفس نظام التشغيل وهو أندرويد.

فماذا على هذه الشركات فعله؟

 مايكروسوفت الحل السحري

الآن هناك حكم قضائي صريح بإدانة سامسونج بالإضافة إلى عشرات الأحكام الأخرى في 4 قارات ضد أندرويد وسامسونج، ليست سامسونج الوحيدة هى من تنتهك هذه الإبتكارات الخاصة بشركة أبل بل كل الشركات تقريباً تفعل المثل مع اختلاف الدرجة وهناك أجهزة قادمه لسامسونج وباقي الشركات ستخرج إلى النور خلال الأشهر القادمة وهذه الأجهزة تنتهك نفس الإبتكارات فإذا أصدرت سامسونج هذه الأجهزة فسيعني أنها تتحدي أحكام القضاء وتواصل سرقة أفكار أبل مما يعرضها لقضايا جديدة ودفع غرامات مضاعفة، وفي نفس الوقت إن قامت بإزالة هذه الإبتكارات فسوف تعطل خطوط الإنتاج وتأخر الأجهزة وهو ما عبر عنه محامي سامسونج عندما قال أن هذا الحكم ضد مصلحة المستهلك وسيؤدي إلى انفراد أبل بالسوق لكن هذا ما حدث وعلى الشركات البحث عن طريقة لكي لا تصلها يد أبل القانونية القوية التي انتصرت في أكثر من 90% من القضايا، الحل هنا أن تبدأ الشركات في اصدار هواتف تعمل بنظام تشغيل آخر ولا يوجد أفضل من ويندوز فون الذي بدأ ينتشر بقوة فتقرير الهواتف الذكية الأخير أشار إلى نمو الأندرويد 106.5% ونمو الويندوز فون 115% اي أن معدل نمو أجهزة الويندوز يفوق الأندرويد لكنه لا يزال قليل من ناحية العدد حيث ارتفع من 2.5 مليون جهاز إلى 5.4 مليون لكن معدل النمو هذا يشير إلى مستقبل مبهر للشركة ونظام التشغيل الخاص بها أي أنه منافس قوي قادم من بعيد.


 ماذا يميز الويندوز فون؟

الخلاصة أنه نظام مختلف تماماً ، إذا أحضرت شخص لم ير أي هاتف ذكي في حياته وأعطيته نظام iOS ونظام أندرويد سيخبرك أنهم متشابهين في شكل الأيقونات والتنبيهات وطريفة الفتح وعدة أمور أخرى لكن إن أمسك هاتف ويندوز فسيخبرك فوراً أنه جهاز مختلف تماماً لا علاقة له بالسابقين، كما أن نظام الويندوز مدعوم بعملاق يمتلك ثاني أكبر صافي ربح بعد أبل وهو مايكروسوفت ، كما أن لمايكروسوفت فرع محلي في مئات الدول وهو ما لا يتوافر لأبل ولا لجوجل، برمجة الويندوز يقول المطورون أنها أسهل بمراحل من برمجة تطبيقات iOS كما أن هناك ملايين المطورين له أي أن العجز الحالي في سوق التطبيقات الخاص بالويندوز بالمقارنة مع أبل وجوجل يمكن أن ينقص ويختفي تدريجياً وبشكل سريع، كما أن الشركات لن تقع في خوف كونها ستخاطر بتحمل عبئ دعم نظام الويندوز بمفردها لأن هناك عملاق يدعى نوكيا ( نوكيا شركة عملاقة حتى وإن كانت تتعرض لخسائر ) يعتبر الحليف الأساسي لمايكروسوفت ويعمل على الدعاية للنظام وبالتالي ستجد الشركات من يساعدها بالإضافة لدعم مايكروسوفت والتي تعرف أنها شركة سخية في دعم حلفاءها وتمتلك احتياطيات مادية ضخمة وتريد استغلالها في استعادة موقعها في سوق الهواتف الذكية، وأخيراً هناك الويندوز 8 القادم في أكتوبر والذي يعترف الجميع أنه نقله في تاريخ الشركة ويعتبره البعض نظام شديد الأمان ( بعد أنظمة أبل ) وستطرح مايكروسوفت جهاز لوحي قادر على تشغيل برامج الكومبيوتر الشخصي فكل هذه العوامل هى نقاط قوة للويندوز.


 هل ستترك الشركات أندرويد؟

ربما يصل مفهوم خاطئ أننا نقصد أن الشركات سوف تتخلى على الأندرويد ، هذا ليس صحيحاً فنظام أندرويد هو الأكثر انتشاراً حالياً ويتم بيع مليون جهاز جديد يومياً ومن غير المعقول أن تترك الشركات سوق مثل هذا لكن الذي نقوله أن الشركات ستبدأ في توفير بديل فحالياً كل الشركات تقريباً تنتج فقط أندرويد والذي سيحدث هو كالتالي فنفرض أن شركة X تنتج 20 هاتف جديد سنوياً بنظام أندرويد فنتوقع أن تجعلهم 18 أندرويد و 2 ويندوز وإن وجدت هناك طلب على الويندوز تزيده في العام التالي إلى 4 ثم 6 وهكذا أي أنهم سيدخلون الويندوز بجوار الأندرويد بشكل تدريجي وإن أثبت قوة وحقق مبيعات جيدة سيزيدون من نسبة أجهزة الويندوز التي ينتجونها وبالتالي يبعدون بشكل تدريجي عن قضايا أبل.

ما رأيك في فوز أبل، وهل تعتقد انه من مصلحة المستخدم؟ وهل ترى أن نظام ويندوز فون قادر على أن يكون منافس جديد وتستطيع الشركات الإعتماد عليه؟

المصدر : mashable

مقالات ذات صلة