سامسونج أصبحت أكبر منتج للهواتف في العالم، وتفوقت مبيعات هواتفها الذكية على الآي فون في معظم دول العالم، وتسعى لتقديم مزايا مبهرة وتسوقها بشكل استعراضي رنان كما فعلت مع مزايا S4، والتطور الكبير في أجهزة سامسونج دفعت عدد من مستخدمي أبل للإنتقال إليها لتجربة النظام والأجهزة، وفي هذا المقال يشاركنا أحد متابعينا الأفاضل بتجربته للإنتقال إلى نوت 2.

أنا مهندس كمبيوتر ومبرمج، أعشق التكنولوجيا والإنترنت، تنقلت في حياتي العملية بين العديد من أجهزة الهواتف حتى وقعتُ أخيراً في سحر وهوس الآيفون من الجيل الثاني والثالث والرابع، لقد غيّر حياتي كثيراً ذلك الجهاز الفريد وتغيّر كثيراً أسلوبي في التعامل مع الإنترنت، وخلال تجربتي هذه تمكنت من إقناع الكثيرين باقتناء ذلك الجهاز ممن حولي سواء كانوا بين أقاربي وأصدقائي أو زملائي في العمل، لدرجة أنهم كانوا يعتقدون أني أعمل مع شركة أبل أو أحصل بطريقة ما على عمولة مالية خاصة!. كنت أتابع موقعكم بشكل دائم ومواقع أخرى تتحدث عن التكنولوجيا والهواتف والمقارنات بين الهواتف المنافسة، كنت أواجه بعض نقاط الضعف في الآي فون حاولت بشكل موازي تجربة جهاز آخر ونظام هاتف آخر، فجربت أجهزة سامسونغ جالاكسي 1 وجالاكسي 2 وجالاكسي تاب وجربت جهاز سوني إكسبريا نسخة الأندرويد وجهاز نوكيا لوميا بالنظام الجديد ويندوز 8 ثم جربت منذ فترة قصيرة جهاز البلاك بيري الجديد Z10.

لم أجد في جميع هذه الأجهزة منافساً حقيقياً للآيفون يجعلني أفكر أن أستبدله … آخر جهاز استخدمته بشكل متوازي هو جهاز البلاك بيري الجديد الذي كان رائعاً في تصميمه، مقبولاً في نظامه الجديد الفريد، لكن عيبه الرئيسي كان في ضعف بطاريته كذلك سبب قوي هو قلة عدد مستودع برامجه، لذلك قررت أن أبحث عن أفضل جهاز هاتف يحتوي على أفضل بطارية لأجد ذلك الجهاز الذي طالما كنت أشاهد صوره في كل مكان، إنه جهاز جالاكسي نوت 2. لذا قررت أن أجربه بالرغم أني كنت أنتقد حجمه الكبير إلا أنه حقاً يُعتبر ثورة جديدة في عالم الهواتف الذكية، إنه ليس كأي هاتف آخر، لقد تطور كثيراً نظامه الأندرويد، هنالك الكثير من الأسباب التي ستجعل كل مقتني الأجهزة الأخرى بما فيهم مقتني أجهزة الآيفون وأنا منهم الإستغناء بالكامل عن جهاز الآيفون مع الإحتفاظ بجهاز الآيباد كجهاز لا بديل عنه للوصول إلى البرامج الرائعة التي كانوا يستخدمونها في متجر أبل.

لماذا جالاكسي نوت 2؟ قوة البطارية هو سبب مهم وقويّ لاختيار أي الهواتف الذكية يمكن أن تشتري؟ للأسف الآيفون بإصداره الأخير الخامس والذي قررت لأول مرة عدم شراءه أصبحت بطاريته أسوء من قبل، بينما قوة بطارية الجالاكسي نوت 2 هى 3100 مللي أمبير أي أنك تستطيع استخدامها يوماً كاملاً دون أن تخشى فقدان الشحن حتى لو تحدثت بالهاتف 16 ساعة متواصلة!. ما الهدف من جهاز الهاتف الذكي إن كان لا يخدمني طيلة اليوم ويجعلني أتردد في استخدامه بشكل متواصل حتى لا أفقد شحنه بشكل سريع…

لذلك أقوى بطارية لأفضل هاتف ذكي هى بطارية جالاكسي نوت 2، سبب آخر هو القلم المدمج مع الجهاز، كلنا جرب استخدام أجهزة الآيميت أو الآسوس التي كانت تستخدم القلم الرفيع الذي يُساعد في اختيار الأمر الصحيح من بين الأوامر الصغيرة، لكن هنا تغيّر الأمر، إنها ثورة جديدة ودمج بين جهازين: الجهاز اللوحي الذكي والهاتف الذكي. لم يعد استخدام القلم فقط لإختيار الأوامر بل من أجل الكثير من الفوائد الحقيقية، لقد تطور جالاكسي نوت 1 إلى نوت 2 وأصبح استخدام القلم هاماً جداً لوظائف كثيرة من بينها قص الصور من أي صفحة إنترنت أو بريد، الكتابة باليد بكل اللغات بما فيها اللغة العربية، رسم الأشكال الهندسية بطريقة رائعة.

أنا متأكد أن كل من يُشاهد كيفية استخدام القلم في جالاكسي نوت 2 سيتغير رأيه حول هذا الجهاز، إنه جهاز حقاً رائع وشركة سامسونج استخدمت كل تقنياتها في تطوير نظام أندرويد ودمج خدماتها مع هذا الجهاز. لقد أصبح التحدث باللغة العربية سهلاً بواسطة هذا الجهاز والذي سيُدهشك حقاً بالطريقة التي سيكتب فيها كل ما تنطق به بلغتنا الأم “اللغة العربية”. الخرائط مدمجة ومحدثة بالكامل مع الجهاز وبرنامج الملاحة “Navigation” مدمج مع الجهاز ويُمكن جعل أي خريطة من غوغل متوفرة في الجهاز دون اتصال بالإنترنت.

الصور والملفات الصوتية والمرئية: الكثير منا يُعاني من المشاكل في تنظيمه للصور والملفات مع جهاز الآيفون , والكثير لا يُجيد استخدام برامج أخرى سواء الآيتونز أو أي برامج مساعدة خارجية، لكن مع الجالكسي نوت 2 وجميع أجهزة الأندرويد الجديدة أصبح تنظيم الملفات أفضل بكثير، الصور يمكن تنظيمها بشكل سريع وسهل كيفما شئت، تحفظها على ذاكرة خارجية حتى 64 غيغابايت، تنسخ ما تشاء من جهاز كمبيوترك , ترتبها هناك أو في أي مكان وتنقلها معك وتستخدمها , تصبح أخيراً تشعر بذلك الشعور الرائع “وأخيراً أمتلكت جهاز الذكي”

جميع من يستخدم الهاتف الذكي في عمله يهمه كثيراً موضوع جهات الإتصال وكيفية التحكم بها وحفظها وضمان عدم فقدانها وكيفية استخدام البريد الإلكتروني وتصفح الإنترنت واستخدام التقويم وإدارة الأحداث فيها، جميع هذه الأمور أصبحت في جهاز جالاكسي نوت 2 أفضل بكثير منها في جهاز الآيفون، لن تفقد جهات الإتصال أبداً مع عملية الدمج مع حسابك في بريد الجيميل، حتى جهات الإتصال في الأيفون يُمكن نقلها بسهولة إلى جالكسي نوت من خلال الجيميل. وأيضاً تُنشئ المجموعات بسهولة وتنظمها وتضيف النغمات لأي مجموعة أو جهة إتصال، كيف تدمج جهات الإتصال لجميع برامج التواصل مثل سكايب، واتس أب، فايبر. وغيرها. البريد الإلكتروني أصبح رائعاً ويعطيك تحكم كامل في تصفح البريد مع عشرات الأدوات الهامة للتصفح، كذلك تصفح الإنترنت أصبح متطوراً جداً , ناهيك عن دعمه لتقنية الفلاش والتي لا تزال شركة أبل ترفض دعمها في جهاز الآيفون والآيباد والآيبود.

ولكن الشاشة كبيرة. نعم هذا عيب، ولكن ألا يغفر ذلك العيب عشرات المزايا فيه، جرب استخدامه وشاهد الفيديو فيه، تصفح الإنترنت من خلاله، شاهد آيات القرآن فيه من خلال برنامج القرآن واستمع لصوته الرائع، استخدم القلم فيه، تمتع باللعب في أي لعبة تعشقها وشاهد الفرق، لماذا لا نحمل جهاز يُعتبر كبير قليلاً 5.5 بوصة ونتمتع بعشرات المزايا التي سنجدها فيها.

مزايا عديدة أخرى صغيرة ولكنها أصبحت أسهل مع جالاكسي نوت مثل: تحديث البرامج بشكل تلقائي، إغلاق البرامج المفتوحة بزر واحد، حذف البريد الإلكتروني، تنظيم الصور في مجلدات، تنظيم الأسماء في مجموعات وغيره من المزايا الإضافية التي تجعل جهاز الهاتف مُلكاً بالكامل لك، ومع ذلك فإني لا أزال أنصح بالآيفون والآيبود والآيباد لجميع من نخشى عليهم أي مشاكل إضافية مثل كبار السن أو الأطفال أو من لا يريد إستخدام أي مزايا إضافية للهاتف.

كلنا يعلم خطورة نظام الأندرويد كونه نظاماً مفتوحاً ومعرضاً للفيروسات والهكر , ولكن ماذا لو استخدمت تلك البرامج التي تكون خاصة بصيد الفيروسات؟ أنا أستخدم برنامج AVG AntiVirus الرائع والمجاني، وفي حال رغبت في شراء نسخة كاملة تعطيك ميزة تكون ضد السرقة يمكن دفع مبلغ بسيط ولمرة واحدة.

هنالك الآلاف من البرامج في سوق غوغل للبرامج، والعجيب أنه أصبح أكبر سوق برامج للهواتف الذكية في العالم وزادت عن سوق أبل للبرامج لتصبح أكثر من 800 ألف برنامج، وجميع البرامج التي كنت أستخدمها في آيفون أجدها أو أجد ما يشابهها في أندرويد، هناك أسباب كثيرة تجعلك حقاً تفكر في الإنتقال من جهاز الآي فون أو من أي جهاز آخر إلى جهاز الجالكسي نوت 2 , فهل ستشاركني تجربتي هذه؟

نشكر المهندس إياد على مشاركته الرائعة برغم أنه ذكر المميزات بدون ذكر العيوب فإذا كان إياد يقبل جهاز بهذا الحجم أو الوزن فربما غيره من المستخدمين لا يقبل، وإذا كانت المشكلة في البطارية فهناك الكثير من الملحقات التي تزيد من عمر الآي فون، كما لم يذكر أن على مستخدم النوت الإنتظار لأشهر طويلة للحصول على أي تحديث وقد يتوقف الدعم الرسمي فجأة، وبالرغم أن عدد تطبيقات متجر أندرويد كبير لكنها بجودة أقل بكثير من متجر أبل وربما يسبب صدمة لعشاق التطبيقات الجميلة، كما أن بعض المستخدمين لا يعلمون بضعف الأندرويد من الناحية الأمنية فلا يثبتون مضاد فيروسات فيتعرضون لمخاطر، وأيضاً ميزة تتبع الهاتف بعد السرقة وتعطيله وخدمات المزامنة مع الحاسب غير متكاملة في الأندرويد، وغيرها من العيوب الذي لن نتوسع في ذكرها. والخلاصة هى أن النوتس يتملك مزايا لا توجد في الآي فون والعكس أيضاً.

كاتب المقال : المهندس إياد أبوهيبة

مقالات ذات صلة