تعتبر شركة أبل من أكثر الشركات نجاحاً في العالم وتحقيقاً للأرباح كما تعتبر الشركة الأولى عالمياً من حيث القيمة السوقية حيث تقارب القيمة لأبل ال 575 مليار دولار وهو مبلغ ضخم يفوق ميزانيات دول كاملة، نجاح شركة أبل لم يأتي من فراغ بل وراءه جهد ضخم وقد ذكرنا في عدة مقالات سابقة نقاط صغيرة عن كيفية عمل شركة أبل وتفكيرها ونجاحها، وفي هذا المقال نجمع النقاط السابق ذكرها ونحاول معاً كشف سر تفوق شركة أبل.

كيف تفكر أبل؟

فلسفة أبل في المنتجات:

تختلف أبل عن معظم الشركات في العالم في فلسفة المنتجات الخاصة بها، فالمعتاد أن تجري الشركات استقصاء ماذا يريد المستخدم وتسعى إلى تلبية رغباته المستهلك لكن شركة أبل لها سياسة خاصة كما صرح جونثان إيف مدير قسم تصميم المنتجات في شركة أبل حيث صرح أن أبل لا تجري استقصاء واستطلاع رأي للأسواق قبل إنتاج وتحديث منتجاتها. وهذا الأمر كان قد كشف عنه ستيف جوبز قبل سنوات عندما سأل عن سياسة أبل حيث قال قال أن هناك مدرستين الأولى هو دراسة المستهلك ومعرفة ما يريد وتوفير هذا الأمر له والمدرسة الأخرى هى إبتكار منتجات غير مسبوقة ثم جعل المستهلك يرى كم كان يحتاج مثل هذه المنتجات، وهذا ما تفعله أبل، قبل الآي فون كان سوق الهواتف موجود ولا يوجد تذمر كبير منه لكن فجأة جاء الآي فون وأصبح محور اهتمام عالم الهواتف المحمولة وأصبح أسلوب التعامل باللمس هو السائد عالمياً ولا يمكن لأحد الاستغناء عنه ، الأمر نفسه تكرر مع الآي باد حيث اخترعت مايكروسوفت الأجهزة اللوحية قبل ابل ب 10 سنوات أي كان هذا المنتج موجود لكن أبل أعادت ابتكاره وقدمته بشكل جديد وطورت أسلوب التفاعل مع الكتب مما جعل الآي باد يهيمن على ثلثي سوق الأجهزة اللوحية في العالم رغم وجود أكثر من 300 جهاز لوحي منافس، وأصبح الجهاز اللوحي رقم 1 عالمياً في الاستخدام التعليمي.

الخلاصة: أبل تقوم بابتكار منتجات وتطويرها ثم جعل المستهلك يرى كم كان يحتاج هذه المنتجات ويتسائل كيف أمكنني العيش طوال هذه السنوات بدون هذه المنتجات؟


أبل والسرية:

تعرف أبل أنها من أكثر الشركات حرصاً على سرية منتجاتها وذلك لسببين الأول هو أنها لا تقوم بتطوير منتجات فقط لكنها تبتكر جديد وإذا تهاونت في السرية لسرقت منتجاتها وانتجتها الشركات المنافسة، السبب الثاني هو أن سياسة الغموض تكسب أبل شعبية إضافية فالمستخدم يرى أن أبل تختفي لشهور طويلة ثم تظهر بمنتجات غير مسبوقة لذا فكلما ازادات السرية كلما تعلق المستخدم بالشركة أكثر لأنه يعلم أنها تحضر لمفاجئة كبرى.

وكذلك صرح بعض الموظفين السابقين أن أبل عندما تريد تعيين بعض المديرين في قطاعات سرية فإنها توظفهم في مشاريع غير حقيقية لمدة 6 أشهر لتختبر مدى كتمانهم للأسرار وعدم تسريبهم إياها إلى الصحف وبعد ذلك تنقلهم إلى المشاريع السرية الحقيقية.

على مدار سنوات طويلة أدارة أبل السرية بشكل رائع وأيضاً حرب الإشاعات لكن مؤخراً أثرت هذه السرية القوية والإشاعات على مبيعات الشركة بالسلب لأنه انتشر أن الآي فون القادم سيكون مفاجئة كبرى لذا عزف الملايين عن شراء أجهزة الآي فون الحاليه وانتظار الجهاز الجديد.

الخلاصة: أبل تفضل عدم التحدث عن منتجاتها وذلك لأن النفس البشرية تتعلق بما تجهل وأبل تبرع في هذا الأمر.


أبل وبراءات الاختراع:

عندما تقوم أبل بتسجيل براءة اختراع تتسارع المواقع إلى التفكير ماذا سوف تفعل أبل بهذا الاختراع وما تأثيره على منتجات أبل المستقبلية، لكن هناك جانب آخر هام للغاية في استخدامات براءات الاختراع بشكل تجاري وهو حرمان المنافسين منها، فربما يصل مهندسوا أبل إلى فكرة ما أو تقنية ما وتجد الشركة أنه لا يوجد استخدام حالي أو قريب لهذا الإختراع لكن ربما يكون لدى الشركات المنافسه استخدام له لذا تقوم بتسجيله حتى إذا استخدموه تقاضيهم، وهو الأمر الذي تبرع فيه أبل بشكل كبير. لذا فإن أبل عندما تخطط لمنتج لها فإنها تصبر لشهور طويلة حتى تحصنه من الناحية القانونية ثم تطرحه.

السؤال الذي يجول بذهن الكثيرين لماذا لا تقوم الشركات المنافسة بالمثل ولا تطرح منتج قبل أن تطمئن إلى عدم وجود ثغرات قانونية به؟ الإجابة أن الشركات الأخرى تطلق عشرات المنتجات عكس أبل التي تقدم منتج واحد فقط في كل مجال، وإذا حاولت شركة سامسونج مثلاً تحصين جهاز جالاكسي تاب 10.1 مثلاً قبل طرحه ، فربما تسبقها سوني أو جوجل أو HTC أو أي شركة أخر وتطرح جهاز آخر منافس يأخذ السوق الذي تنتظر سامسونج أن تنافس فيه.

أما أبل فلا يوجد سباق فعلي يواجهها لأنها لا تقدم ما يعرفة السوق فتخشي أن يسبقها شركة أخرى ويطرحه لذا تتأخر طويلاً في طرح المنتجات وهى مطمئنة نسبياً أنه لن يسبقها المنافسين لسوق غير معروف لهم ( بسبب السرية السابق ذكرها )


الإعلانات والتسويق

هناك شركات تسعى لتوضيح كم المزايا في أجهزتها في الإعلانات والدعايا الخاصة بها، فتخبرك أن الجهاز يوجد به كاميرا كذا ومعالج وذاكرة كبيرة وكذا وكذا وكذا فترى الإعلان به عشرات المزايا للجهاز ويكون سلاح الإعلان الرئيسي هو الإبهار بكم المزايا، أما شركة أبل فتعشق الإعلانات البسيطة وتوضح لك ميزة واحدة فقط تقريباً في الإعلان الواحد وتعرضها بمنتهى البساطة وأهمية هذه الميزة في ويكون سلاح أبل الرئيسي العاطفة حيث تسعى أبل إلى خلق مشاعر حب بين المستخدم والجهاز حيث تظهر له أن هذا المنتج سبب في جلب سعادة لك، فمثلاً في إعلانات الآي فون 4 كانت أبل تركز على الفيس تايم وتجعل رجل مسافر في بلاد بعيدة يتصل بزوجته ويشاهد طفلة الصغير وهو يلعب وقدمت أبل الإعلان بشكل عاطفي للغاية يجعل الكل يرغب في اقتناء الآي فون ليتصل فيس تايم ( رغم أن مكالمات الفيديو كول قديمة للغاية وليست اختراع جديد ) وعندما أعلنت عن الكتب التفاعلية تحدثت كم أن هذه الكتب سوف ترفع من مستوى الطلاب وأداءهم وتجعلهم متفوقين وبالتالي كل أب سيسعى لشراء جهاز لأبناءهم لأنه يريد رفع مستواهم.

كما أن أبل تعرض منتجاتها بطرق فريدة فمثلاً تضع أجهزة الماك بوك مغلقة بزاوية 70 درجة كي تجذب المشترى لفتحها وبالتالي الإعجاب بها كما شرحنا في هذا المقال، كما تعتمد أبل على دراسة العوامل النفسية مثل قاعدة الرقم 3 التي تستخدمها أبل دائماً في عرض منتجاتها والتسويق لها كما ذكرنا في هذا المقال.

الخلاصة: أبل تسعى لربط المستخدم بمنتجاتها عاطفياً كي تضمن ولاءه لمنتجاتها.


 سعينا في هذا المقال إلى استعراض بعض الطرق والاستراتيجيات التي تستخدمها أبل وبالطبع هذه قطرة من بحر وربما نكون قد ذكرناها من قبل ويعلمها البعض لكن التذكرة لن تضر ونهدف أن نتعلم هذه الطرق ونطبقها في أعمالنا الخاصة.

ما رأيك في طريقة تفكير وعمل أبل؟ وهل ترى أن أحد أسرار نجاح أبل ليس المنتجات فقط ولكن التسويق والدعاية؟

مقالات ذات صلة